كشف عن تعديل حكومي في الوقت المناسب.. الرئيس تبون:

لا وجود لديمقراطية ولا لأمن إلا بوجود دولة قوية.. الجزائر دولة عظمى في إفريقيا ولها وزنها في البحر المتوسط

لا وجود لديمقراطية ولا لأمن إلا بوجود دولة قوية.. الجزائر دولة عظمى في إفريقيا ولها وزنها في البحر المتوسط

📌 الدولة ستكون بالمرصاد لكل من يقف وراء البيروقراطية

📌 مبادرة لمّ الشمل تعني كافة الجزائريين الذين تم تغليطهم ولا يوجد سجناء رأي

📌 الرئيس التونسي المنتخب قيس سعيد يمثل الشرعية في تونس


أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، سعيه إلى تعزيز قوة الدولة للحفاظ على الأمن وترسيخ قيم الديمقراطية، موضحا أن الجزائر دولة إفريقية عظمى ولها وزن بالبحر المتوسط، مجددا التزمه برفع الأجور ومنحة البطالة بداية من 2023، كما كشف عن تعديل حكومي في الوقت المناسب وتعيين الوزراء على أساس الكفاءة، كما أبرز أن الدولة ستكون بالمرصاد لكل من يقف وراء تفشي البيروقراطية، مشددا على أن المعركة التي يخوضها هدفها صون كرامة الجزائريين، وفي الشأن الدولي جدد التزامه بتوحيد الصف الفلسطيني وعقد قمة عربية ناجحة، واعتبر أن الرئيس التونسي قيس السعيد يمثل الشرعية بتونس.

وفي اللقاء الإعلامي الدوري مع الصحافة الوطنية، الذي بث سهرة الأحد، قال الرئيس تبون، أنه لا يوجد ديمقراطية ولا أمن للمواطنين إلا بوجود دولة قوية، مضيفا أن الدولة الضعيفة لا يمكنها حماية مواطنيها. وأشار، إلى أن المعركة التي يخوضها منذ توليه رئاسة البلاد في ديسمبر 2019، من خلال مختلف الإصلاحات التي تمت مباشرتها، هي استرجاع وصون كرامة الجزائريين. وعلى هذا الأساس، التزم رئيس الجمهورية برفع الأجور وقيمة منحة البطالة بداية من السنة المقبلة، وذلك بعد الدراسة المعمقة لهذا القرار حتى لا يؤدي إلى خلق تضخم، مشيرا إلى إمكانية رفع الأجور بقرار واحد أو بشكل تدريجي على مدار السنة القادمة، وأكد أن الإمكانيات الاقتصادية الحالية للجزائر تمكنها في المدى المتوسط من استرجاع قيمة الدينار، مضيفا أن كل هذه الإجراءات ينبغي أن تكون دقيقة حتى لا تتسبب في خلق تضخم. وفي حديثه عن عوامل قوة الدولة التي يعمل على تعزيزها، نوه رئيس الجمهورية بالنجاح الباهر الذي عرفته كل من الألعاب المتوسطية الأخيرة بوهران وكذا الاستعراض العسكري الذي نظمه الجيش الوطني الشعبي، بمناسبة الذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، مضيفا أن الحديث حاليا يدور حول جزائر ما قبل هذين الحدثين وما بعدهما، وأبرز أن الجزائر رجعت إلى أصلها من خلال تنظيم هذا الاستعراض العسكري الضخم، باعتبارها دولة عظمى في إفريقيا ولها وزنها في البحر الأبيض المتوسط.

 

الجيش الجزائري مسالم ولم يخرج أبدا عن الأعراف الدولية

ووصف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بالمناسبة الجيش الوطني الشعبي بالجيش المسالم الذي لم يخرج أبدا عن الأعراف الدولية، مضيفا بالقول: “جيشنا قوي وشعبنا قوي وقد استعاد شعوره بالنخوة وبالروح الوطنية”. وفي رده على سؤال بخصوص إجراء تعديل حكومي، أكد الرئيس تبون، أنه سيكون هناك تعديل حكومي وسيتم في وقته المناسب، مبرزا أن الأهم هو تطبيق ما التزمنا به وأن تكون الحكومة في مستوى طموحات الشعب وأن اختيار الوزراء لا يكون على أساس الولاء بل الكفاءة، غير أن الكفاءة تحتاج أيضا إلى التجربة والفعالية. وأكد في ذات السياق، أن الدولة ستكون بالمرصاد لكل من يقف وراء تفشي البيروقراطية في الإدارة ويعطل سيرها.

