أكد السعي إلى تحويل الاندماج القاري إلى واقع ملموس

بوقدوم: الجزائر ستواصل دعم مالي للعودة للشرعية الدستورية

بوقدوم: الجزائر ستواصل دعم مالي للعودة للشرعية الدستورية

أكد وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، الثلاثاء، “مواصلة الجزائر مرافقة الإخوة في مالي لتجاوز الوضع المتأزم الحالي والعودة السريعة إلى الشرعية الدستورية”، وكذا التنفيذ الكامل لبنود اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر.

وفي رسالة له بمناسبة الاحتفال بـ”يوم إفريقيا”، جدد بوقدوم عزم الجزائر على الاستمرار في الدعم الفعال للاتحاد الإفريقي وتعزيز قدراته للقيام بمهامه كاملة غير منقوصة، وكذا التزامها بالاستمرار في جهودها الرامية لاستتباب السلم والأمن في ربوع إفريقيا، بما فيها محيطها الإقليمي المباشر.

وأضاف بوقدوم أن الجزائر تجدد دعمها ومساندتها للسلطات الليبية للدفع بالعملية السياسية وضمان نجاح الاستحقاقات الهامة المبرمجة نهاية السنة الجارية، كما أن الجزائر لن تتوانى عن دعمها لحل عادل ودائم للنزاع في الصحراء الغربية، بما يكفل حق تقرير مصير الشعب الصحراوي ويطوي آخر ملفات تصفية الاستعمار في إفريقيا.

وتابع بوقدوم إن الجزائر تسعى إلى تحويل الاندماج القاري إلى واقع ملموس، مضيفا أن الجزائر تعمل على استكمال المشاريع المهيكلة ذات البعد القاري، مثل الطريق العابر للصحراء، والربط بالألياف البصرية وأنبوب الغاز بين الجزائر ونيجيريا، وكذا دعم الجزائر للبرامج المسطرة في إطار وكالة الإتحاد الإفريقي للتنمية.

وأضاف الوزير: “نحتفل اليوم بيوم إفريقيا، هذه المحطة السنوية التي تستوقفنا لتجديد وفائنا لقيم ومبادئ منظمتنا الإقليمية ولتقييم الأشواط التي قطعناها في مسار بناء الصرح الافريقي”، مضيفا “نحتفل هذه السنة وقارتنا تواصل جهودها لتجاوز جائحة كورونا وآثارها المتشعبة التي مست كل مناحي الحياة”.

وركّز بوقدوم على المساعي الرامية لتوفير اللقاحات المضادة للفيروس بكميات تسمح بالإسراع من وتيرة التطعيم وتحصين أكبر عدد ممكن من سكان القارة، متابعا أن هذه الجائحة، أبانت عن ضرورة دعم الأمن الصحي والقضاء على التبعية للخارج في هذا المجال.

وأضاف الوزير أن جائحة كورونا ذكرتنا بلزوم مواصلة الجهود لاستكمال الإصلاح المؤسساتي لمنظمتنا قصد دعم قدراتها وتفعيل دورها والنهوض بالعمل القاري المشترك.

وأكد بوقدوم على ضرورة العمل على مجابهة التحديات المتعددة التي تهدد أمن واستقرار قارتنا وتعيق مسارها الاندماجي وتمنعها من التفرغ كاملا لإنجاز مخططها التنموي المرسوم في الأجندة 2063، مشيرا إلى إن عدم تصفية بقايا الاستعمار واستمرار العديد من النزاعات، لا تزال تحول دون بلوغ هدفنا الرامي لإسكات دويّ الأسلحة والبنادق في قارتنا.

وأضاف الوزير أن تنامي مخاطر وتهديدات جديدة على السلم والأمن كآفة الإرهاب والجريمة المنظمة والدور المزعزع للتدخلات الأجنبية والتداعيات الخطيرة للتغيرات المناخية والأمراض والأوبئة، تعرقل عملنا الإفريقي المشترك.

وأكد بوقدوم على ضرورة تضافر جهود الدول الأعضاء للالتزام بمبدإ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية والتصدي للمناورات الرامية لإضعاف أو تغييب دور الاتحاد الإفريقي في حل النزاعات، بالإضافة إلى المضي قدما في المشاريع المهيكلة للاندماج الإفريقي، كمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.

وأشار الوزير، إلى مساهمة الجزائر في تعزيز الجهود الرامية لتشييد قارة قادرة على حماية هويتها وممتلكاتها التاريخية وإرثها الثقافي، مذكرا باحتضان الجزائر لمقر المتحف الكبير لإفريقيا، الذي يعتبر أحد المشاريع الكبرى لأجندة الاتحاد الإفريقي 2063.

وفي ختام كلمته، أورد وزير الخارجية أن “الجزائر تعرب عن إيمانها الراسخ أن الوفاء لـمُثل الآباء المؤسسين لمنظمتنا القارية هو النهج الوحيد الذي سيسمح لنا ببناء إفريقيا التي نريدها”.

أمين ب.