يغتنم الجزائريون فصل الصيف للترويح عن أنفسهم خاصة خلال الليل، حيث تدب الحركة في كل مكان يقصده الناس للسهر والتخفيف من الضغط النفسي والبدني المتراكم.
تختلف وجهة المواطنين الراغبين في السهر خارج البيت، خاصة مع توفر عدد كبير من الأماكن السياحية في العاصمة، ومع ذلك يبقى البحر الوجهة الأولى التي يقصدونها خلال سهراتهم الليلية، وذلك للتخفيف من شدة الحر ولإنعاش النفس حيث يكون الجو ليلا لطيفا جدا، بالقرب منه إضافة للراحة النفسية والسكينة التي يمنحها لقاصديه، حيث قال “بلال” وهو رب أسرة إنه يقوم باصطحاب عائلته من حين إلى آخر ليلا والمشي أمام البحر وتبادل أطراف الحديث وتناول المثلجات، مشيرا إلى أنه وبمجرد النظر للبحر يحس بهدوء شديد ينسيه زخم الحياة.
من جهته، قال “رضا” إن البحر ولا سبيل سوى البحر لقضاء سهرة ممتعة رفقة الأحباب والسباحة وذلك لتوديع كل شيء سيء مر بي في محاولة لطي صفحة وبداية صفحة جديدة وتجديد النشاط والاستعداد لما هو آتٍ، وهو نفس ما ذهب إليه “عبد الرحيم” الذي قال إنه يتوجه إلى البحر كل يوم تقريبا، مع بداية هذا الفصل رفقة عدد من أصحابه لقضاء سهرتهم أمام البحر والتمتع بنسيمه .
المثلجات تحلو ليلا
تعرف محلات بيع المثلجات ازدحاما كبيرا وانتعاشا في تجارتها، نظرا للعدد الكبير من المواطنين الذين يقبلون عليها خلال السهرات الصيفية، خاصة تلك الموجودة في برج الكيفان وسطاوالي، حيث وجدنا أن الطاولات تعج بالمواطنين الذين أتوا من كل صوب وحدب لتناول البوظة ولقضاء سهرتهم، وما جلب انتباهنا أيضا هو العدد الهائل من المواطنين الذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر دورهم لتأمين طاولات لذويهم للجلوس وتناول البوظة قصد قضاء سهرتهم في جو يملأه المرح، فـ “نهاد” التي أتت رفقة زوجها وابنها قالت لنا لا تحلو السهرة سوى بتناول البوظة بصحبة العائلة، مضيفة أنها تتمتع كثيرا بتناولها ليلا خارج المنزل .
أما “فريد” الذي أتى رفقة عدد كبير من عائلته قال لنا إن السهرة لا تكون سهرة دون الخروج من المنزل وتناول المثلجات مع العائلة أو الأصحاب للمرح والترويح عن النفس.
مدن الألعاب.. اللعب للكبار أيضا
تعتبر مدن الملاهي وجهة العديد من العائلات الجزائرية التي يزداد الإقبال عليها مع غياب الشمس وانتشار الظلام بغية المرح والتسلية، كذلك مرت “الموعد اليومي” بمدن الملاهي الموجودة في حي الصنوبر البحري للتحدث مع المواطنين واستقطاب آرائهم والذين أتوا إليها من كل منطقة بسبب الطابع العائلي الذي يميزها، واقتربت “الموعد اليومي” من بعض المواطنين الموجودين هناك للتحاور معهم، حيث قالت لنا “شيماء” إن الملاهي هي عروس السهرة، موضحة أن السهرة لا تكون سهرة بدون اللعب في الملاهي رفقة العائلة والأحباب، مشيرة إلى أنها أحضرت معها صديقتين لها وأطفالهما، كما قالت لنا إن الملاهي هي الشيء الوحيد الذي يجعلها شخصا آخر جديدا على حد تعبيرها.
من جهته، قال لنا “مصطفى” الذي قدم رفقة عدد من أصدقائه “إن الملاهي تكون ممتعة جدا ليلا”، مضيفا إنها أحسن دواء للقضاء على المتاعب النفسية، “فريد” الذي أحضر عائلته قال “أحضرت عائلتي للعشاء واللعب مع عائلتي للترويح عن أنفسنا”، مضيفا “أنه يقوم بجلب عائلته من فترة لأخرى للملاهي ليلا وقضاء سهرة “خفيفة ظريفة” على حد قوله بغية إراحة النفس من أعباء الحياة في جو يخيم عليه المرح، كما قال لنا “الصيف هو أحسن فرصة للسهر والتجوال لتفريغ ضغوط العمل ومشاكله وإراحة الأطفال من متاعب الدراسة”.
لمياء. ب