الرئيس تبون يستعرض  أمام العالم الفرص و التحفيزات التي تمنحها الجزائر للاستثمار ويرد:

الجزائريون ولدوا أحرارا وسيبقون احرارا في قرارهم وسيادتهم

الجزائريون ولدوا أحرارا وسيبقون احرارا في قرارهم وسيادتهم

📌 رئيس الجمهورية يدعو إلى “مقاربة تشاركية تضامنية” لمواجهة التحديات الراهنة

📌 القرار الاقتصادي يجب أن يعتمد على مبدأ النجاعة بعيدا عن السياسة

📌 تجديد عزم الجزائر على الانضمام الى “البريكس


 

بلغة صريحة وكلمات سيخلدها التاريخ، قدم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أمام العالم الفرص و التحفيزات التي تمنحها الجزائر للاستثمار، كما رد وبطريقة ديبلوماسية

عن تساؤلات حول ما إذا كانت الجزائر تتعرض لضغوطات بسبب علاقاتها مع روسيا بمقولة تاريخية وهي أن الجزائريين ولدوا أحرارا وسيبقون أحرارا في قراراتهم ومواقفهم وقال رئيس الجمهورية، بسان بطرسبورغ (روسيا)، أن الجزائريين ولدوا أحرارا وسيبقون أحرارا في قراراتهم، وذكر الرئيس  خلال مشاركته كضيف شرف في أشغال الجلسة العلنية لمنتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، ردا على سؤال حول ما إذا كانت الجزائر تتعرض لضغوطات بسبب علاقاتها مع روسيا، أن “الجزائريين ولدوا أحرارا وسيبقون أحرارا في قراراتهم ومواقفهم”.وأعرب رئيس الجمهورية، عن أمله في أن يسود السلام والتكامل الثقافي والاقتصادي جميع دول العالم، مشيرا إلى أنه لا توجد حروب رابحة.

وقال الرئيس تبون في حلقة نقاش خلال مشاركته كضيف شرف في أشغال منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أنه “لا توجد حروب رابحة، كل الحروب خاسرة”.وتابع قائلا: “أتمنى للبشرية الرقي والرفاه خاصة للشعوب الفقيرة (…) أعتقد أن الرئيس الروسي، السيد فلاديمير بوتين، معتدل جدا في مداخلاته وأستخلص من كلامه اليوم بأنه صديق لكل العالم، تماما كما الجزائر، إلا من يعادينا”.وخلال إشرافه على افتتاح أشغال هذه الجلسة العلنية، تقدم الرئيس الروسي بشكره لرئيس الجمهورية لمشاركته كضيف شرف في أشغال المنتدى.وقال الرئيس بوتين، خلال الجلسة العامة لمنتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، ان “جميع الحضور يفهمون ما معنى الوصول الى موسكو والانضمام الينا في هذا المنتدى. فخامة الرئيس الجزائري كزعيم  يحترم مصالحه الوطنية. لدينا علاقات ودية قديمة. نحن نحب الشعب الجزائري منذ 1954، و الى 1962 حاربتم من أجل الاستقلال وسقط 5 ر1 مليون شهيد و بعد حصولكم على الاستقلال، أجرى الجيش الفرنسي التجارب النووية في الصحراء مع ما خلفته من آثار وخيمة”.

وتابع الرئيس الروسي أن لبلاده “علاقات ودية مع الجزائر و الدول الافريقية و العربية وهي تضرب بجذورها الى عشرات السنين”، لافتا الى ان الرئيس تبون “أبدى اهتمامه بما يحدث في اوكرانيا و قال بشكل علني، خلال اللقاء، انه يدعو للسلام”، شاكرا جهود الجزائر في الوساطة و على “رغبتكم في دعم جهود التسوية السلمية للأزمة في أوكرانيا”.من جانب آخر، أكد الرئيس بوتين أن بلاده تتعهد بضمان الأمن الغذائي الدولي و بتقديم الدعم للدول التي تواجه صعوبات في ضمان أمنها الغذائي حيث قال إن بلاده “ستضمن الامن الغذائي الدولي و ستقدم الدعم للبلدان التي تعاني من مشاكل” في تحقيق أمنها الغذائي.

