أكد أنها كانت من أوائل البلدان التي تضامنت مع الصين،تبون:

الجزائر حققت اكتفاء ذاتيا في وسائل الوقاية من كورونا…. تغيرات كبيرة ستطرأ على العلاقات الدولية

الجزائر حققت اكتفاء ذاتيا في وسائل الوقاية من كورونا…. تغيرات كبيرة ستطرأ على العلاقات الدولية

الحزائر -أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الأربعاء، أن الجزائر تجاوزت الظروف الصعبة في بداية تفشي وباء كورونا بتظافر الجهود الوطنية وابتكارات الشباب.

وفي كلمة ألقاها عبر تقنية التحاضر عن بعد، خلال أشغال القمة الاستثنائية للصين _ إفريقيا قال الرئيس تبون إن “الجزائر تعاملت بحزم ومنذ الوهلة الأولى مع هذا الوباء وقد أصبحت اليوم في اكتفاء ذاتي ما يخص وسائل الوقاية وإنتاج الأدوية ووسائل الفحص، كما أنها من أوائل البلدان التي تضامنت مع الصين بشكل كامل في تلك الظروف العصيبة”.

 

تغيرات كبيرة ستطرأ على العلاقات الدولية

ودعا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الدول النامية إلى الاضطلاع بدورها كمدافع عن تطلعات شعوبها وحقوقها الأساسية ضمن التغييرات الكبيرة التي ستطرأ على بنية العلاقات الدولية والتي تنبئ بها الآثار غير المسبوقة لجائحة كورونا.

وأكد رئيس الجمهورية على أن الأزمة الحالية لجائحة كورونا “ليست أزمة صحة فقط بحكم التحديات الراهنة التي تفرضها آثارها غير المسبوقة على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية” وهي آثار “تنبئ بإحداث تغييرات كبيرة في بنية العلاقات الدولية”.

ولفت الرئيس تبون إلى أن هذا الأمر “سيكون له بالغ الأثر على نظام الحكومة العالمية مستقبلا”، ليجدد في هذا السياق تأكيده على أهمية إرساء منظومة العمل متعدد الأطراف التي “تسمح للأمم والشعوب بالتعبير عن تطلعاتها وطرح انشغالاتها وتعزيز دورها لمجابهة التحديات الناشئة وركائز نظام عالمي تلعب فيه البلدان النامية الدور الذي يليق بها كفاعل أساسي في تعزيز السلام والأمن الدوليين وكمدافع عن آمال وتطلعات شعوبها وحقوقها الأساسية”.ومن شأن هذه المعادلة تحقيق الأهداف المرجوة “بما يخدم التنمية والاستقرار والعيش الكريم في أرجاء افريقيا والعالم”، يقول رئيس الجمهورية.

وخص الرئيس تبون العلاقات التي تجمع بين البلدان الإفريقية والصين بحيز من مداخلته، حيث ذكر بأنها “قطعت خلال العقود الماضية مراحل زاخرة بالتضامن والتعاون”، ليشير إلى تواصل هذا التضامن والدعم المتبادل مع تفشي جائحة كورونا.وذكّر رئيس الجمهورية بأن الدول الإفريقية، عملت منذ بداية الأزمة الصحية في الصين على “تقديم دعمها المادي والمعنوي والسياسي” لهذا البلد.

 

الجزائر واجهت الوباء بحزم منذ الوهلة الأولى

وثمّن الرئيس تبون الإجراءات التي تم اتخاذها للتصدي لوباء كورونا، حيث “واجهت الجزائر هذا الوباء بحزم، منذ الوهلة الأولى”.وأكد رئيس الجمهورية أنه بالإضافة إلى اتخاذها لجملة من القرارات لتعزيز التدابير الوقائية، “تجاوزت الجزائر الظروف الصعبة في البداية بتضامن وتضافر كل الجهود الوطنية، وكذا اعتمادا على ابتكارات شبابها، لتصبح اليوم في اكتفاء ذاتي فيما يخص وسائل الوقاية وإنتاج الأدوية ووسائل الفحص”، مستدلا بنجاح شركة جزائرية مؤخرا في ابتكار وتسويق وسائل الفحص محليا.من جهتها، “كانت الجزائر من أوائل البلدان التي عبرت عن تضامنها الكامل مع الصين في تلك الظروف الصعبة مشددة، في الوقت ذاته، على أن يكون تقييم المجتمع الدولي للوضع الناجم عن الوباء موضوعيا وبعيدا كل البعد عن التسييس”، يقول الرئيس تبون.وفي سياق ذي صلة، ذكر رئيس الجمهورية بأن هذه القمة غير العادية تنعقد والقارة الإفريقية تواجه، على غرار العالم بأسره، ظرفا عصيبا جراء تفشي هذه الجائحة التي “امتدت تداعياتها إلى كافة مقومات الحياة”، ليتابع بالقول “إنني لعلى يقين أننا سننتصر عليها بتضافر الجهود وتكثيف التعاون”.

