وفي هذا السياق، هنأ جلالة الملك عبد الله الثاني أخاه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، على نجاح القمة العربية في دورتها العادية الحادية والثلاثين التي استضافتها الجزائر يومي الفاتح والثاني نوفمبر الماضي.
وأشاد جلالته، بالمخرجات الهامة التي صدرت عن القمة لمواجهة التحديات الراهنة التي تواجهها الأمة العربية، وفي سبيل لم شملها وصون مصالحها وخدمة قضاياها، وعلى رأسها القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية الأولى، بالإضافة إلى تفعيل العمل العربي المشترك وتعزيز الجهود المبذولة لمعالجة الأزمات الإقليمية وزيادة التعاون المشترك تحقيقا للأمن والاستقرار والرخاء في المنطقة. وشدد القائدان، على مركزية القضية الفلسطينية، وعلى أن التوصل لحل عادل لها يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ووفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم. وأكد القائدان، على أهمية تحقيق الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام. وأشاد جلالة الملك عبدالله الثاني، بالجهود التي بذلها السيد رئيس الجمهورية، لرأب الصدع وتحقيق الوحدة الفلسطينية وجميع الجهود المستهدفة لتحقيق ذلك. وشدد القائدان، على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. وأكد فخامة الرئيس تبون، أهمية دور الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس في حماية المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية ودور دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية بصفتها الجهة المخولة بإدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، الذي يشكل بكامل مساحته مكان عبادة خالص للمسلمين. كما تناول القائدان، عددا من القضايا والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وأكدا أهمية تعزيز مسيرة التعاون والتكامل الاقتصادي بين الدول العربية وعبرا عن أهمية التعاون والتنسيق بين بلديهما في المنظمات والمحافل الإقليمية والدولية بما يخدم مصالحهما ويسهم في خدمة القضايا العربية ودعائم الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم مع التأكيد على الدور البارز والبناء الذي يقوم به البلدان في هذا الشأن.
الاتفاق على ضرورة الحفاظ على الأمن القومي العربي ورفض التدخل الأجنبي
واستعرض القائدان، القضايا المطروحة على الساحة العربية، حيث أكدا على أهمية الحفاظ على الأمن القومي العربي في ظل الظروف والتحديات الخطيرة التي تواجهها المنطقة، وشددا على رفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول العربية وحل النزاعات بالحوار والتوافق، واتفقا على أهمية دعم أطر وآليات العمل العربي المشترك وتعزيز القدرات العربية لرفع التحديات المطروحة بما يصون المصالح العربية ويحفظ أمنها واستقرارها. وشدد القائدان، تحديدا على أهمية تكثيف الجهود العربية والدولية وتنسيق المساعي للتوصل لحلول سياسية للأزمات في سوريا وليبيا واليمن بما يحفظ وحدة هذه الدول الشقيقة وسيادتها ومصالحها ويحقق طموحات شعوبها. وأكدا أيضا، أهمية استمرار العمل الجماعي لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف. وعلى مستوى التعاون الثنائي، أشاد القائدان بما تحقق من تعاون في قطاع الصناعة الدوائية وبتجربة التعاون الناجحة بين المصانع الجزائرية والأردنية في هذا المجال. وبحثا سبل زيادة التبادل التجاري بين البلدين، ووجها المسؤولين في البلدين على اتخاذ الخطوات الكفيلة بتشجيع المستثمرين ورجال الأعمال على استكشاف الفرص والإمكانات المتاحة في الميادين الاقتصادية والاستثمارية والتجارية واستكمال الاتفاقيات التي تتيح ذلك، وعلى أهمية توسيع التعاون المشترك ليشمل قطاعات أخرى بما في ذلك الرعاية الصحية والطاقة والسياحة العلاجية والفندقة والنقل والتدريب في مجال الطيران والثقافة والتعليم العالي والتبادل الثقافي ما بين الجامعات وغيرها من القطاعات بهدف تحقيق تنمية مشتركة ومتضامنة بما يحقق النماء والرفاه للبلدين والشعبين الشقيقين. كما وجه السيد الرئيس تبون وأخوه جلالة الملك عبد الله الثاني، المسؤولين في البلدين على بدء التحضير للدورة القادمة للجنة العليا المشتركة لعقدها خلال العام القادم. وعلى الصعيد الدولي، شدد القائدان على ضرورة إقامة علاقات دولية مبنية على أساس ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة وعلى رأسها إقامة علاقات دولية مبنية على احترام سيادة الدول وصون أمنها واستقرارها. وأشار القائدان، إلى أهمية التعاون المشترك بين الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والارتقاء بالتعاون بين المجموعتين وإرساء دعائم التضامن بينهما بما يكفل مصالح الشعوب العربية والإفريقية. كما أكدا، على أهمية دعم جهود تحقيق الاستقرار في منطقة الساحل في ظل الأوضاع الأمنية الراهنة التي تشهدها وبما يحول دون تمدد الأنشطة الإرهابية والمتطرفة في هذه المنطقة.
دريس.م










