احتضن المركز الثقافي لجامع الجزائر، الإثنين، فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للصحة لعام 2025، الذي جاء تحت شعار “صحة الأمومة والطفولة من أجل مجتمع أفضل” وتميز هذا اليوم بتسليط الضوء على القضايا الصحية المتعلقة بالأمومة والطفولة.
هذا الحدث الهام، جاء في وقت تشهد فيه المجتمعات الحديثة تزايدًا في الاهتمام بصحة الأمهات والأطفال، وذلك ضمن مساعي تعزيز الوعي الصحي وتحقيق التنمية المستدامة. وخلال الفعالية، تم التركيز على موضوعات أساسية مثل أهمية التلقيح للطفل، وفوائد الرضاعة الطبيعية، بالإضافة إلى العناية بالمواليد الجدد وأهمية الوقاية من الأمراض الشائعة في هذه الفترات الحساسة. كما تم عرض مجموعة من الإرشادات الصحية التي تساهم في تحسين صحة الأم والطفل، بما في ذلك العناية الصحية المنتظمة أثناء الحمل وبعد الولادة، والاهتمام بتغذية الأم والطفل، فضلا عن التدابير الوقائية التي تضمن حماية صحة الأطفال من الأمراض. ومن جهتها، أكدت الجهات المنظمة على ضرورة تعزيز التعاون بين المؤسسات الصحية والتعليمية والمجتمع بشكل عام لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا اليوم العالمي، مع التركيز على تعزيز الوعي الصحي في المجتمعات المحلية. كما أشير إلى أهمية توفير الخدمات الصحية المناسبة للأمهات والأطفال في كافة مراحل النمو لضمان مستقبل صحي ومزدهر للأجيال القادمة. وقد شهدت الفعاليات حضور مجموعة من الأطباء والمختصين في مجالات الصحة الأمومية والطفولة، الذين قدموا محاضرات علمية وورش عمل لتثقيف الحضور حول أفضل الممارسات في العناية بالأمهات والأطفال. كما تم توزيع منشورات توعوية تتعلق بأهمية التغذية السليمة والرعاية الصحية المتكاملة للأم والطفل. وفي هذا السياق أكدت حكيمة عباس، دكتورة في طب الأطفال و مختصة في طب الغدد، للموعد اليومي على زيادة نسبة الأمراض المعدية مثل التهاب القصيبات الهوائية والأمراض التنفسية، بالإضافة إلى الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، مشيرة إلى أهمية التلقيح كإجراء وقائي أساسي في مكافحة هذه الأمراض.
كما أشارت إلى تصاعد الأمراض غير المعدية مثل السمنة، التي تعتبر من التحديات الصحية الكبيرة في طب الأطفال، مشيرة إلى أن السمنة تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى مشكلات في نمو الأطفال مثل تأخر أو تسارع البلوغ. وقد أكدت على أهمية التغذية السليمة للأطفال منذ الولادة وحتى مرحلة البلوغ، موضحة أن المشكلة تكمن في نوعية الغذاء وليس في كميته، حيث يعاني الكثير من الأطفال من نقص في العناصر الغذائية الأساسية رغم توفر الطعام. كما أشارت الدكتور حكيمة، إلى أهمية الرضاعة الطبيعية كأكمل غذاء للطفل، وأوضحت أن الرضاعة تساهم بشكل كبير في تعزيز الجهاز المناعي للطفل وحمايته من الأمراض. كما سلطت الضوء على أهمية التوعية للأمهات حول التغذية السليمة للأطفال خلال مرحلة الفطام وما بعد الفطام، داعية إلى توفير برامج توعية مستمرة للأمهات من خلال العيادات المتعددة الخدمات لضمان أن الأطفال يحصلون على التغذية المتوازنة التي تضمن نموهم الصحي. كما شددت الدكتورة على ضرورة أن تكون المرأة بصحة جيدة قبل الحمل وأثنائه، معتبرة أن صحة الأم تؤثر بشكل مباشر على صحة الجنين. وأكدت أن المتابعة المستمرة مع الأطباء طوال فترة الحمل وبعد الولادة أمر بالغ الأهمية لضمان صحة الأم والطفل معا. وفي ختام حديثها، أكدت على أن دور الطاقم الطبي لا يقتصر فقط على الأطباء المتخصصين، بل يمتد ليشمل الممرضات، القابلات، والطبيب العام، حيث يشكلون معا سلسلة متكاملة من الدعم والمساندة للأم والطفل. كما يمثل اليوم العالمي للصحة، مناسبة هامة لتعزيز الوعي بأهمية الرعاية الصحية للأمهات والأطفال، وهو خطوة نحو مجتمع أفضل وأكثر صحة.
إيمان عبروس