 

تنسيق مع دول الجوار والدول الصديقة

أما على المستوى الإقليمي، أشار رئيس الجمهورية إلى أن الجزائر قامت بالتنسيق مع دول الجوار والدول الصديقة بمساعدتها في بلورة خطة عمل تسمح بالتقليل من حدة آثار هاته الجائحة.

واستعرض الرئيس أيضا مختلف الآليات التي تم إرساؤها على المستوى الإفريقي لمواجهة هذه الجائحة والتي واجهت، من خلالها، دول القارة هذا الظرف الاستثنائي، على غرار إنشاء صندوق لتمويل جهود مكافحة الوباء ساهمت فيه الجزائر ماليا.

ولذات الغرض، تم تخصيص مبالغ هامة من ميزانية الاتحاد الإفريقي لحشد الإمكانيات والجهود لمكافحة الوباء، وعلى رأسها تعزيز قدرات المركز الإفريقي لمراقبة الأمراض والوقاية منها وتعيين مبعوثين خاصين للاتحاد الإفريقي، من بينهم الوزير الأسبق، عبد الرحمان بن خالفة.وحرص الرئيس تبون على الإشادة بالجهود المتواصلة لدولة جنوب إفريقيا التي تترأس حاليا الاتحاد الإفريقي، والقيادة المتبصرة لرئيسها سيريل رامافوزا.وفيما يتعلق بالجانب الصيني، أشاد الرئيس تبون بالمكانة “المميزة” التي خص بها الرئيس الصيني القارة الإفريقية خلال مشاركته يوم 18 ماي المنصرم في الدورة 73 للمنظمة العالمية للصحة.وتجلى ذلك خاصة من خلال دعوته للمجتمع الدولي بإعطاء الدول الإفريقية الأولوية القصوى في إطار مكافحة جائحة كورونا، مع تعهده بإنشاء آلية للتعاون بين المستشفيات الصينية ونظيراتها الإفريقية، إلى جانب توسيع مشروع المركز الإفريقي لمكافحة الأوبئة بغية تعزيز قدرات البلدان الإفريقية في مجال الوقاية من الأوبئة والسيطرة عليها.

وبعد أن أكد على أن الجزائر تشدد على “أهمية وصول اللقاحات إلى البلدان النامية وبالأخص منها الإفريقية وفي الوقت المناسب”، ثمن رئيس الجمهورية تعهد نظيره الصيني بجعل اللقاحات التي يتم تطويرها في بلاده ضد فيروس كورونا بمثابة ملكية عمومية عالمية.

 

أفريقيا بحاجة إلى مزيد من المساعدة لمواجهة جائحة كورونا

واستعرض الرئيس تبون الوضع الصحي الراهن بالقارة السمراء، نتيجة انتشار كورونا، حيث أشار إلى أنه و”على الرغم من النتائج الإيجابية المحققة لغاية الآن، لا تزال العديد من المناطق في قارتنا بحاجة إلى المزيد من المساعدة لمواجهة تفشي هذه الجائحة وغيرها من الأمراض والأوبئة وكذا إلى تبادل التجارب والخبرات وتطوير آليات الإنذار المبكر وتعزيز القدرة الشاملة على الوقاية والعلاج وكذا تخفيف عبء ديونها التي تعيق وضع استراتيجية تمكنها من مواجهة تفشي الوباء وتداعياته”.وقال بهذا الخصوص “يقع على عاتقنا تعزيز التنسيق، بما يسمح بدعم التعاون في إطار أجندة إفريقيا 2063، (إفريقيا التي نريد)، وأجندة التنمية المستدامة 2030 للأمم المتحدة والاستراتيجيات التنموية الوطنية للصين والدول الإفريقية لتنفيذ المشاريع ذات المنفعة المشتركة”.وبالمناسبة، أكد الرئيس تبون أن الجزائر تدعو المؤسسات المالية الدولية إلى “فك الخناق عن الدول النامية، الإفريقية منها بالأخص”، من خلال تبني جملة من المبادرات التي تشمل “التخفيف من عبء ديونها ومرافقتها في سياساتها الوطنية لما بعد كوفيد-19، وتسخير تمويلات تسمح لها بإعادة تأهيل قنوات التمويل والتسويق وكذا النهوض باقتصادياتها بعد الركود الذي عرفته خلال الأشهر الأخيرة”.

كما لفت في هذا الصدد إلى أن الدول الإفريقية تعاني من نقص في التمويل الذي تعد “في حاجة ملحة إليه، للمضي قدما نحو أهداف التنمية المستدامة وأهداف أجندة إفريقيا 2063”.

أمين.ب