الرئيس تبون يؤكد في رسالــة وجهها للأمة

لا تراخ ولا تنازل في تعاملنا مع ملفات التاريخ والذاكرة.. نؤسس لعهدٍ واعدٍ لا مكان فيه لزُرَّاع اليأس ولأَعداءِ الاستحقاق والكفاءة

لا تراخ ولا تنازل في تعاملنا مع ملفات التاريخ والذاكرة.. نؤسس لعهدٍ واعدٍ لا مكان فيه لزُرَّاع اليأس ولأَعداءِ الاستحقاق والكفاءة

* الشَّعب الجزائري يَمضي شامخًا إلى بناءِ جزائر سيِّدةٍ قويَّة مُحصَّنةٍ بمؤسساتِها

* جاليتنا في الخارج جزءٌ من نسيجِنا الوطني نولي لها أهمية كبيرة

أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، السبت، أن الدول الجزائرية ستتعامل مع ملفات التاريخ والذاكرة بعيدا عن أي تراخ أو تنازل، داعيا الجزائريين إلى المساهمة في مسارِ التَأْسِيسِ لعَهْدٍ واعدٍ، لا مكانَ فيه لِزُرَّاعِ اليَأْس.

واعتبر الرئيس تبون في رسالــة للأمة بمناسبة اليوم الوطني للهجرة المخلّد للذكرى الـ60 لمظاهرات 17 أكتوبر1961، أن ذكرى مظاهرات 17 أكتوبر 1961، “تعيدَ إلى أذهاننا المُمارساتِ الاستعماريةَ الإجرامية المُقترفَة في حقّ بنات وأبناء الشعب الجزائري، في ذلك اليومِ المشؤوم، والتي تعكس وجهًا من الأوجه البَشِعةِ لسلسلـة المجازر الشنيعة، والجرائِم ضدّ الإنسانية التي تَحْتَفِظُ بمآسيها ذاكرةُ الأمَّة ..”. وأكد الرئيس تبون، أن تضحيات شُهداءُ تلك المجْزرةِ الشنيعة “سَتَظلُّ مَرْجِعًا مُشرِقًا قويًا، شاهدًا على ارتباط بناتِ وأبناء الجالية بالوطن .. وعلى ملحمة من ملاحم كفاح الشعب الجزائري المرير عبر الحقب، ذودًا عن أرضِنا المباركة .. وغِيرةً على هُوِّيةِ الأمة، وتَرسيخًا لوحدتها ..”. واستغل رئيس الجمهورية، الفرصة ليترحم على جميع شهداء الجزائر قائلا “ونحن نُحيي هذه المحطَّةَ الخالدَة في تاريخ ثورتنا المجيدة، ونَترحَّمُ بخشوعٍ على أرواح شهدائِنا الأبرار .. أُولئك الذين صَنَعُوا بشجاعةِ الأبطال .. ومواقفِ الشُّرفاءِ، قبل ستين عامًا، مَشْهدًا خالدًا للدِّفاعِ عن شرف الأمة .. وترجموا به التَّعَلُّقَ بالحرية والكرامة .. نترحَّم عليهم، في هذه الذكرى وعلى قوافل شهداء الوطن المُفدَّى، في كل مراحل المقاومة والكفاح بإجلالٍ وإكبار .. “. وشدد الرئيس تبون، على أن هذه المناسبةَ، “تُتِيحُ تأكيدَ حرصِنا الشَّديد على التَّعاطي مع ملفَّاتِ التاريخ والذاكرة، بعيدًا عن أيِّ تَرَاخٍ أو تَنازُلٍ، وبروحِ المسؤوليةِ، التي تَتَطَلَّبُها المعالجةُ الموضوعية النزيهة، وفي منأى عن تأثيراتِ الأهواء وعن هيمنة الفكر الاستعماري الاستعلائي على لوبياتٍ عاجزةٍ عن التحرُّرِ من تَطرُّفها المُزمن ..”. وأكد تبون، بأنَّ “الشَّعبَ الجزائريَ الأبيَّ المُعتزَّ بجذورِ الأُمةِ، الضَّاربةِ في أعماقِ التاريخ، يَمضي شامخًا، بعَزْمٍ وتَلاحُمٍ، إلى بناءِ جزائرَ سيِّدةٍ قويَّة .. جزائرَ ديمقراطيةٍ، مُحصَّنَةٍ بمؤسساتِها، ومُصَمِّمةٍ على الوفاءِ بالتزاماتها، وأداءِ دورها كاملاً لخدمةِ الاستقرار والأمن في المنطقة، والمُساهمَةِ في مسعى التعايش والتعاون النبيل، على المستوى الإقليمي والدولي”. كما أشار الرئيس تبون إلى الأهميةِ التي يوليها “لجاليتِنا بالخارج”، والتي هي “جزءٌ من نسيجِنا الوطني”. ودعا في هذا الشأن، إلى “مدِّ جُسُورِ التَّواصل، لتَمْكينِها من الانخراط في الجهودِ المبذولة لتحقيق الالتزامات التي تعَهَّدنا بها أمام الشعب ..”. وفي هذا السِّياق، أشار الرئيس إلى العنايةً الخاصّةً التي يوليها “للتكفُّلِ الأمثلِ بكافَّة انشغالات جاليتنا، وحمايةِ مَصَالحها، إِذْ يَتَعَيَّنُ على مراكزِنا الدبلوماسية والقنصليةِ، تطويرُ أساليبِ عملِها، من حَيْثُ التفاعلُ مع أبناءِ الجالية، واعتمادُ أَحدثِ الأساليبِ في مجالِ التَّسيير القُنصلي، لرَفْعِ كُلِّ مَظاهر الغبْن، التي يُعاني منها المواطناتُ والمواطنون المقيمون خارجَ البلاد ..”. كما نوه، رئيس الجمهورية “عاليًا بمواقفهم الوطنيةِ المشرِّفة، التي أَبانُوا عَنْها في كلِّ مرّةٍ، عَبْر الهَبَّاتِ التَّضامُنيةِ المُبهرة، في أوقاتِ المحن والشدائد”، متوجها “إلى كلِّ جزائريةٍ وإلى كلِّ جزائريٍّ، بالدعوةِ للانضمامِ إلى مَسَارِ التَّأْسِيسِ لعَهْدٍ واعدٍ، لا مكانَ فيه لِزُرَّاعِ اليَأْس.. ولأَعداءِ الاستحقاق والكفاءة .. أُولئك الَّذينَ دَرَجُوا على تَثْبيطِ العزائم .. وكَبْحِ المُبادراتْ .. وَتَوارَثُوا تَواطُؤَ العصابةِ وتآمرها، لِعَرْقَلة بَعْثِ الاقتصاد الوطني .. والتَّشكِيكِ في إرادةِ الوطنيين المخلصين، الراميةِ لتخليصِ المجتمع من اسْتِنْزافِهم لخيراتِ البلاد بالتّحَايُل والنَّهبِ والتبذير.. والَّذينَ ما فَتِئْتُ أَتَوَعَّدُهم بسُلطانِ القانون.. وبئْسَ المصير .. “. وشدد الرئيس، على أن “الجزائر مقدِمَةُ بحزمٍ على شَلِّ أذْرُعِ هذه العصابةِ الماكرة .. وكَشْفِ خُبْثِها في تحريك أدوات التَّعطيلِ والتَّيْئيسْ”.

م.ع