الجزائر -أكد الدكتور محمد بقاط بركاني عضو لجنة رصد ومتابعة انتشار فيروس كورونا، أن الجزائر قد تعلن حالة الحجر الصحي الكامل إلى استمر فيروس كورونا في التفشي بشكل كبير، مشيرا إلى أن إقرار الحجر الصحي العام من صلاحيات رئيس الجمهورية.
وفي حوار أجراه مع قناة تلفزيونية خاصة، أوضح البروفيسور بركاني، أن فيروس كورونا انتشر في 20 ولاية بالجزائر، وأن لجنة المتابعة ترصد يوميا تطور انتشار الوباء، مضيفا أن هذه اللجنة تقديم التقارير اليومية حول انتشار الفيروس للهيئات العليا.وأفاد المتحدث بأن الجزائر لا تزال في المستوى الثالث من تفشي الفيروس، ومن غير المستبعد اللجوء إلى المرحلة الرابعة بإجبار الناس بالقوة للبقاء في منازلهم، واصفا هذه المرحلة بأنها ستكون بمثابة كارثة صحية على البلاد، لكنها ستمكن من احتواء الوباء بشكل كبير.وأشار عضو لجنة الرصد والمتابعة، إلى أن الجزائر لديها مخزون كبير من دواء الملاريا الذي قد يستعمل في علاج فيروس كورونا المستجد في غياب لقاح لحد الآن.وشدد أنه “لا يمكن للمواطنين الاستعمال الفردي لهذه الأدوية لأنها خطيرة جدا على صحتهم”.وفي هذا السياق، أكد البروفيسور أنه لحد الآن لا يوجد في العالم علاج علمي معترف به وجرى اختباره لفيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى وجود بحوث حول دواء الملاريا لإمكانية استعماله كعلاج، مؤكدا أن الجزائر لديها مخزون استراتيجي من هذا الدواء لأنها كانت تنتجه في وقت سابق، محذرا من استعمال هذا الدواء بطريقة عشوائية من طرف المواطن لآثاره الخطيرة، بعد تداول معلومات عن تلقي بعض الصيدليات طلبات للحصول على هذا الدواء.
وشدد المتحدث أن الجزائر في حرب ضد هذا الفيروس وأن السلاح الوحيد حاليا هو التحفظ من الاقتراب من الأشخاص قدر الإمكان والبقاء في المنازل وتطبيق الإجراءات التي أقرتها الحكومة في هذا الشأن، مبديا أسفه من تصرفات بعض التجار الذين لم يحترموا هذه الإجراءات.
وأشار إلى أن الصرامة التي أقرتها الحكومة الصينية لمواجهة فيروس كورونا مكنت من احتواء الوباء وتقليص عدد الإصابات إلى صفر منذ عدة أيام.وقال إن “بعض الخبراء الصينيين أعطونا تعليمات حول الإجراءات الواجب اتخاذها”.وأقر البروفيسور بركاني بوجود نقائص في القطاع الصحي وهي معروفة للجميع، مشيرا بأنه رغم ذلك يجب الالتزام بالوقاية.
وذكر البروفيسور بركاني أن الجزائر في حرب ضد فيروس كورونا لذلك لا بد من تفادي ازدحام المواطنين، مشيرا أن الصين تمكنت من خفض نسب الإصابة بكورونا بتدابير الوقاية فقط.
وفي هذا الخصوص، دعا بقاط بركاني المواطنين إلى عدم الخروج من منازلهم إلا للضرورة فقط، متأسفا لتهاون بعض الجزائريين الذي لا يزالون يتجولون في الشارع كأن الوضع عادي، حسب المتحدث.
وكشف بركاني أن معهد باستور يعمل بكامل طاقته طيلة 24 ساعة حتى نهاية الأسبوع، ويجري التحاليل في كل الأوقات، مضيفا بأنه سيتم خلال ساعات فتح فروع للمعهد في وهران وقسنطينة للتجاوب بسرعة مع الحالات الواردة وإجراء التحاليل اللازمة.
وعاد البروفيسور بالحديث عن تاريخ ظهور الفيروس في الصين منذ حوالي شهرين ونصف وانتشر في العالم عن طريق العولمة والتبادلات الاقتصادية وحركة الطيران بين الدول، نافيا أن يكون ظهور الفيروس نتيجة حرب بيولوجية بين الدول، واصفا ما يقال في هذا الخصوص بمجرد إشاعات.وقال إن مراحل تطور الفيروس هي مراحل نظرية تتمثل الأولى في التصدي لعدم دخول الفيروس إلى البلاد بتجنيد كل الإمكانيات، أما المرحلة الثانية فتتمثل في عزل الحالات المسجلة في بعض المناطق وتوفير العلاج اللازم لها، أما المرحلة الثالثة فتحدد عندما ينتشر الفيروس في مناطق أخرى من البلاد مثلما نحن فيه الآن ووصول الوباء إلى 20 ولاية وبالتالي يتطلب الأمر إجراءات خاصة التي اتخذتها الحكومة من بينها تنصيب لجنة المرصد والمتابعة التي تقدم تقارير يومية حول الفيروس، يقول بركاني.وبخصوص الحالة الرابعة التي وصفها بـ”الكارثة” أو حالة الطوارئ الصحية وتعني عزل بالقوة جميع المواطنين في منازلهم لتقليص العدوى بين الأشخاص حتى تنقص شيئا فشيئا إلى حد أدنى.
أمين.ب










