في إطار الزيارة الثنائية التي يجريها وفد من المجموعة البرلمانية للصداقة “الجزائر-إيطاليا” إلى الجمهورية الإيطالية، أقام سفير الجزائر في روما، محمد خليفي، مأدبة عشاء على شرف أعضاء المجموعتين البرلمانيتين من البلدين، بمقر إقامته، بحضور ممثلين عن مجلس النواب الإيطالي ومجلس الشيوخ.
الزيارة تأتي تلبية لدعوة من رئيس المجموعة البرلمانية الإيطالية للصداقة “إيطاليا-الجزائر”، النائب أندريا ماسكاريتي، وقد ترأس الوفد الجزائري النائب كمال لعويسات، رئيس مجموعة الصداقة في المجلس الشعبي الوطني. كما عقدت جلسة عمل جمعت السفير مع أعضاء الوفد البرلماني، قدم خلالها عرضا مفصلا حول العلاقات الثنائية بين الجزائر وإيطاليا، مشيرا إلى الطابع الإستراتيجي والتاريخي الذي يميز هذه العلاقات، خاصة مع النقلة النوعية التي شهدتها في السنوات الأخيرة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية. وشهد اللقاء بين الجانبين، نقاشا مثمرا حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين، لا سيما في المجالات البرلمانية، الطاقات المتجددة، الفلاحة، الصناعة، الذكاء الاصطناعي، والفضاء الخارجي. وقد أبدى الجانب الإيطالي، اهتماما خاصا بمرافقة الجزائر في تطوير مشاريعها الفضائية، بما في ذلك تصنيع الأقمار الصناعية واستكشاف الفضاء. كما ناقش الطرفان “مخطط ماتيي” الذي أطلقته رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والرامي إلى بناء شراكة استراتيجية جديدة بين إيطاليا والبلدان الإفريقية على أساس “الند للند”، في سبيل تعزيز التنمية الاقتصادية ومكافحة الفقر والحد من الهجرة غير النظامية نحو أوروبا. وفي هذا الإطار، تم التطرق إلى أول مشروع فعلي ضمن المخطط، والمتمثل في المشروع الزراعي الضخم بولاية تيميمون، الذي يمتد على مساحة 36.000 هكتار، ويشمل إنتاج الحبوب والبقوليات بقيمة استثمارية بلغت 420 مليون يورو. هذا ووضعت مجموعة الصداقة الإيطالية مع الجزائر برنامج عمل غني بالتنسيق مع عدد من كبار المتعاملين الاقتصاديين الإيطاليين، بهدف دراسة آفاق التعاون مع الجزائر في قطاعات واعدة ومتعددة. اللقاء البرلماني أكد مجددا، أن العلاقات الجزائرية الإيطالية تواصل صعودها بثبات نحو شراكات نوعية، مستندة إلى إرادة سياسية مشتركة لتعزيز التعاون جنوب-شمال وفق قواعد المنافع المتبادلة.
محمد بوسلامة
