الجزائر تعلن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط

لعمامرة: المغرب ارتكب أعمالا غير ودية وعدائية ضد الجزائر.. المغرب يتعاون مع المنظمتين الإرهابيتين الماك ورشاد ضد الجزائر

لعمامرة: المغرب ارتكب أعمالا غير ودية وعدائية ضد الجزائر.. المغرب يتعاون مع المنظمتين الإرهابيتين الماك ورشاد ضد الجزائر

♦  المغرب وصل في عدائه الشديد للجزائر إلى اندفاع متهور لا حدود له

♦  الجزائر ترفض منطق الأمر الواقع والخضوع لسلوكيات وأفعال المغرب

أعلنت الجزائر، الثلاثاء، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب لارتكابها أعمالا غير ودية وعدائية ضد الجزائر، وفق ما أكده وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة.

وأوضح لعمامرة، خلال مؤتمر صحفي نظم بقصر المؤتمرات بالجزائر العاصمة، أن قرار الجزائر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب جاء “بعد ثبوت ارتكاب الأخيرة أعمالا غير ودية وعدائية ضد الجزائر”.

وأكد رئيس الدبلوماسية أن “المغرب وصل في عدائه الشديد للجزائر إلى اندفاع متهور لا حدود له، كما أنه انتهك معاهدة الأخوة وحسن الجوار الموقعة مع الجزائر”.

وكشف وزير الخارجية أن “الجزائر ترفض أن تخضع لسلوكيات وأفعال مرفوضة تدينها بقوة في قضية علاقتها بالمملكة المغربية”. وتابع يقول “ترفض الجزائر منطق الأمر الواقع والسياسات أحادية الجانب بعواقبها الكارثية على الشعوب المغاربية”.

وأكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أن المغرب أضاف لأعماله العدائية تعاونه البارز والموثق مع المنظمتين الإرهابيتين الماك ورشاد، مشيرا إلى أنه قد  ثبت ضلوع الماك ورشاد بالحرائق المهولة التي ضربت عددا من الولايات مؤخرا، بالاضافة إلى قضية قتل وحرق الشاب جمال بن إسماعيل.

وتابع لعمامرة في حديثه مع الصحفيين بأن الأجهزة الأمنية والإعلامية المغربية “تشن حربا ضد الجزائر بخلق إشاعات”، لافتا إلى أن “التحقيقات الأمنية كشفت تعرض مواطنين ومسؤولين جزائريين للتجسس ببرنامج بيغاسوس الصهيوني”.

كما أشار لعمامرة إلى أن الاستفزاز المغربي بلغ ذروته عندما طالب ممثل المغرب في الأمم المتحدة بـ”استقلال” منطقة القبائل، ما يؤكد أن الرباط تخلى عن التزاماته في عملية تطبيع العلاقات بين الجزائر والمغرب.

كما أشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن المغرب أصبح قاعدة خلفية لانطلاق اعتداءات ممنهجة ضد الجزائر، آخرها الأعمال العدائية التي تمثلت في اتهامات باطلة وتهديدات ضمنية أطلقها وزير الخارجية الصهيوني خلال زيارته للمغرب.

وقال لعمامرة في هذا الصدد “يبدو واضحا أن وزير الخارجية المغربي كان المحرّض الرئيسي على تلك الاتهامات والتهديدات”.

وأضاف أن “توجيه مسؤول صهيوني لرسالة عدوانية من أراضي دولة عربية ضد دولة عربية أخرى يتعارض مع كل الأعراف والاتفاقيات العربية”.

وذكّر لعمامرة بـ”العمليات العدائية الممنهجة للمملكة المغربية التي تعود بدايتها إلى الحرب المفتوحة عام 1963 عندما هاجم الجيش المغربي الجزائر بعد الاستقلال”، مشيرا إلى أن “الجيش المغربي استخدم آنذاك أسلحة فتاكة خلفت ما لا يقل عن 850 شهيد ضحوا بحياتهم للحفاظ على السلامة الترابية للجزائر”.

ورغم ذلك، يؤكد لعمامرة، “عملت الجزائر على إقامة علاقة عادية مع الجار المغربي رغم سوابقه العدائية، ورغم أن المغرب قطع بشكل فجائي علاقته الديبلوماسية مع الجزائر عام 1976”.

وأشار وزير الشؤون الخارجية إلى أن الجزائر دائما ما كانت ترفض التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية مهما كانت الظروف، مؤكدا أن مواقف أبدتها الجزائر موثقة تاريخيا أظهرت تمسكها برفض التدخل في الشأن الداخلي للمغرب.

 

لعمامرة يتحدث عن الأوضاع في تونس ومالي وأفغانستان

ونشط وزير الخارجية رمطان لعمامرة ندوة صحفية رد فيها على أسئلة الصحفيين، التي تمحورت جلها حول تعامل الجزائر مع المغرب مستقبلا، بالاضافة إلى تطورات الوضع في عدد من البلدان على غرار تونس وأفغانستان ومالي ومنطقة الساحل.

وفي رده على سؤال حول السياسة التي ستنتهجها الجزائر مستقبلا ضد المغرب وحليفه الكيان الصهيوني، رفض لعمامرة الخوض في هذا الأمر، مؤكدا أن كل الفرضيات تبقى مفتوحة.

وعن ازدواجية الخطاب المغربي الذي يدعو علنا إلى العمل على حل المشاكل بين البلدين من جهة وضرب الجزائر في الخفاء، رفض لعمامرة تحليل ذلك وأكد أنه كان أولى للنظام المغربي تقديم جواب على الاستفسارات التي رفعتها الجزائر بعد حادثة الدبلوماسي المغربي لدى الأمم المتحدة ومطالبته بحق تقرير ما يسمى باستقلال الشعب القبائلي.

وفيما يخص الوضع التونسي قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إن الجزائر ترفض الضغوط الأجنبية وإطلاق التعليمات على الدولة التونسية وشعبها.

وأكد لعمامرة أن الجزائر تتفهم الظروف الخاصة التي تمر بها تونس، وأنها تحترم سيادة تونس واستقلالها وحرمتها الترابية، مشددا على أن الجزائر على أتم الاستعداد لمساعدة تونس ضد أي تدخل أجنبي.

وعن الوضع في منطقة الساحل، أكد لعمامرة أن ما تقدمه الجزائر من جهود يدخل في إطار الدفاع عن أمنها وأمن الدول الساحلية الأخرى، كون الجزائر دولة ساحلية جغرافيا وإنسانيا وجيوسياسيا.

وبخصوص الملف المالي ذكّر لعمامرة بالروابط التاريخية التي تجمع الشعبين الجزائري والمالي، مؤكدا أن مالي دولة محورية في إفريقيا، مجددا استعداد الجزائر لمرافقة مالي في استحقاقاتها القادمة بما فيها الانتخابات الرئاسية.

وفيما يخص تطورات الوضع في أفغانستان، قال لعمامرة إن الظروف جعلت من هذا البلد رهينة لسياسات دولية، متمنيا أن يتجاوز الشعب الأفغاني هذه المحنة ويحقق مصيره بنفسه.

م/ع