 

مبادرة لمّ الشمل تعني كافة الجزائريين الذين تم تغليطهم

وفيما يتعلق بمبادرة لمّ الشمل، أوضح رئيس الجمهورية، أنه سيتم صياغتها على شكل مشروع قانون سيعرض على البرلمان وتشمل كل الجزائريين الذين تم تغليطهم وأدركوا بعدها أن مستقبلهم مع الجزائر وليس مع بعض الأطراف الخارجية، وكذا أولئك الذين ابتعدوا عن الركب نتيجة تعرضهم لسوء المعاملة، مجددا التأكيد على أن المحاولات التي تقوم بها بعض الأطراف المعادية للجزائر لا يمكن أن تفلح بوجود شعب مقاوم وأن من يسعون لفتح المجال أمام التدخل الأجنبي في الجزائر يضيعون وقتهم، لأننا لن نقبل بذلك ولن نسمح به إطلاقا.

 

لا يوجد سجناء رأي بالجزائر وحرية التعبير مضمونة

وجدد الرئيس عبد المجيد تبون، في هذا الحوار، التأكيد على عدم وجود سجناء رأي في الجزائر، مضيفا أن حرية التعبير مضمونة لكن شريطة أن يمارس هذا التعبير بطريقة حضارية. وحول مسألة تدريس اللغة الإنجليزية في الطور الابتدائي، كشف رئيس الجمهورية، أن هذا القرار سيطبق ابتداء من العام الدراسي المقبل لكي تدخل الجزائر في ركب العولمة من خلال استعمال اللغة العالمية وهي الإنجليزية.

 

الجزائر تسعى للظفر بحصتها في فضائها الإفريقي

وفي الشق الاقتصادي، أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أن الجزائر تتوفر بنسبة كبيرة على الشروط التي تمكنها من الالتحاق بمجموعة “البريكس” التي تهم الجزائر بالنظر لكونها قوة اقتصادية وسياسية. كما أشار رئيس الجمهورية، إلى سعي الجزائر المستمر لجذب الاستثمارات الأجنبية من الدول الشقيقة والصديقة مثل قطر وتركيا والمملكة العربية السعودية، وتلك التي تعد حليفا استراتيجيا كإيطاليا وغيرها، وأبرز الرئيس تبون، سعي الجزائر للظفر بحصتها في فضائها الإفريقي، لا سيما من خلال مراجعة بعض النقائص وإطلاق العديد من مشاريع التكامل الإفريقي الهامة، على غرار أنبوب الغاز العابر للصحراء ومشاريع أخرى، خاصة في قطاع النقل بكل أنواعه الجوي والبحري، معتبرا أن الجزائر مصيرها إفريقي وامتدادها إفريقي. وفيما يتعلق بالطاقة والاستكشافات النفطية، حيّا رئيس الجمهورية الروح الوطنية العالية وإرادة عمال سوناطراك، الذين ساهموا في استرجاع الجزائر لقدراتها الطاقوية، معلنا عن اكتشافات كبرى قادمة. وبخصوص قطاع الفلاحة، أكد الرئيس أن القطاع يشهد حاليا إعادة هيكلة وتحسنا، واعتبر أن الجزائر بإمكانها تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المواد على غرار القمح الصلب والشعير، واصفا هذه المنتجات بالسلاح الفتاك. أما وفي قطاع السكن، لفت الرئيس تبون إلى مواصلة العمل بنفس الصيغ المعتمدة حاليا مع إمكانية اقتراح وزارة السكن على الحكومة صيغ سكنية جديدة مستقبلا، وذلك في إطار مواصلة المساعي للقضاء نهائيا على أزمة السكن في الجزائر صونا لكرامة الجزائريين، وتابع بالقول: “لا نريد لجزائر الشهداء أن يقطن أبناؤها في السكنات الهشة”، وأعرب عن أسفه من أن جهود القضاء على السكنات الهشة تقابل باحتلال بعض المواطنين بتواطؤ من مسؤلين للأراضي التابعة للدولة، متعهدا بالقضاء نهائيا على هذه الظاهرة من خلال إعداد قانون لمعاقبة من يستولي على الأراضي التابعة للدولة دون وجه حق، مضيفا بالقول: “لا وجود لديمقراطية ولا أمن للمواطنين إلا بوجود دولة قوية، فالدولة الضعيفة لا يمكنها حماية مواطنيها.

