نحو دبلوماسية أكثر تأثيرًا

الجزائر تثبت نفسها كفاعل رئيسي بانتصارات في مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي

الجزائر تثبت نفسها كفاعل رئيسي بانتصارات في مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي

تعيش الجزائر في السنوات الأخيرة مرحلة متقدمة من النجاحات الدبلوماسية، مما يعزز مكانتها كقوة إقليمية مؤثرة وفاعلة في القضايا الدولية.

استطاعت الجزائر، بفضل سياستها الثابتة ورؤيتها الاستراتيجية، التأثير على الملفات الكبرى التي تشمل القضية الفلسطينية، الأزمات الإقليمية، قضايا إفريقيا، إلى جانب استقرار العالم العربي.

 

الإنتصارات الجزائرية في مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي

-نجاحات في مجلس الأمن: موقف ثابت ودور فاعل

منذ انضمامها كعضو غير دائم في مجلس الأمن، أثبتت الجزائر قدرتها على التصدي للتحديات العالمية عبر تبني موقف ثابت يدعو إلى احترام سيادة الدول وحماية حقوق الشعوب. استندت الدبلوماسية الجزائرية إلى مبدأ العدالة، حيث كان لها دور محوري في دعم القضية الفلسطينية على مختلف الأصعدة، خصوصًا في ظل التصعيد المتواصل في الأراضي المحتلة. الجزائر لم تقتصر على إدانة الانتهاكات، بل كانت نشطة في حشد التأييد الدولي ضد العدوان، مؤكدة ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وفيما يتعلق بالقضية الصحراوية، واصلت الجزائر دعمها المستمر لشعب الصحراء الغربية في نضاله من أجل تقرير المصير، وأكدت في مجلس الأمن على ضرورة تطبيق قرارات الأمم المتحدة بهذا الشأن. بالإضافة إلى ذلك، كانت الجزائر داعمًا قويًا لسيادة الدول العربية، حيث لعبت دورًا حاسمًا في دعم استقرار كل من سوريا ولبنان، محاربة أي محاولات للتدخل في شؤونهما الداخلية.

انتصار جزائري جديد في الاتحاد الإفريقي

وفي خطوة تعكس التأثير المتزايد للجزائر على الساحة الإفريقية، فازت مرشحة الجزائر، السفيرة سلمى حدادي، بمنصب نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي في الدورة 38 لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا. هذا الفوز ليس مجرد انتصار فردي، بل هو شهادة على الثقة التي تتمتع بها الجزائر من قبل الدول الإفريقية في قيادة القارة وتعزيز التعاون المشترك. كما تعتبر الجزائر هذه المنصة القارية مكانًا استراتيجيًا للدفاع عن مصالح الدول الإفريقية ودعم قضايا القارة، لا سيما في مجالات الأمن والتنمية المستدامة.

 

الدبلوماسية الجزائرية: رؤية استراتيجية وتأثير متزايد

ولقد بنيت هذه النجاحات على أساس استراتيجية دبلوماسية مدروسة وهادفة. الجزائر تعتمد في تحركاتها على المبادئ الثابتة والتزامها بالعدالة الدولية، مع تعزيز تحالفاتها مع الدول المؤثرة داخل الأمم المتحدة، الاتحاد الإفريقي، والمنظمات الدولية الأخرى. فهذه التحركات تمكّن الجزائر من تعزيز مواقفها وتحقيق أهدافها في مختلف القضايا الإقليمية والدولية. كما تعكس النجاحات المتتالية عودة الجزائر إلى دورها القيادي في المنطقة العربية وإفريقيا، مدعومة بتاريخها النضالي، وقوتها السياسية والاقتصادية، مما يجعلها شريكًا محوريًا في حل الأزمات الإقليمية والدولية.

 

نحو دبلوماسية أكثر تأثيرًا

ومع تقدمها على الساحة الدولية، تثبت الجزائر أنها قوة دبلوماسية حقيقية قادرة على التأثير الفعّال في القضايا الكبرى. ومع هذه الإنجازات، يبدو أن الجزائر ستستمر في تعزيز مكانتها العالمية من خلال دعم القضايا العادلة، وتوسيع دائرة تحركاتها الدولية، بما يخدم السلم والاستقرار في المنطقة والعالم.
إيمان عبروس