وأكد الرئيس الروسي ان فيدرالية روسيا حافظت على ترتيبها كأول مصدر للحبوب في العالم حيث قدرت صادرات البلاد العام الفارط من المنتجات الزراعية ب41 مليار دولار من اجمالي صادرات قدرت قيمتها 592 مليار دولار.وإذ عرج على مكانة روسيا في العالم، أكد السيد بوتين أن بلاده وسعت علاقاتها مع البلدان و الاقاليم التي تشكل قاطرة التنمية في الاقتصاد العالمي وهي الدول “التي لا تخضع للضغوطات من الخارج و تسترشد بمصالحها الوطنية”، مشددا على أن “نشاط الاعمال و قوانين التجارة أقوى من الحالة السياسية، ما يدل على ان النظام الاستعماري الحديث المشوه قد عفى عليه الزمن و ان النظام المتعدد الأقطاب يتقوى”.

وبخصوص الوضع الاقتصادي بروسيا أكد الرئيس الروسي أن المنظومة المالية في البلاد “بشكل عام مستقرة”، لافتا إلى أن “القطاع الخاص وشركاتنا تمكنت من شغل الفراغ الذي تركته الشركات الغربية المنسحبة من روسيا”.

وأضاف أن بلاده “كانت وستبقى فاعلا على الساحة الدولية” و أن الاقتصاد الروسي تمكن من الحفاظ على مكانته كسادس اكبر اقتصاد في العالم، لافتا إلى أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات الروسية في الفترة الأخيرة مكنت من الحفاظ على نشاط المؤسسات وتفادي تذبذب الأسعار مع التحكم في التضخم.كما عرفت عائدات البلاد من القطاعات غير النفطية ارتفاعا أكبر من المتوقع في الاشهر الأولى من العالم الجاري، وفق ما أكده الرئيس الروسي الذي أشار إلى أن الربع الثاني من العام الماضي كان الأصعب بالنسبة لروسيا قبل ان تتحسن الأمور بزيادة الناتج المحلي بنسبة 3ر3 بالمائة في أبريل الماضي.بالمقابل، دعا رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون،  المستثمرين من روسيا و من كل دول العالم الى الاستفادة من الفرص و التحفيزات التي تمنحها الجزائر للاستثمار، وقال الرئيس تبون، في كلمة ألقاها ، “أؤكد ان المجال مفتوح أمام المتعاملين الاقتصاديين الذين يمكنهم الاعتماد على دعم الحكومة الجزائرية للمستثمر. و عليه فإنني أدعو الشركات العمومية و القطاع الخاص في روسيا و العالم الى استكشاف بيئة الاعمال في الجزائر و الاستفادة من المحفزات التي تتيح لهم انجاز مشاريع استثمارية مجدية في مختلف القطاعات، وفق مقاربة رابح-رابح”.وتطرق الرئيس تبون في هذا الاطار الى قانون الاستثمار الجديد الذي “يعطي كل الامتيازات للمستثمرين و يمنحهم حماية خاصة”، مشيرا الى أنه، و لأول مرة منذ الاستقلال، تم اصدار جميع النصوص التطبيقية لهذا القانون مباشرة بعد صدوره.

و ذكر بقرار ابقاء قانون الاستثمار دون تغيير لمدة لا تقل عن 10 سنوات و هو “ما سيعطي الضمانات الكافية لكل المستثمرين بما فيهم الاصدقاء من روسيا%.كما ذكر رئيس الجمهورية في نفس السياق بأن الجزائر تشهد حاليا “مرحلة مهمة” في مسيرتها التنموية الشاملة من خلال استراتيجيتها الوطنية، حيث أصبحت “وجهة استثمار واعد” بفضل الاصلاحات المحورية التي جسدتها الحكومة و التحفيزات العديدة التي كرست “مناخا محفزا للمتعاملين الاقتصاديين في بلد عازم على تنفيذ خطة استثمارية طموحة خلال السنوات المقبلة لاسيما في مجالات الطاقة و البنية التحتية و الفلاحة و المنتجات الصيدلانية و الصناعات المختلفة بما فيما الغذائية و التحويلية”.

وأكد أن الجزائر ستعمل على زيادة الاستثمار في الطاقة الخضراء و في كل المجالات التي من شأنها الإسهام في الحفاظ على البيئة و مكافحة التغير المناخي .بالمقابل، دعا رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى “مقاربة تشاركية وتضامنية” لمواجهة التحديات الراهنة التي يعرفها العالم، تأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الأطراف و على رأسها الدول الفقيرة.

