أنا سيدة متزوجة وأم لولدين، حريصة على تلقين أولادي أسس التربية الصحيحة وأيضا على النجاح في دراستهم، وقد وُفقت إلى حد كبير في هذه المهمة والحمد لله.
لكن ما وقع لي خلال هذه الفترة لم يكن في الحسبان، حيث أن ابني الأكبر لم يتحصل على شهادة التعليم المتوسط وأيضا لم ينتقل إلى الثانوية، رغم أنني وفرت له كل الإمكانيات ليدرس جيدا ويحقق أحسن النتائج وخسرت كل أموالي في الدروس الخصوصية، وكنت أنتظر أن يحقق أحسن النتائج، لكنه للأسف خذلني ورسب في هذه السنة الدراسية.
لقد صدمني ابني وأدخلني في مشاكل عويصة مع والده، لأنني كنت ألح على زوجي أن يعطيني المال الخاص بالدروس الخصوصية وهو كان يرفض لأن راتبه الشهري لم يكن يسمح بذلك، لكنني كنت أتشاجر معه من أجل ذلك وأقول له إنه من الضروري أن نساعد ابننا بالدروس الخصوصية لتحقيق النجاح.
وهذا أكبر خطأ قمت به وأدخلت نفسي في مشاكل عويصة مع زوجي يصعب الخروج منها .
فماذا أفعل سيدتي الفاضلة للخروج من هذا المشكل الذي قلب حياتي رأسا على عقب خاصة مع زوجي.
الحائرة: أم صهيب من العاصمة
الرد: المتمعن في قراءة محتوى مشكلتك يتضح له حقا أنك أدخلت نفسك في مشكل مع زوجك كنت في غنى عنه وكان باستطاعتك تفاديه، من جهة حالتكم المادية لا تسمح بذلك وأيضا ابنك لم يكن يحقق النتائج المرجوة خلال مساره الدراسي، وكان عليك الاستغناء عن هذه الدروس الخصوصية من أول فصل دراسي لهذا الموسم الدراسي (2023/2024)
لأن الدروس الخصوصية استنزاف لجيوب الآباء ولا منفعة منها، والاستفادة الحقيقية للتلميذ في التحصيل العلمي تكون مع أستاذه في القسم، وقد تأكد هذا الأمر على أرض الواقع، حيث أن أصحاب أكبر المعدلات يتحصل عليها تلاميذ لا يتابعون دروسا خصوصية.
والحل لمشكلتك يكمن في عدم الخوض في هذا الموضوع مع زوجك مرة أخرى وطي هذه الصفحة نهائيا، لأن معاندته في الخوض في هذا المشكل تزيد الأمر تعقيدا وتدخلك في مشاكل لا نهاية لها، وأيضا عليه أن يخطط جيدا لمساره الدراسي ويعتمد على ما يدرسه مع أساتذته في القسم ويراجع دروسه بانتظام من بداية السنة الدراسية حتى يجني ثمار النجاح في آخر السنة، ولا داعي للدروس الخصوصية لأنها في أغلب الأحيان لا تنفع التلميذ وتستنزف جيب أهله، وزوجك كان على حق لأنه لم ير فائدة من هذه الدروس الخصوصية بدليل أنه خسر المال فقط وابنه لم ينجح ولم ينتقل إلى الثانوية.
نتمنى أن تعيدي ضبط أمورك في التخطيط الجيد لمتابعة دراسة أبنائك دون الاعتماد على الدروس الخصوصية وتدارك النقص مع كل فصل حتى يكون النجاح حليفه في نهاية السنة الدراسية، وهذا ما نتمنى أن يتحقق في الموسم الدراسي المقبل بإذن الله.