الجزائر -أعادت الجزائر تنشيط علاقاتها الدبلوماسية مع دول غرب إفريقيا، سعيا منها لفتح منافذ تجارية واقتصادية مع منطقة جنوب الصحراء الكبرى، بعد سنوات من الركود عرفتها.
وتأتي زيارة وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، إلى نيجيريا في إطار تعزيز حضور الجزائر في العمق الإفريقي وتطوير آليات التعاون والتنسيق والتشاور بينها وبين دول المنطقة.واتفقت الجزائر مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “الإيكواس”، على إنشاء آلية للتشاور لتطوير العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية بينهما.جاء ذلك، في لقاء جمع وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم برئيس مفوضية “الإيكواس” جان كلود كاسي برو، على هامش الزيارة التي قام بها إلى نيجيريا.
وذكر بيان لوزارة الشؤون الخارجية أن “هذه الزيارة الرسمية، تعد الأولى من نوعها لوزير جزائري إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، حيث تبادل خلالها الجانبان بشكل مثمر للغاية وجهات النظر حول القضايا الرئيسية في المنطقة”.
وسجل الجانبان _ حسب البيان – بارتياح كبير، تقارب وجهات نظرهما حول القضايا الرئيسية التي تخص المنطقة واتفقا على ضرورة تضافر جهودهما عبر إنشاء آلية للتشاور بين الجزائر و”الإيكواس” تهدف بشكل خاص إلى تطوير العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية بينهما.وأضاف أنه “خلال المناقشات التي شارك فيها العديد من الإطارات المسيرة في “الإيكواس”، أجرى بوقدوم وكاسي برو نقاشا بناءا ومنفتحا حول سبل ووسائل تعزيز التعاون بين الجزائر والمنظمة الغرب إفريقية في المجالات السياسية والأمنية، لا سيما في منطقة الساحل”.وحظي وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، الخميس، باستقبال مطول من قبل رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية محمدو بوهاري، حيث نقل له التحيات الأخوية للسيد الرئيس عبد المجيد تبون.
وأشار البيان إلى ان المقابلة كانت “فرصة للطرفين للتأكيد على الحاجة إلى تطوير وتكثيف التعاون الثنائي في كافة المجالات وللتعبير عن ارتياحهما لتقارب وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية الرئيسية ذات الاهتمام المشترك”.
وبعد أن أعرب عن ارتياحه لنوعية “العلاقات الودية” القائمة بين الجزائر ونيجيريا، طلب الرئيس محمدو بوهاري، من بوقدوم نقل أطيب تمنياته إلى الرئيس عبد المجيد تبون.وفي ذات السياق، تكللت الزيارة الرسمية التي قام بها وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم الى أبوجا يومي 25 و26 نوفمبر بدعوة من نظيره النيجيري جيفري أونياما، بتقييم شامل للتعاون الثنائي بين البلدين، حيث أثنى الوزيران على “علاقات الصداقة والتعاون الممتازة القائمة بين البلدين”.وأفاد بيان للخارجية، أن بوقدوم أجرى خلال زيارته الرسمية إلى ابوجا مع نظيره النيجيري أونياما، تقييما شاملا للتعاون الثنائي متعدد القطاعات بين الجزائر ونيجيريا.
وفي هذا الصدد، أثنى الوزيران على “علاقات الصداقة والتعاون الممتازة القائمة بين البلدين”.ولفت البيان إلى أن الوزيرين شددا على “أهمية إعطاء الزخم اللازم للتعاون الاقتصادي من أجل الارتقاء به إلى مستوى العلاقات السياسية التقليدية القائمة على الصداقة والتضامن”، حيث أثار الدبلوماسيان “أهمية تنفيذ المشاريع الثلاثة الرئيسية التي تمت بلورتها بالفعل، وهي الطريق العابر للصحراء وخط أنبوب الغاز والوصل عن طريق الألياف البصرية”.
كما ناقش رئيسا الدبلوماسية سبل ووسائل تعزيز المبادلات التجارية وتشجيع مجتمعي الأعمال في البلدين على استكشاف الفرص الاستثمارية التي يوفرها الجانبان مشددان على ضرورة عقد الدورة الخامسة للجنة العليا المختلطة في أبوجا في أقرب وقت ممكن.
ولفت بيان الخارجية إلى أن المباحثات بين الوزيرين بوقدوم وأونياما تطرقت أيضا إلى التعاون في مجال التعليم العالي، حيث جدد بوقدوم استعداد الجزائر للمساهمة في تكوين الإطارات النيجيرية في مختلف المجالات.
كما رحب الوزيران بتقارب وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية الرئيسية ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا الآراء حول قضايا الساعة، مع التركيز بشكل خاص على الوضع في مالي وفي منطقة الساحل وفي ليبيا، وكذلك الوضع في الصحراء الغربية، لا سيما على ضوء التطورات الأخيرة المثيرة “للقلق الشديد” في الكركرات اقصى جنوب غرب الصحراء الغربية، يضيف ذات البيان.
أمين.ب