وقال الرئيس تبون،  أن التحديات و الأزمات الراهنة تتطلب “تنسيقا لجهود و مساعي المجتمع الدولي بحثا عن الحلول الفعالة و المستدامة”، مشيدا، في هذا السياق، بمساهمة روسيا في توفير الحبوب و تصديرها الى دول العالم و كذا في استقرار أسعار الطاقة العالمية.وتابع قائلا: “ادعو من هذا المنبر الى تظافر المساعي و العمل سويا وفق مقاربة تشاركية و تضامنية تأخذ بعين الاعتبار مصالح و انشغالات كل الاطراف لاسيما الدول الفقيرة التي تعاني من الاضطرابات و الحروب”.وخلال حلقة النقاش التي ميزت جلسة افتتاح المنتدى ، اعتبر الرئيس تبون أنه “لا توجد حروب رابحة” و أن “كل الحروب خاسرة” متمنيا “للبشرية الرقي والرفاه خاصة للشعوب الفقيرة”.

و اعتبر أن الرئيس الروسي “معتدل جدا في مداخلاته” و أن كلامه يبين أنه “صديق لكل العالم، تماما كما الجزائر، إلا من يعادينا”، معربا في أمله في أن يسود السلام والتكامل الثقافي والاقتصادي جميع دول العالم.

من جهة أخرى، و بخصوص التعاون الاقتصادي الثنائي بين الجزائر و روسيا، أكد الرئيس تبون أنه “لا يقتصر على المبادلات التجارية و إنما يشمل التعاون في عدة مجالات و يحرص على التشاور المنتظم و تبادل وجهات النظر على مستوى منتدى الدول المصدرة للغاز و أوبك+ لضمان استقرار سوق الطاقة العالمي”.واعتبر رئيس الجمهورية أن المحادثات التي أجراها  بموسكو مع نظيره الروسي، شكلت “فرصة سانحة لتجديد ارادتنا المشتركة للارتقاء بعلاقاتنا الاستراتيجية إلى المستويات التي نطمح اليها”.

وحيا الرئيس تبون بالمناسبة الخطة التنموية التي استعرضها الرئيس بوتين خلال الجلسة، طيلة اكثر من ساعة من الزمن،واصفا اياها ب”الخطة الكبيرة كبر فيدرالية روسيا”، شاكرا نظيره الروسي على دعوته للمشاركة في المنتدى، مؤكدا “عدم امكانية ان تواجه اي دولة لوحدها الأزمات المتفاقمة في عالمنا المعاصر”.ودعا رئيس الجمهورية، في نفس السياق، الى عدم تسييس القرار الاقتصادي وإعطاء الأولوية القصوى للنجاعة الاقتصادية.

وحول سؤال بخصوص وجود مشروع عملة عربية موحدة، اعرب الرئيس تبون عن أمله في التوصل لقرارات تصب في هذا الإطار.

وجدد رئيس الجمهورية عزم الجزائر على الانضمام “في اقرب وقت” الى مجموعة “البريكس” لتتمكن من “تحرير اقتصادها نوعا ما من بعض الضغوطات”ودعا المستثمرين من روسيا و من كل دول العالم الى الاستفادة من الفرص و التحفيزات التي تمنحها الجزائر للاستثمار، وفق مقاربة رابح-رابح، مشيدا بقانون الاستثمار الجديد الذي “يعطي كل الامتيازات للمستثمرين و يمنحهم حماية خاصة”.

وذكر بقرار ابقاء قانون الاستثمار دون تغيير لمدة لا تقل عن 10 سنوات و هو “ما سيعطي الضمانات الكافية لكل المستثمرين بما فيهم الاصدقاء من روسيا”.وأشار الى ان كون الجزائر من بين الدول القلائل في القارة الافريقية التي لا تعاني من مديونية خارجية و قد تكون الوحيدة في ذلك، اضافة الى تسجيلها نسبة نمو ب3ر4 بالمئة، “بوتيرة ستزداد سرعة انطلاقا من السنة الجارية”، لاسيما بفضل دخول قانون الاستثمار الجديد حيز التنفيذ.

كما تطرق للسياسية الطاقوية للجزائر و التي تهدف لتكثيف نشاط تحويل المحروقات و تقليل تصدير النفط على شكل خام، مذكرا بأن الجزائر تستهلك اليوم نصف ما تنتجه من الغاز، و أن 72 في المئة من السكان يستفيدون من غاز المدينة في مطابخهم، و مشددا على ضرورة رفع انتاج الغاز للتمكن من رفع التصدير.

أ ر