أكدت للشعب المالي الشقيق أنها لم تتخلف عن العمل لتنفيذ الاتفاق بإخلاص وحسن نية

الجزائر تسجل بأسف شديد تنديد سلطات مالي باتفاق السلام

الجزائر تسجل بأسف شديد تنديد سلطات مالي باتفاق السلام

*  الأسباب المقدمة لدعم التنديد بـاتفاق الجزائر لا تتطابق إطلاقا مع الحقيقة

 

سجلت الجزائر، بأسف شديد وانشغال عميق، تنديد سلطات مالي باتفاق السلام والمصالحة في هذا البلد المنبثق عن مسار الجزائر، وأشارت لخطورة هذا القرار بالنسبة لمالي نفسها ولكل المنطقة التي تتطلع إلى السلام والأمن وللمجتمع الدولي برمته، الذي وضع كل ثقله والكثير من الموارد لمساعدة هذا البلد على استعادة الاستقرار من خلال المصالحة الوطنية.

أكدت الجزائر، حسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، الجمعة، أنها تحيط علما بهذا القرار، وأن من واجبها إبلاغ شعب مالي الشقيق الذي يعلم أن الجزائر لم تتخلف قط عن العمل من أجل تنفيذ اتفاق السلام والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر، بإخلاص وحسن نية وتضامن لا يتزعزع تجاه مالي الشقيق. وأضاف المصدر ذاته، أن شعب مالي يجب أيضا أن يعلم وأن يقتنع بأن القائمة الطويلة حول الأسباب المقدمة لدعم التنديد بالاتفاق لا تتطابق إطلاقا مع الحقيقة أو الواقع لا من قريب ولا من بعيد. وأوضح أنه في الواقع، لا يخفى على أحد أن سلطات مالي كانت تحضر لهذا القرار من مدة طويلة، فقد تجلت بوادر هذه الخطوة منذ عامين في تراجعها شبه الكلي عن تنفيذ الاتفاق، ورفضها المستمر لكل محاولة تهدف إلى بعث تنفيذه، وتشكيكها في نزاهة الوساطة الدولية وتصنيفها للموقّعين على الاتفاق المعترف بهم حسب التقاليد والأعراف، على أنهم قادة إرهابيون، إضافة إلى طلبها انسحاب بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي “مينيسما”، وتكثيفها مؤخرا لبرامج التسلّح بتمويل من بلدان أجنبية ولجوئها إلى الاستعانة بالمرتزقة الدوليين، حيث عبّدت هذه  التدابير الممنهجة الطريق إلى التخلي عن الخيار السياسي لفائدة الخيار العسكري كوسيلة لحل الأزمة المالية. ويستطرد المصدر ذاته، أنه على الشعب المالي الشقيق أن يدرك أن مثل هذه القرارات المؤسفة والمرفوضة قد أثبتت في السابق أن الخيار العسكري هو التهديد الأول لوحدة وسلامة الأراضي المالية، وأن هذا الخيار يحمل بين طياته بذور حرب أهلية في مالي، وأنه يعقّد المصالحة الوطنية عوض تسهيلها كما يشكل تهديدا فعليا للأمن والاستقرار الإقليميين وخلص إلى أن دولة مالي تحتاج دائما إلى الأمن والمصالحة ولا تحتاج بأي شكل من الأشكال حلولا قد سبق وتجرع منها دمارا وتمزقا في الماضي، مؤكدا أن تكرار أخطاء الماضي يعني إطالة أمد مأساة وأحزان دولة مالي وشعبها الشقيق.

دريس.م