الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، أحمد ميزاب، في منتدى “الموعد اليومي”: الجزائر “لن تُعزل” بسبب مواقفها الثابتة..  

الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، أحمد ميزاب، في منتدى “الموعد اليومي”: الجزائر “لن تُعزل” بسبب مواقفها الثابتة..  

 ♦  دول جديدة سيتم تقسيمها بسبب التطبيع..

♦ الجيش الوطني الشعبي قادر على تأمين الحدود الوطنيةالجزائر

 


-اعتبر المحلل في الشؤون الأمنية والعسكرية ورئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة، أحمد ميزاب، أن الجزائر لن تعيش العزلة بسبب مواقفها الثابتة.

وأوضح أحمد ميزاب، خلال نزوله ضيفا على منتدى “الموعد اليومي”، أنه لا يمكن عزل الجزائر عن بقية العالم بسبب مواقفها الثابتة لجملة من الأسباب الجغرافية والاقتصادية والعسكرية.

وقال “لا يمكن عزل الجزائر عن بقية العالم باعتبارها دولة وازنة في المنطقة وعنصرا مؤثرا قاريا وعربيا، بالنظر إلى مساحتها الجغرافية وقدرتها الاقتصادية وإمكانياتها العسكرية”. وتابع “كل هذه الصفات تجعل من الجزائر واحدة من بين أقوى الدول العربية والإفريقية”.

ورغم أنه لم يخف أن هناك نوايا عديدة لعزل الجزائر وتهميشها وحصارها وتقزيم دورها، إلا أنه أشار إلى أن الجزائر لا تلتفت خلفها، فضلا عن الحنكة والدور البارز الذي تقوم به الدبلوماسية الجزائرية.

واعتبر ميزاب أن الجزائر عبرت عن رأيها بأنها غير معنية وترفض التطبيع، وغير ذلك لم تعاد الدول المطبعة ولم تعلن مقاطعتها، مشيرا إلى أن هناك مصالح تربط الجزائر بالدول التي أعلنت التطبيع ولا يمكن المساس بها، مضيفا أن مواقف الدبلوماسية الجزائرية ليست مواقف للاختباء وراء الشعارات وإنما هي مواقف واضحة ورسائلها موجهة مباشرة حتى تصل للجميع.

واعتبر المتحدث أن الجزائر لم تسقط في فخ التفكيك والتفتيت الذي أريد به باطلا وتجنبت هذا الأمر أكثر من مرة وهذا ما يميزها ويجعلها دولة تحترمها باقي الدول.

 

مشروع تطبيع

واعتبر المحلل الأمني التطبيع الحالي مرحلة ثالثة من مشروع تم تسطيره مسبقا، حيث قال “نحن أمام مشروع كان يسير خطوة بخطوة ومرحلة بمرحلة وكان يحقق أهدافه ووصل حاليا إلى مرحلة التطبيع”. وفي هذا الصدد، تساءل ميزاب “متى كان هذا التطبيع ومتى تم التحضير له والتفاوض فيه؟”. واستدرك قائلا إن “قرار التطبيع لم يتم اتخاذه بين عشية وضحاها بالطبع”. وذهب ميزاب إلى أبعد من ذلك بكثير عندما أكد أن “هذا التطبيع سيقسم العديد من الدول وينعكس بالسلب على الدول التي راحت تسير فيه بما فيها المغرب”.

 

مواقف ثابتة

وأشار ضيف “الموعد اليومي” إلى أن الجزائر دائما ما تؤكد أن مواقفها ليست هي مواقف نظام فقط وإنما مواقف ثابتة من ثبات مواقف الشعب الجزائري ولا يمكن لها التلاعب بأي قيمة من قيم وثوابت الأمة الوطنية. وأضاف أن هذه المواقف تأتي أيضا من مواقف المؤسسات السيادية في الجزائر وعلى رأسها المؤسسة العسكرية التي تعد النموذج ودائما ما تعطي دروسا في التلاحم الشعبي.

وخلص المتحدث للقول إن هذا الانسجام هو الذي يشكل الثبات في الموقف الجزائري والذي يجعل الكثيرين لا يفكرون في امتطاء الجزائر لقافلة التطبيع ويستبعدونه تماما.

 

عسكرة المنطقة

ويرى الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية أن الصفقة التي قامت بها المغرب هي محاولة  لإدخال فيروس خبيث للمنطقة له تداعيات سلبية عدة.

وأشار ميزاب إلى أن الوضع الأمني في المنطقة ينبئ بتوترات خطيرة على الجزائر والمنطقة، خاصة في ظل ما تأكدت الأقاويل التي تشير إلى عزم الولايات المتحدة الأمريكية إقامة قاعدة عسكرية لها في الصحراء الغربية. وقال “اليوم يراد أن تكون منطقة المغرب العربي مفتوحة بل أكثر من ذلك يراد عسكرة المنطقة”. وأكد المتحدث أن تسارع الأحداث في المنطقة في الآونة الأخيرة أعطى فرصة لبعث النشاط الإرهابي الذي يتزايد باستمرار ويضع المنطقة على فوهة بركان.

