في احتفالات ضخمة حملت شعار "أمجاد على خطى الأجداد"

الجزائر تحيي الذكرى الـ67 لاندلاع الثورة بمكاسب التحرر الإيديولوجي والاقتصادي وتعالي أصوات تجريم الاستعمار

الجزائر تحيي الذكرى الـ67 لاندلاع الثورة بمكاسب التحرر الإيديولوجي والاقتصادي وتعالي أصوات تجريم الاستعمار

تحيي الجزائر الذكرى الـ67 لاندلاع الثورة التحريرية المباركة باحتفالات ضخمة عرفت تكريم الأسرة الثورية وتوزيع السكنات بمختلف الصيغ وكذا على وقع التحرر الإيديولوجي والاقتصادي من فرنسا وتعالي أصوات بعث مشروع قانون تجريم الاستعمار الفرنسي الذي ظل حبيس أدراج البرلمان منذ 2006.

عرفت الاحتفالات المخلدة بأعظم ثورة في تاريخ الإنسانية التي حررت البلاد والعباد من بطش 130 سنة من الاستعمار الاستيطاني والتدميري الفرنسي المدعوم بالحلف الأطلسي، طعما خاصا تجرمت الشعار الرسمي لهذه التظاهرات “أمجاد على خطى الأجداد” فإلى جانب تكريم المجاهدين الذين لا يزالون على قيد الحياة بمختلف ولايات الوطن وكذا أبناء وأرامل الشهداء وإعادة دفن رفات الشهداء بالعديد من ولايات البلاد كوهران وأم البواقي، تميزت الذكرى الـ67 لثورة الكرامة ثور التحرير الوطني بتعالي الأصوات الرسمية وغير الرسمية بضرورة التعجيل بإصدار مشروع نص قانون تجريم الاستعمار الفرنسي الذي يريد منه جيل الاستقلال فضح الأساليب الاستعمارية الفرنسية خلال احتلالها للجزائر، كما تريد هذه الأصوات أن يحمل تجريم الاستعمار الفرنسي مطلبا بالاعتراف والتعويض والاعتذار عن كافة الجرائم الاستعمارية التي ارتكبتها فرنسا في حق الشعب الجزائري الأعزل، لا سيما وأن العديد من هذه الجرائم لا تزال آثارها مدمرة إلى يومنا هذا وفي مقدمتها آثار التجارب النووية التي نفذها الاستعمار الفرنسي بالصحراء الجزائرية. كما جاءت الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ67 لاندلاع الثورة التحريرية المباركة على وقع تحرر الجزائر ولأول مرة منذ استقلالها في جويلية 1962 من التبعية الإيديولوجية لفرنسا من خلال قرار يقضي بقطع التعامل باللغة الفرنسية اتخذتها العديد من الهيئات السيادية كوزارتي التعليم والتكوين المهنين والشباب والرياضة إلى جانب مؤسسات أخرى. وفي هذا السياق، جاءت هذه الاحتفالات أيضا بتعالي أصوات تطالب بإصدار قانون يرسم استعمال اللغة العربية كلغة رسمية كما ينص عليه الدستور، بهدف إنهاء الهيمنة الإيديولوجية والثقافية للغة الفرنسية التي لا تزال تحتل موقعا هاما في المجتمع الجزائري وتعاملات المؤسسات الناشطة في مختلف المجالات. ومن الانتصارات التي حققتها الجزائر بمناسبة هذه الذكرى التاريخية، إنهاء الهيمنة الاقتصادية لفرنسا بالجزائر التي تتجلى بوضوح في البرنامج الاقتصادي لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون والقاضي بتشجيع الإنتاج الوطني والتخلص من التبعية الاقتصادية للخارج خاصة الأسواق الفرنسية والبحث عن أسواق وفرص استثمارية خارج الدوائر الفرنسية بأكثر جودة وأقل تكلفة. وما يقال عن نشوة الاحتفال بالذكرى الـ67 للثورة التحريرية على الصعيد الإيديولوجي والاقتصادي، يقال أيضا على الصعيد الدبلوماسي، حيث أصبح تعامل الجزائر مع فرنسا الند بالند وتجلى هذا واضحا في موقف الجزائر في ردها على استفزازت وتصريحات مغرضة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إذ سارعت الجزائر بطلب توضيحات ثم سحب سفيرها من باريس وأخيرا غلق المجال الجوي العسكري أمام الطيران الفرنسي ما وضع فرنسا في وضع صعب جدا لم يكن في حسبانها موقف الجزائر بالوقوف الند للند أمام الاستفزاز الفرنسي وصل مداه إلى إفريقيا التي اتخذت العديد من دولها قرارات مماثلة منها مالي، الأمر الذي يوحي بتحرر إفريقيا من بعبع فرنسا والتبعية الاقتصادية والإيديولوجية لمستعمر الأمس والتي لم تجني منه إفريقيا سوى المآسي والانقلابات والتخلف، مقابل ازدهار للاقتصاد الفرنسي على حساب ثروات إفريقيا.

محمد.د