 

الجزائر تسعى للمّ الشمل العربي

وفي الشأن الدولي والإقليمي، لا سيما على مستوى العالم العربي، قال الرئيس تبون أن القمة العربية المقررة بالجزائر مطلع شهر نوفمبر المقبل، ستكون ناجحة وشدد على سعي الجزائر للمّ الشمل العربي، مشيرا إلى أن مشاركة سوريا في هذا الموعد الهام تبقى محل تشاور بين الدول العربية. أما عن القضية الفلسطينية، فكشف رئيس الجمهورية، عن سعي الجزائر لاحتضان اجتماع للفصائل الفلسطينية قبل انعقاد القمة العربية، وأكد أن الجزائر لديها كامل المصداقية لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية التي تثق في الجزائر. وبخصوص العلاقات الجزائرية-التونسية، اعتبر الرئيس تبون، أن الرئيس التونسي المنتخب قيس سعيد يمثل الشرعية في تونس، مشددا على أن الجزائر تتعامل مع الشرعية وستواصل دعمها للجارة تونس لكن دون أي تدخل في شؤونها الداخلية. وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، تساءل رئيس الجمهورية عن حقيقة وجود رغبة في حل هذه الأزمة، مؤكدا تعكير بعض الأطراف للأجواء في كل مرة يقترب فيها الوضع في هذا البلد إلى الانفراج، وجدد موقف الجزائر الداعم للشرعية ولقرارات مجلس الأمن بهدف لمّ شمل الليبيين من خلال حل ليبي-ليبي بدون تدخل أجنبي، مضيفا أن الجزائر لم تتدخل يوما في الشأن الليبي الداخلي وهي مستعدة لحل مشاكل الليبيين. وحول الأزمة في مالي، أكد الرئيس تبون أن الحل يكمن في تطبيق اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر وأبدى استعداد الجزائر للمساعدة المادية بهذا الخصوص وتنظيم لقاءات في الجزائر أو في مالي بين الفرقاء الماليين.

 

الرئيس تبون يتوعد المعتدين على الجزائريين بمالي

وبهذه المناسبة أيضا، صرح رئيس الجمهورية، أن ملف الرعايا الجزائريين الذين تم الاعتداء عليهم بالسلاح في مدينة غاو بشمال مالي والدبلوماسيين الذين تم اختطافهم وتوفي اثنان منهم، يبقى مفتوحا، متوعدا بمحاسبة من يقف وراء ذلك، لافتا إلى أن التحريات جارية في هذا الملف.

 

الجزائر باتت جاهزة لاحتضان منافسات رياضية عالمية

أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على ضرورة التكفل بالرياضيين أصحاب القدرات والمؤهلات ومرافقتهم تحسبا للألعاب الأولمبية المقبلة بالعاصمة الفرنسية  بباريس 2022، مبرزا في سياق آخر أن الجزائر باتت جاهزة لاحتضان منافسات إقليمية وحتى عالمية. وأنه طلب من وزير الشباب والرياضة، إبلاغ الاتحاديات الرياضية بضرورة التكفل بكل الرياضيين الذين شاركوا في الألعاب المتوسطية ولهم قدرات، مع مرافقتهم في تحضيراتهم سواء داخل الوطن أو خارجه وبالشكل اللازم وذلك بتكفل من الدولة، “حتى نشكل نخبة وطنية نتباهى بها عالميا. وبعد نجاحها في تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي احتضنتها مدينة وهران، أكد رئيس الجمهورية، أن الجزائر باتت جاهزة لاحتضان منافسات إقليمية وحتى عالمية نظرا لتوفر المرافق ومراكز الإيواء، مشيرا إلى ضرورة تحسين أداء الفدراليات ومستوى الرياضيين الذي يتأتى بالمشاركة في تربصات وتكثيف التحضيرات. وشدد الرئيس تبون، على ضرورة بناء مرافق رياضية أخرى بالأخص في مدن شرق البلاد وجنوبها. كما أكد رئيس الجمهورية، أن ألعاب البحر المتوسط (وهران-2022) عرفت نجاحا باهرا لم يتوقع أحد أن يكون بذلك الحجم. وأضاف رئيس الجمهورية، أن الشعب الجزائري هو من احتضنها رفقة المجتمع المدني لوهران وخارج وهران، حيث عرف الحدث حضور جزائريين من 58 ولاية جاؤوا لتشجيع رياضيينا. وأرجع الرئيس تبون نجاح هذه الألعاب، إلى العمل الكبير الذي انجز مع جمعيات المجتمع المدني والعدد الهائل من المتطوعين الذين شاركوا في التنظيم بدون مقابل، وهو دليل على النخوة التي أخذتهم في سبيل الوطن، مشيرا أن هذه الألعاب شكلت منعرجا حاسما، حيث أصبح هناك ما يسمى بما قبل الألعاب وما بعد الألعاب. يذكر أن الألعاب المتوسطية، جرت بمدينة وهران من 25 جوان إلى 6 جويلية 2022، وعرفت تتويج المشاركة الجزائرية بمرتبة رابعة برصيد 50 ميدالية (20 ذهبيات و17 فضيات و16 برونزيات)، وهي نتيجة تاريخية بالنسبة للمشاركة الجزائرية في كل طبعات ألعاب البحر الأبيض المتوسط.

محمد.د