 

تحركات عدو

وعاد ميزاب إلى التصريح الأخير للوزير الأول عبد العزيز جراد عندما قال إن الكيان الصهيوني على حدودنا وذكر أن وجود الكيان الصهيوني في منطقتنا ليس بالأمر الجديد وليس بالمفاجئ، مشيرا إلى أن الجديد فيه هو الإعلان عنه رسميا. وذهب ميزاب إلى أبعد من ذلك عندما أكد أن الكيان الصهيوني ليس على حدودنا فقط بل هو يتحرك على طول منطقة الساحل، معطيا عدة أمثلة وأحداث وقعت في الآونة الأخيرة كان للكيان الصهيوني ضلع فيها.

مصطفى عمران

 

تطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني ليس بالغريب بل هي علاقة قديمة تاريخيا

يعتقد المحلل الأمني والسياسي، الدكتور أحمد ميزاب، بأن مسألة موقف الجزائر من التطبيع واضحة، بحسب ما صرح به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، شفاه الله، مؤخرا بأن “الجزائر غير معنية بالتطبيع ولن تكون ضمن قائمة المطبعين”. وأكثر من ذلك يؤكد ضيف منتدى الموعد اليومي، قائلا “من يحسن قراءة تاريخ الجزائر ويحسن كذلك فهم عقلية المواطن الجزائري، يدرك جيدا أن الجزائر لا يمكن لها أن تكون ضمن قائمة المطبعين مع الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية. والجزائر “تصر على أن تكون داخل البيت العربي لتكون صوت المظلومين داخل هذا البيت، صوت الشعب الفلسطيني وصوت الشعب الصحراوي”،  مضيفا أن الجزائر من الدول القلائل التي تؤمن بنضال الشعوب وتؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون غائبة أو أن يغيب صوتها بل يؤكد مرة أخرى المحلل الأمني أحمد ميزاب أن الجزائر ستظل في إطار البيت العربي حارصة على المشاريع العربية البناءة من أجل إصلاح هذا البيت ومن أجل استعادة روح التضامن العربي، مفسرا مسألة التطبيع بأنها مسألة سيادية تعني كل دولة على حدة وأن “تطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني ليس بالغريب، بل هي علاقة قديمة تاريخيا وقد صرح بها وزير الخارجية المغربي علانية”.

 

توجه المغرب نحو خلط الأوراق في المنطقة سينعكس عليه سلبا

أوضح المحلل الأمني أحمد ميزاب أن مسألة التطبيع المغربي مع الكيان الصهيوني جاءت في سياقات مغايرة تماما تخص التحولات الحاصلة في المنطقة والتطورات التي عرفها المشهد في قضية الصحراء الغربية، مع تحرك الساحة الدولية بالمطالبة بضرورة التوجه نحو استفتاء تقرير المصير ومنح حق الشعب الصحراوي وتوالي الضربات من جبهة البوليزاريو واستهدافها لكثير من المواقع الحيوية بالنسبة للنظام المغربي، ما دفع المغرب إلى محاولة التوجه نحو مشروع خلط الأوراق.

 

الجيش الوطني الشعبي قادر على تأمين الحدود الوطنية

وصرح المحلل الأمني الدكتور أحمد ميزاب، بأن “استراتيجية الجيش الشعبي الوطني، ليست آنية ولا تتفاعل مع الأحداث فقط وأنما هي تستشرف تطور مسار الأحداث وعلى أساسها تبني خططها الأمنية وتحينها. ومن أبرز الأولويات الموضوعة في المقاربة الأمنية والاستراتيجيات الأساسية للدولة هي مسألة تأمين الحدود في ظل تطور المخاضات التي تعرفها المنطقة. نحن في قارة تسبح في عديد الأزمات المتطورة والمتفجرة والمتحولة، وفي جوار يشهد كذلك العديد من الملفات المفتوحة والتي لم تجد لها مخارج من قبل قوى أجنبية، منها ما هومعاد ومنها ما  يحاول استهداف دول أخرى. إننا كذلك في جوار يعرف مخاضا في إطار تفعيل ميثاق الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة، المتعلق بتصفية الاستعمار ومنح الشعوب حقها في تقرير المصير، وإننا في جوار يعرف تصاعد الاتجار بالمخدرات التي أضحت أحد موارد إحدى دول الجوار، كل هذا يدفع الجيش الشعبي الوطني الجزائري  إلى بناء تصور ومقاربات ويتحرك وفق مقاربة تأمين الحدود، على كل المستويات وعلى كافة المحاور الاستراتيجية. الجزائر تسير في إطار الاستشراف وفي إطار تنفيذ العمليات الاستباقية. الجزائر حققت نجاحات باهرة وكانت هي من اكتشفت الصفقة المشبوهة التي أبرمت في منطقة الساحل في إطار تحرير رهائن مقابل إطلاق سراح إرهابين ودفع الفدية، ما يدفعنا إلى الحديث عن الاستشراف والمتابعة الحقيقية والعمل الاستباقي الذي مكن الجيش من توقيف أشخاص استفادوا من هذه الصفقة وحاولوا اختراق الحدود الوطنية”. وأفاد الدكتور أحمد ميزاب أن للجزائر كل القدرة على تأمين حدودها الوطنية، وتدرك جيدا أنها في عين الاستهداف من قبل من يحاول إضعافها وضربها عن طريق الجبهة الداخلية، إلا أن الجزائر  جيشا وشعبا متلحمان وليس باستطاعة أي أحد أن يزعزع استقرار الشعب والجيش الجزائري.

ز. حطاب