قررت الجزائر، استدعاء سفيرها بمدريد من أجل التشاور، بأثر فوري، وهذا عقب تصريحات صدرت عن أعلى السلطات الإسبانية تشكل -تحولا مفاجئا- في موقفها بخصوص ملف الصحراء الغربية.
وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أن (السلطات الجزائرية التي اندهشت من التصريحات التي صدرت عن أعلى السلطات الإسبانية بخصوص ملف الصحراء الغربية وتفاجأت بهذا التحول المفاجئ لموقف القوة المديرة السابقة للصحراء الغربية، قد قررت استدعاء سفيرها بمدريد للتشاور بأثر فوري).
وجاء هذا على إثر انحياز -إسبانيا- للمخزن حول الصحراء الغربية والموقف الأخير للحكومة الإسبانية المستغرب، الداعم لما يسمى بـ-الحكم الذاتي- كونه وهماً مغربياً خادعاً. وتؤكد الجزائر من خلال قرار استدعاء سفيرها بمدريد على موقفها الداعم لقضية الصحراء الغربية كمسألة تصفية استعمار، مشددة على حق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير مصيره من خلال تنظيم استفتاء حر ونزيه يتماشى مع المواثيق والقوانين الدولية التي صادقت عليها الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية. وتواصل الجزائر (دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره) على اعتبار أن هذا الموقف منسجم مع قرارات مجلس الأمن والدولي واللوائح ذات الصلة الصادرة في هذا الشأن، وتتمسك بحق شعب الصحراء الغربية الثابت في تقرير المصير. وقرار الحكومة الإسبانية المفاجئ، حرّك الجزائر وبشكل عاجل لدراسة الأمور، خاصة وأن الجزائر بصفتها ملاحظا رسميا في مسار السلام ستواصل كما فعلت دوما في الماضي تقديم مساهمتها من أجل تسوية عادلة ودائمة لنزاع الصحراء الغربية باعتبارها (لن تدخر أي جهد حتى ترافق بتمنياتها وتشجيعاتها الاشقاء المغربيين والصحراويين من أجل أن يغلبا معا منطق السلم والوفاق على التوتر وعدم الاستقرار). هذا فيما ينافي الموقف الجديد للحكومة الإسبانية، قرارات الشرعية الدولية والذي جاء في مضامين رسالة المسؤول الأول بالحكومة الإسبانية إلى نظام المخزن المغربي، والتي يؤكد فيها، بعد ما نقل، أن -مبادرة الحكم الذاتي- للمحتل المغربي هي (الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف في الصحراء الغربية)، الأمر الذي استغربته الجزائر لتبنّي إسبانيا موقفا جديدا بشأن قضية الصحراء الغربية بعد أن التزمت على الدوام الحياد مع المرافعة من أجل حل سياسي عادل تحت إشراف الأمم المتحدة. وفي تغيير جذري بموقفها المتعلق بقضية الصحراء الغربية، أعلنت الحكومة الإسبانية، الجمعة، دعمها لموقف المخزن علنا وللمرة الأولى، ومن جانبها، عبرت جبهة البوليساريو في بيان عن -استغرابها- من موقف مدريد داعية القوى السياسية هناك إلى (الضغط على الحكومة الإسبانية لتصحيح هذا الخطأ الفادح)، وهذا بعدما وقّع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانتشيز، ثاني خيانة تاريخية للمستعمر السابق للصحراء الغربية بحق شعبها، بعد تلك التي وقعت عام 1975، عندما سلّم الإقليم للنظام المغربي بعد مغادرته. وقد أصدرت حكومة الجمهورية الصحراوية والأمانة العامة لجبهة البوليزاريو مساء الجمعة. بيانا تردّ فيه على ما صدر عن السلطات المغربية والإسبانية بخصوص دعم مدريد لمقترح (الحكم الذاتي) الذي تطرحه الرباط في الصحراء الغربية. واتّهمت جبهة البوليزاريو الحكومة الإسبانية بالتخلّي عن مسؤوليتها التاريخية تجاه حقوق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. للمرة الثانية بعد انسحابها من الأراضي الصحراوية في العام 1975 (متسبّبة في جرح نازف، لا يزال يسمّ العلاقات بين شعوب ودول المنطقة).
سامي سعد









