كشف وزارة التربية الوطنية، على تنفيذ العديد من الإصلاحات التي أمر بها رئيس الجمهورية في سبيل منظومة نوعية وذات مردودية، وهذا من خلال تبني عدة إجراءات ستبدأ في وضعها حيز التنفيذ بدءا من الدخول المدرسي القادم 2022- 2023.
يأتي هذا في إطار إعطاء الجزائر، بقيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أهمية قصوى لهذه الإصلاحات التي تتعلق أساسا بعصرنة البرامج البيداغوجية وجعلها ذات جودة ومردودية، وتكوين المعلمين، وإعادة النظر في القانون الخاص بالأستاذ، وكذا تحسين المناهج، وتوفير الظروف الملائمة للتمدرس. وقررت وزارة التربية وفي إطار تعليمات رئيس الجمهورية ومخطط الحكومة، على تنفيذ استراتيجية ترتكز على خمسة محاور رئيسية من أجل تحسين نوعية المنظومة التربوية والبحث العلمي تتمثل في: إصلاح البيداغوجيا، إصلاح منظومة التقييم والتقدم والتوجيه، تحسين جودة التأطير، تحسين حوكمة المنظومة التربوية ودعم التمدرس. ويهدف مخطط عمل الحكومة، المستمد من برنامج رئيس الجمهورية والتزاماته الـ54، إلى تحقيق التنمية البشرية وتعزيز الرأسمال البشري، وكذا تحسين الإطار المعيشي للمواطن، مع الحرص على ضمان سياسة اجتماعية عادلة. ويأتي هذا، في الوقت الذي يسهر الرئيس تبون، على إصلاح المنظومة التربوية، في كل جوانبها. وقد أمر خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الوزراء في 19 جوان 2022، باعتماد اللغة الإنجليزية، بدءا من الطور الابتدائي وهذا بعد دراسة عميقة للخبراء والمختصين، كما أمر بضرورة مراجعة البرامج التعليمية، وفق أهداف مسطرة ومحددة تعتمد بالأساس على نتائج التعليم التربوي، مع تحديد رزنامة لا تقل عن عامين أو ثلاثة لتنفيذها، ومنع مراجعة البرامج التعليمية خلال المواسم الدراسية. وقد أسدى أيضا، تعليمات إلى الحكومة بإطلاق فوري لاستشارة واسعة بين الفاعلين في قطاع التربية بخصوص ثقل المحفظة المدرسية للخروج بنظرة موحدة حول هذه الظاهرة واعتمادها مباشرة، وهذا من أجل إيجاد حلول فورية لمعاناة التلاميذ. كما أكد الرئيس تبون دائما خلال اجتماعات مجلس الوزراء، على تحسين ظروف التمدرس والنقل المدرسي، خصوصا في مناطق الظل، إلى جانب تكوين الأساتذة وتحسين الأوضاع المهنية والاجتماعية لمنتسبي القطاع وإعادة النظر في القانون الخاص بالأستاذ تنفيذا لالتزاماته في إطار إصلاح المنظومة التربوية. وكان رئيس الجمهورية، قد كلف الحكومة بإيجاد الآليات الملائمة للتكفل بالأطفال المصابين بالتوحد، وأكد على ضرورة توفير كافة الشروط لإنجاح مشروع استحداث بكالوريا الفنون الذي يهدف إلى ضمان تكوين جيل جديد من محترفي الفن في مختلف التخصصات. وعن الدخول المدرسي 2022- 2023، تقرر تعليم الإنجليزية في الطور الابتدائي والذي سيطبق خلال العام الجاري، وذلك مسايرة للعولمة، كما سيشرع في إجراءات تخفيف المحفظة بداية من الدخول المدرسي المقبل، من خلال التجهيز التدريجي باللوحات الرقمية لما يربو عن 1600 مدرسة ابتدائية عبر الوطن. وينتظر أيضا، أن يتدعم لدخول المقبل بالتعليم الثانوي العام والتكنولوجي من خلال استحداث شعبة الفنون بخياراتها الأربعة (فنون تشكيلية، موسيقى، مسرح، سينما سمعي بصري) مع إقرار ثانوية وطنية للفنون يكون مقرها بالجزائر العاصمة. كما أن قطاع التربية، سيواصل العمل الحثيث مع الشركاء الاجتماعيين بوضع اللمسات الأخيرة لمشروع القانون الأساسي الخاص بالأسلاك الخاصة بالتربية الوطنية بما يستجيب لتطلعات أفراد الجماعة التربوية ويحسن من واقعهم المادي والمعنوي والمهني. ويعطي القطاع، أهمية لمادة الرياضيات، حيث يعمل على إعادة النظر في كيفيات توجيه التلاميذ نحو شعبتي الرياضيات وتقني رياضي في إطار مسعى ترقية هذه المادة بالغة الأهمية والرفع من مستوى التلاميذ فيها، خصوصا مع إنشاء مدرسة عليا للرياضيات ومدرسة عليا للذكاء الاصطناعي في 2021. تجدر الإشارة، إلى ارتفاع العدد الإجمالي للمتمدرسين في الجزائر بأكثر من عشرة أضعاف منذ 1962 ليبلغ أزيد من 10 ملايين تلميذ عند الدخول المدرسي 2021- 2022.
سامي سعد










