دعا وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، دول الشمال إلى تقديم دعم أكبر لآليات الاتحاد الإفريقي في مجال الوقاية من النزاعات وفضها وإنجاز المشاريع الهيكلية المحددة في إطار الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا (النيباد) وأجندة 2063 الرامية إلى الاندماج والتنمية في إفريقيا.
أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أن الجزائر ستحتضن في ماي 2023 الاجتماع الـ20 لوزراء الخارجية الأفارقة ونظرائهم من دول الشمال. واتخذ هذا القرار “التوافقي” خلال أشغال الدورة الـ19 لاجتماع رؤساء الدبلوماسية الأفارقة ونظرائهم من دول الشمال، الذي عقد في هلسنكي (فنلندا)، بمشاركة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة. وأوضح بيان للوزارة، أن “القرار قد اتخذ بعد جلسة مغلقة اقترح خلالها العديد من الوزراء الأفارقة، لا سيما من النيجر وجنوب إفريقيا ونيجيريا وتنزانيا، في إطار التناوب ضمن المجموعة، احتضان الجزائر لأشغال الدورة الـ20 العام المقبل”. وأضاف المصدر، أن هذا الاقتراح “الذي أفضى إلى انسحاب ثلاث دول إفريقية كانت تنوي الترشح لاستضافة هذا الحدث، سرعان ما حظي بتأييد من فنلندا وترحيب من المشاركين الذين أشادوا بظهور توافق بسرعة وسهولة بشأن موضوع عادة ما يستدعي مشاورات واسعة”. وبهذه المناسبة، أعرب رئيس الدبلوماسية الجزائرية عن “شكره العميق” لنظرائه من إفريقيا ودول الشمال على هذه الثقة “التي تعكس المصداقية التي تتمتع بها الجزائر على المستويين القاري والعالمي بفضل إسهاماتها في تعزيز السلام وجهودها لإعلاء صوت إفريقيا في جميع المحافل الدولية”. وأكد السيد لعمامرة، أن الجزائر التي ستتشرف بتولي هذه المسؤولية “لن تدخر جهدا من أجل إنجاح هذا الموعد الهام امتدادا للنتائج الإيجابية المحققة في اجتماع هلسنكي”. من جهة أخرى، أشاد السيد لعمامرة، الذي ترأس رفقة نظيره الفنلندي، بيكا هافيستو، أشغال الجلسة الأولى للاجتماع الـ19 لوزراء خارجية افريقيا ودول الشمال المخصص لمسائل السلم والأمن في العالم، بصفة خاصة “بجهود القارة الإفريقية في مجال الوقاية ومن النزاعات وتسويتها مطالبا بدعم أكبر من المجتمع الدولي”، حسب بيان الوزارة. وأوضح ذات المصدر، أن “السيد لعمامرة أكد أن كل التهديدات الأمنية في إفريقيا حاليا على غرار الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة العابرة للأوطان والعديد من أنواع النزاعات بما فيها تلك المنجرة عن التغير المناخي لها أثر ونطاق شاملين وبالتالي فهي تستدعي استجابات منسقة في إطار مقاربات شاملة تعتمد على الاحترام المتبادل والتعاون (…)”. وأشار وزير الخارجية، السيد لعمامرة في هذا السياق، إلى أن “الشراكات مع إفريقيا لا يجب أن تلخص في علاقة معطي ومتلقي بل من الأجدر أن ينظر إليها على أنها جهد استراتيجي مترسخ في مبادئ المساواة والتعاون والتضامن بين مختلف الفاعلين الذين يرتبط أمنهم الجماعي باستقرار وازدهار كل منهم على حدى”. ومن هذا المنطلق دعا السيد لعمامرة، دول الشمال إلى تقديم دعم أكبر لآليات الاتحاد الإفريقي في مجال الوقاية من النزاعات وفضها وإنجاز المشاريع الهيكلية المحددة في إطار الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا (النيباد) وأجندة 2063 الرامية إلى الاندماج والتنمية في إفريقيا. وتطرق السيد لعمامرة في الأخير، إلى ضرورة تعزيز المؤسسات متعددة الجوانب وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة لترقية تعددية تكون أكثر مساواة وتقوم على مبادئ القانون الدولي، مؤكدا على ضرورة وضع حد للظلم التاريخي المتمثل في تهميش إفريقيا على الساحة الدولية في اطار الحكامة الدولية”. للتذكير، فإن هذا المنتدى الذي جمع عددا من الوزراء الأفارقة بنظرائهم من دول الشمال، تم تأسيسه سنة 2001 ويعقد اجتماعات سنوية مخصصة للمسائل الراهنة بهدف تعزيز الحوار والتعاون في مواجهة التحديات المعاصرة.
أ.ر




























