واصل المنتخب الوطني في إسعاد الشعب الجزائري بانتزاعه بطاقة التأهل للدور نصف النهائي لكأس أمم إفريقيا، عقب فوزه على أفيال كوت ديفوار بالضربات الترجيحية في مباراة “هيتشكوكية” حبست الأنفاس، انتهت بانتصار رائع لزملاء رياض محرز ليستمر معه الحلم الجميل.. حلم التتويج باللقب القاري الثاني.
لعب “الخضر” في مباراة الخميس بطريقتهم المعهودة مع المدرب جمال بلماضي 4-3-3، معتمدًا على الرباعي ماندي وبلعمري وعطال وبن سبعيني أمام الحارس رايس مبولحي، وفي الوسط فيغولي وبن ناصر وقديورة، وفي الأمام الثلاثي بغداد بونجاح ورياض محرز ويوسف بلايلي.
البداية كانت مع ضغط كوت ديفوار، وهو ما حرم لاعبينا بشكل كبير من الخروج بالكرة بأريحية كبيرة، خاصة وأن المنافس اعتمد على طريقة لعب أقرب لـ4-1-4-1 وهو ما منحهم زيادة عددية بشكل دائم في وسط الملعب.
منتخب كوت ديفوار ويحسب لمدربه إبراهيم كمارا، أحسن التعامل بشكل جيد مع المنتخب الوطني وضيق المساحات التي استغلها محاربو الصحراء في المباريات السابقة وتم التسجيل من خلالها، فلم يجد بونجاح المساحة اللازمة للتحرك إلى جانب بلايلي، ولم تظهر الجمل الثنائية والثلاثية مع محرز ولاعبي الوسط كما المعتاد.
وساهمت الرقابة اللصيقة على بونجاح وعزله عن ثلاثي الوسط في إبطال مفعول سلاح الكرات العالية للجزائريين، فلم يظهر بالقدر الكافي في اللقاء خاصة أن بناء اللعب من الخلف للأمام والتدرج بالكرة لم يكن حاضرًا، ليبقى السلاح الثالث والأهم وهو الأطراف بن سبعيني وعطال.
ضربتان موجعتان
سلاح مهم خسره المنتخب الوطني بإصابة يوسف عطال بعد 25 دقيقة من انطلاق اللقاء خاصة وأن بن سبعيني يميل أكثر للتحفظ الدفاعي، كما هو حال ذيفان الذي شارك بديلا بالرواق الأيمن.
كما خسر رياض محرز المساندة الهجومية المطلوبة بخروج عطال وهو ما سهل مهمة لاعبي كوت ديفوار على رقابته.
وساهم في هبوط مستوى منتخب الجزائر في اللقاء خاصة في الشوط الثاني، والأشواط الإضافية تراجع المردود البدني للاعبيه بسبب عامل الطقس الحار دون شك، وهو ما ألقى بظلاله على مردود لاعبي الوسط وفي مقدمتهم بن ناصر النشيط.
كما أن تغييرات بلماضي بسحب بونجاح واللعب بسليماني قللت الضغط على دفاع كوت ديفوار، فقد نجح فيغولي في تسجيل الهدف الأول بعد ضغط بونجاح، إلى جانب محرز الذي جاء استبداله مريحًا لدفاع المنافس.
ورغم الدفع بآدم أوناس بديلًا لمحرز لكنه لم يجد الدعم الكافي بسبب هبوط المردود البدني خاصة فيغولي وقديورة وبن ناصر الذين بذلوا مجهودًا كبيرًا، وفي النهاية لعب أندي ديلور على حساب فيغولي، فلم تصنع تغييرات بلماضي الفارق.
واعتمد مدرب كوت ديفوار على تضييق المساحات على الجزائريين وخطف الكرة سريعًا عن طريق المرتدات، مستغلًا سرعات الثنائي زاها وكودجيا ونجح في الوصول لمرمى مبولحي وهدده في أكثر من كرة خطيرة.
وفي هدف التعادل للأفيال، خطف زاها الكرة بوسط الملعب نتيجة للضغط المحكم ومرر مرتدة لكودجيا الذي راوغ دفاع “الخضر” بسهولة وسط تمركز خاطئ وأودعها الشباك.
وظهرت مساحات كبيرة خلف ظهيري “الخضر” خلال اللقاء لكن هجوم كوت ديفوار لم يكن موفقا لترجمتها وهو ما يمثل جرس إنذار كبير للخضر قبل لقاء نيجيريا المقبل وهو الذي يشبه كوت ديفوار لحد كبير.











