بما أنه لا يُمكن تجاهل وجودها

الخطوبة الإلكترونية.. هل فعلا يكون التعارف فيها كافيا؟

الخطوبة الإلكترونية.. هل فعلا يكون التعارف فيها كافيا؟

منذ انتشار استعمال مواقع التواصل الاجتماعي، شاع مصطلح الخطوبة الإلكترونية، وهو مصطلح يشير إلى عملية التعارف والارتباط بين شخصين عبر وسائل الاتصال التكنولوجية، بهدف الزواج.

يقول الخبراء في العلاقات الأسرية إن الخطوبة الإلكترونية هي مجرد وسيلة للتعارف الأولي والتمهيد للارتباط الرسمي، ويمكن أن تكون مفيدةً للتعرف إلى الأساسيات وفتح باب الحوار، وتقديم صورة مبدئية عن الطرفين، ولكنها ليست بديلاً عن الخطوبة التقليدية، وقد تكون مفيدةً في بداية التعارف، لكنها ليست كافية للتعارف الحقيقي، فهي تساعد على بناء بعض الجسور الأولية وتكوين انطباعات، لكنها لا تغني عن اللقاءات المباشرة والتعامل الفعلي في الواقع، فينبغي على الطرفين التحقق من المعلومات التي يتم تبادلها عبر الأنترنت، والتأكد من مصداقيتها، مع تجنب الخداع أو إخفاء أي معلومات جوهرية.

 

غياب التواصل غير اللفظي

يعتمد التواصل الإلكتروني على الكلمات المكتوبة، مما يفقد الكثير من الإشارات غير اللفظية مثل لغة الجسد وتعبيرات الوجه والنبرة الصوتية التي تلعب دوراً مهماً في فهم الآخر، ولغة الجسد، والإيماءات، ونبرة الصوت، والمسافة الشخصية، وجميع هذه العناصر مفقودة أو محدودة في الخطوبة الإلكترونية، مما يحد من القدرة على فهم المشاعر والإشارات غير اللفظية التي تنقل جزءاً كبيراً من الرسائل في العلاقات الإنسانية.

صعوبة بناء الثقة الحقيقية

يُمثل التواصل غير اللفظي جزءاً أساسياً من بناء الثقة بين الشريكين، وعندما يغيب هذا الجانب، قد يكون من الصعب بناء علاقة قوية ومتينة، وقد يكون من السهل بناء ثقة افتراضية عبر الأنترنت، لكن الثقة الحقيقية تتطلب تفاعلات واقعية ومواقف مشتركة تثبت مصداقية الطرف الآخر، مما يجعل من الصعب تقييم نوايا الطرف الآخر بشكل كامل ويُفسح المجال للشبهات وسوء الفهم، فيمكن للشخص أن يصنع صورة مثالية عن نفسه عبر الأنترنت، ويُخفي عيوبه أو يتلاعب بالمعلومات، مما يجعل من الصعب على الطرف الآخر معرفة حقيقة شخصيته.

عدم اكتمال تقييم الشخصية

قد يظهر الأشخاص في الخطوبة الإلكترونية بصورة مثالية لا تعكس شخصياتهم الحقيقية، مما قد يؤدي إلى صدمات لاحقة بعد الزواج، فغالباً ما يقتصر التعارف في الخطوبة الإلكترونية على فترات زمنية قصيرة عبر الأنترنت، مما يحد من فرص التعمق في شخصية الطرف الآخر وفهم قيمه، ومعتقداته وسلوكياته في الحياة الواقعية.

 

صعوبة التحقق من هوية الطرف الآخر

قد يكون من الصعب التحقق من هوية الطرف الآخر، والحصول على معلومات واحتمالية وجود تزييف للذات أو عدم صدق في التعامل، مما قد يعرضهم للاحتيال العاطفي أو التلاعب بالمشاعر أو الخداع.

الخداع والمبالغة في المعلومات

قد يقوم بعض الأفراد بتضليل الطرف الآخر أو المبالغة في معلوماتهم الشخصية عبر الأنترنت لتحقيق أهداف خاصة، أو قد يلجأ أحد الطرفين أو كلاهما إلى تقديم صورة مختلفة عن نفسه، سواء في المظهر أو الشخصية، لتجنب الحكم عليه أو لجعله يبدو أكثر جاذبية، مما يؤدي إلى صدمة عند اللقاء الحقيقي.