تشهد المراكز التجارية والأسواق الشعبية حركة زائدة بسبب الإقبال الواسع للمواطنين الذين يتسارعون ويُسابقون الزمن من أجل اقتناء مستلزمات العيد، وعلى رأسها كسوة العيد.
وفي هذا الصدد، قامت “الموعد اليومي” بجولة عبر عدة مراكز تجارية وأسواق شعبية موجودة بالعاصمة لرصد انطباعات المواطنين وتوجهاتهم الشرائية .
الليل التوقيت المفضل للشراء
تشهد المراكز التجارية الموجودة في العاصمة على غرار تلك المتواجدة في باش جراح وبومعطي إقبالا ضئيلا في النهار على عكسه ليلا، حيث تبدأ الأمواج البشرية بالتدفق على الأسواق والمراكز التجارية ليلا بعد الإفطار، فسوق باش جراح في الليل يختنق بالمواطنين الذين أتوا من كل مكان للتسوق بغية شراء الملابس وحاجيات أخرى تخص استعدادات العيد، في نفس الوقت لمسنا ازدحاما للسيارات التي شلت حركة المرور ليلا في الطريق المؤدي إلى السوق والمراكز التجارية المتواجدة بقربه.
وفي هذا الموضوع، كانت لنا فرصة التحدث مع “نسيبة” وهي أم لبنتين وجدناها تتسوق في المركز التجاري بباش جراح والتي قالت “أفضّل التسوق ليلا، ففي النهار أكون منهمكة في شغل البيت ويكون اهتمامي منصبا على الطبخ وباقي التنظيفات، زد على ذلك تعب الصيام يجعلني أعجز عن الخروج في النهار وأفضّل التسوق ليلا لشراء ملابس أولادي ولوازم الحلوى بروية”.
كما قال لنا “سفيان” وهو رب أسرة إن هذا الازدحام الكبير للسيارات والاكتظاظ الواسع للمواطنين في الأسواق ليلا ناتج عن تفضيل أغلب المواطنين التسوق ليلا بسبب الخمول والتعب الذي عادة ما يُرافق الصيام.
وتشهد الأسواق والمحلات التجارية حركية كبيرة ونشاطا تجاريا محسوسا نظرا للإقبال الواسع من طرف المواطنين عليها، حيث يوحي المشهد العام في الأيام الأخيرة من رمضان أن سكان العاصمة يشنون هجوما كاسحا على الأسواق والمراكز التجارية بغية شراء ملابس العيد، كما تميزت الأسواق باكتسائها حلة جديدة من خلال عرض مختلف أنواع الملابس مع ملاحظة غلاء الأسعار، فكما جرت العادة ككل سنة ينتهز التجار فرصة حلول عيد الفطر لرفع أسعار الملابس لكسب أرباح مضاعفة، وهذا ما أثار تذمر وغضب المواطنين الذين اشتكوا من هذا الارتفاع التصاعدي والجنوني للأسعار.
وفي هذا الصدد، قالت لنا السيدة “سعيدة”: “التسابق المحموم على الملابس فتح المجال للعديد من التجار لانتهاز الفرصة ورفع الأسعار، فبعض الملابس نجدها باهظة الثمن مع أن جودتها ليست عالية”، ويشاطرها السيد “كريم” الرأي ويقول: “هذه هي عادة التجار الجشعين الذين يستغلون المواسم من أجل مضاعفة أرباحهم”، وأضاف “قدمت لكسوة أطفالي الثلاثة، فوجدت أن قسما كبيرا من راتبي ذهب على اللبس فقط”.
بين محدودية الدخل والرغبة في إسعاد الأبناء
حمى الأسعار بعدما أصابت المواد الغذائية والخضر واللحوم قبل رمضان، انتقلت عدواها هذه الأيام لتصيب الملابس وتضيق الخناق على ميزانية المواطن البسيط الذي بات يشتكي من صعوبة تحقيق التوازن المالي ومهّدت لانحدار القدرة الشرائية إلى الأسفل، خصوصا بعد تحمل نفقات رمضان التي أطاحت بأغلب جيوب المواطنين ووضعتهم في أزمة مالية، وفي هذا الصدد اشتكى أصحاب الدخل المحدود من صعوبة اقتناء كسوة العيد لأولادهم، حيث قال لنا السيد “سمير” وهو أب لأربعة أطفال إن نفقات رمضان قضت على راتبه الشهري ووضعته في ضائقة مالية، وهو في انتظار صبّ راتبه لهذا الشهر حتى يتسنى له شراء ملابس العيد لأولاده الأربعة، كما قال إن أسعار الملابس مرتفعة جدا ولكن ما باليد حيلة، لابد من شراء الملابس للأطفال وإدخال الفرحة على قلوبهم، كما قال إنه يجد صعوبة في تحقيق التوازن المالي. وفي نفس السياق عبرت السيدة “خديجة” عن استيائها من ارتفاع الأسعار قائلة إن مرتب زوجها ومدخراتها المالية كلها تبخرت في مصاريف رمضان، كما تذمرت من ارتفاع الأسعار التي تشهدها الملابس هذه الأيام قائلة “رغم أنها مخصصة للأطفال إلا أن ثمنها أكبر”، كما قالت إن زوجها عاجز عن شراء الملابس لأطفاله، فما باليد حيلة”.
لمياء. ب