لهذا يُنصح بزيارة أكثر من طبيب

الخطأ في التشخيص.. كيف نتجنب عواقبه؟

الخطأ في التشخيص.. كيف نتجنب عواقبه؟

يُعد أي تأخير كبير في التشخيص، أحد الأنواع الكثيرة للأخطاء التشخيصية، ويشمل ذلك أيضاً الحصول على تشخيص خاطئ.

وحسب دراسة اشتملت على أكثر من 2400 مريض نُشرت سنة 2024 في دورية “جاما للطب الباطني”، فإن نحو واحد من كل خمسة بالغين يتم إدخالهم إلى المستشفى يتعرضون للأذى أو يفارقون الحياة كل عام بسبب خطأ في التشخيص.

 

حالات يصعب تشخيصها

اعتمد الأطباء على دراسات التشريح لأكثر من 100 عام في تقدير نسبة المرضى الذين يموتون بأمراض لم يتم تشخيصها أثناء حياتهم.

ووفق دراسة نُشرت في جانفي عام 2025 من دورية “أرشيف علم الأمراض والطب المختبر”، وجد أخصائيو علم الأمراض حالة مرضية واحدة على الأقل لم يتم تشخيصها قبل الوفاة في 98 في المائة من نحو 650 مريضاً فارقوا الحياة. وكانت الحالات الأكثر شيوعاً هي الالتهاب الرئوي (في 31 في المائة)، ومرض الشريان التاجي (في 24 في المائة)، والنوبة القلبية (في 15 في المائة). وتجدر الإشارة إلى أن بعض الحالات ربما لم تسبب على الأرجح أعراضاً تدفع المرضى إلى طلب المساعدة.

المعرضون لخطر أكثر

لا يقتصر الأمر على صعوبة تحديد بعض التشخيصات، بل إن هناك فئات محددة من الأشخاص أكثر عرضة لهذا السيناريو، فقد أشارت دراسة “المجلة الطبية البريطانية للجودة والسلامة” لعام 2024 إلى أن النساء والأقليات أكثر عرضة بنسبة 20 في المائة إلى 30 في المائة من الرجال البيض لتجربة تشخيصات خاطئة أو متأخرة.

وقد يكون كبار السن أيضاً أكثر عُرضة للأخطاء التشخيصية بسبب مشكلات الذاكرة والإفراط في تناول الأدوية. كما أنهم يميلون إلى الإصابة بأمراض مزمنة يمكن أن تُعقّد عملية تشخيص حالة أخرى.

أسباب الخطأ

بصفة عامة، يمكن إرجاع الأخطاء التشخيصية إلى عدد قليل من الأسباب، وهي كالتالي:

  • خطأ الطبيب: يقول القائمون على الدراسة إن نحو 40 في المائة من الأخطاء التشخيصية تندرج تحت هذه الفئة، ففي مواجهة مجموعات غير واضحة أو معقدة من الأعراض التي يمكن أن تشير إلى مجموعة متنوعة من الحالات المرضية، فقد يُغفل الأطباء شيئاً ما.
  • التأخير: صعوبة تنسيق جدول مواعيد المريض والطبيب، أو الخوف من إجراء فحص تشخيصي ضروري، أو القلق بشأن الحصول على تشخيص “خاطئ” هي من بعض الأسباب الشائعة التي قد تؤدي إلى التأخير.

فعلى سبيل المثال، يقول الدكتور بيتس إن نحو ثلثي الأشخاص الذين تخرج نتائج اختبار البراز لديهم إيجابية (مؤكدة) للإصابة بسرطان القولون -وهو نوع من اختبارات الفحص التي تكشف عن وجود الدم في البراز- فقط، يقومون على الفور بجدولة ميعاد لتنظير القولون، وهو الاختبار الأساسي للكشف عن سرطان القولون والمستقيم.

  • ضعف التواصل: قد لا يشرح الأطباء للمرضى بشكل كافٍ كيف تؤثر عليهم بعض الحالات، لا سيما أولئك الذين تمر أعراضهم من دون أن يلاحظها أحد، كما يقول الدكتور بيتس. لكنَّ المرضى يمكن أيضاً أن يكون تواصلهم بشكل غير كافٍ. ويضيف: “قد يكون هذا الأمر أكثر شيوعاً لدى المرضى الأكبر سناً، الذين يأملون فقط أن تختفي أعراضهم”، ثم يتابع: “إذا كنت تعاني من أعراض مقلقة للغاية، فمن الأفضل دائماً إخبار طبيبك، وهو من يمكنه اتخاذ قرار ما إذا كان يجب عليك الحضور من عدمه”.

 

لحماية نفسك من الأخطاء التشخيصية

يقدم المختصون هذه النصائح لتقليل مخاطر تعرضك لخطأ تشخيصي:

  • اطلب تفسيرات بديلة: إذا لم تكن راضياً عن تشخيصك، فاسأل طبيبك: “ماذا يمكن أن يكون (السبب) غير ذلك أيضاً؟”.
  • اطلب مراجعة الأدوية: يمكن لهذه المعلومات أن تضيف سياقاً حيوياً لملاحظات الطبيب، فمن خلال قائمة الأدوية الخاصة بك فقط، من السهل جداً على الطبيب استنتاج الحالات التي لديك.
  • اعتمد على رفيق موثوق به: اصطحاب أحد أفراد عائلتك أو صديق مقرب معك إلى المواعيد الطبية سوف يساعدك على تذكر المعلومات الأساسية والتصرف بناءً عليها.
  • اطلب رأياً ثانياً: إذا شعرت بأن تقييم طبيبك غير صحيح، أو بأنك لا تشعر بأن أحداً يُنصت إلى ما تقول، فاطلب مقدم رعاية أو أخصائياً آخر.

 

عواقب كبيرة وصغيرة

يمكن أن تؤدي الأخطاء التشخيصية إلى سلسلة من المشكلات الأخرى، مما يعني:

– أنك قد لا تحصل على الراحة التي تحتاج إليها.

– أن حالتك تتدهور، ربما بشكل خطير.

– أنك تقضي وقتاً وتنفق مالاً في البحث عن التشخيص الصحيح.

– أن تصاب بالقلق أو الاكتئاب بسبب عدم وجود إجابات.

ق. م