الحجر والبشر لم يسلَموا من القصف.. معالم وآثار غزة تناشد اليونيسكو

الحجر والبشر لم يسلَموا من القصف.. معالم وآثار غزة تناشد اليونيسكو

مع ارتفاع وتيرة الحرب الصهيونية على غزة، ما تزال الخسائر في الأرواح والأزمة الإنسانية تصرخ أمام ضمير المجتمع الدولي؛ لعلّها توقظه من سبات صمته الثقيل. وقد خرج صوت من تحت الركام ليسلط الضوء على كارثة ثقافية تمس بالتراث التاريخي والأثري الغني للقطاع المحاصَر.

ورصدت دراسة حديثة أجرتها مجموعة “التراث من أجل السلام”، حجم الأضرار المباشرة وغير المباشرة التي لحقت حتى الآن، بأكثر من 100 موقع تاريخي في غزة منذ السابع أكتوبر الماضي.

رغم مساحته الصغيرة نسبيا، يتميز قطاع غزة بموروث ومواقع أثرية ذات قيمة ثقافية ودينية؛ من مساجد وكنائس تعود إلى آلاف السنين.

وفي مقدمة تقريرها الذي نُشر في السابع نوفمبر الماضي، تؤكد مجموعة “التراث من أجل السلام” ـ ومقرها منطقة كتالونيا الإسبانية ـ أنها تحافظ على “موقف محايد” من القضية، مشيدة بدور أولئك الناشطين على الأرض في سبيل حماية تراثهم.

ومن أهم ضحايا قصف الاحتلال المسجد العمري الكبير، وهو أحد أهم وأقدم المساجد في فلسطين التاريخية، وكنيسة القديس برفيريوس، التي يُعتقد أنها ثالث أقدم كنيسة في العالم، فضلا عن متحف رفح بالجنوب، ومقبرة رومانية يبلغ عمرها ألفي سنة شمال غزة، تم التنقيب عنها عام 2022.

ويرصد تقرير المجموعة أن مركز المخطوطات والوثائق القديم وكنيسة جباليا البيزنطية وموقع البلاخية (الأنثيدون)، تعرضت لتدمير كامل بسبب القصف المباشر، بينما تعرّض المسجد العمري في غزة ومتحف دير البلح، لأضرار جزئية.

كما استُهدِفت 4 مساجد بشكل مباشر في القطاع، و4 أخرى بقصف غير مباشر، فضلا عن وقوع أضرار جزئية في 86 بيتا أثريا، وفق التقرير.

وفي ظل التساؤلات المشروعة حول مصير هذه المواقع الأثرية، أكد متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو”، أن “الأولوية، عادة، لحالة الطوارئ الإنسانية، لكن يجب، أيضا، حماية التراث الثقافي بجميع أشكاله، وفقا للقانون الدولي، الذي ينص على أن الممتلكات الثقافية هي بنية تحتية مدنية، ولا يجوز استهدافها أو استخدامها لأغراض عسكرية” .

وأضاف: “وضعت اليونيسكو عملية لرصد الأضرار منذ بداية الحرب بالاعتماد على صور الأقمار الصناعية والمعلومات المرسلة إليها من أطراف ثالثة، بما في ذلك شركاؤنا والوكالات الشقيقة للأمم المتحدة، الموجودة، حاليا، على الأرض، وبالتعاون الوثيق مع مكتبنا في رام الله”.

وشدّد على أن المنظمة – على عكس منظمات ووكالات الأمم المتحدة الأخرى – لا تملك ولاية إنسانية، وهو ما يعني أنها لا تستطيع نشر موظفين بمناطق القتال، ولا يمكنها إجراء مراقبة للأضرار سوى عن بعد.

من جانبه، يرى رئيس مجموعة “التراث من أجل السلام”، أن اليونيسكو منظمة “عقيمة”؛ لأنها تتبع سياسات دول تحت عباءة الأمم المتحدة.

وقد يكون أحد الأسباب التي ساهمت في إنجاز التقرير، أن المجموعة “منظمة مجتمع مدني، تستطيع التفاعل بسرعة مع الكوارث والحروب. وتمتلك سقفا من الحرية على عكس بعض الجامعات مثلا، التي لم تتمكن من إصدار تقارير أو تصريحات؛ خوفا من فقدان التمويلات الحكومية”، وفق المتحدث.

ق/ث