تمرّ اليوم 31 سنة على رحيل صافية كتو صاحبة “الكوكب البنفسجي” “وصديقتي القيتارة” التي رحلت عن هذا الوجود مساء 29 جانفي من سنة 1989، وفي ذكرى رحيلها سنقف اليوم على عدة جوانب من حياتها لتعريف جيل اليوم بهذه الكاتبة التي تركت بصماتها على الساحة الأدبية والإعلامية.
زهرة رابحي أو صافية كتو، ها هي تعود إلى مسقط رأسها مرة أخرى بعدما عادت إليها سنة 1989، سنة رحيلها وهي التي جاءت إلى هذا الوجود في 15 نوفمبر من عام 1944 بالعين الصفراء. صافية المرأة المتمردة والصحفية المغامرة وبين التمرد والمغامرة وجدت مساحة للبوح الشعري لمعانقة الحرية، الحياة والوجود فكانت بدايتها مع عالم الأدب والصحافة.
مع مطلع الاستقلال، اشتغلت كمدرسة للغة الفرنسية بإحدى مدارس العين الصفراء إلى غاية سنة 1969، حيث فضلت الانتقال إلى العاصمة لتعمل كمتعاونة في وزارة التربية والتعليم، ثم موظفة مؤقتة في شركة مهتمة بالفلاحة لتتقلد منصب صحفية بوكالة الأنباء الجزائرية مع بداية سنة 1973. كما باشرت الخدمة كمحققة صحفية، اهتمت بكتابة القصة والشعر ووجدت جرائد المجاهد، الجزائر الأحداث الجزائرية والثورة الإفريقية وغيرها من وسائل الاعلام الجزائرية المتوفرة آنذاك طريقا لنشر مؤلفاتها وكتاباتها التي تعج بالحساسية المفرطة تجاه كل ما هو جميل. فقد تفننت بإرادتها الحالمة في تأثيث كوكب بنفسجي لا يعرف إلا الصفاء والجمال، فجمعت مجموعتها الشعرية تحت عنوان “صديقتي القيتارة” التي تم طبعها سنة 1979 وكذا مجموعتها القصصية بعنوان “الكوكب البنفسجي” سنة 1983، زيادة على مسرحية تعرف بـ “اسما”، مثلت في القناة الثالثة ومجموعة قصصية للأطفال لم تطبع سمتها وردة الرمال، ورواية تهتم بالشق النفسي والاجتماعي وتعد من السباقين في مجال أدب الخيال العلمي.
رحلت عن هذا الوجود يوم الأحد 29 جانفي 1989 بالجزائر العاصمة ودفنت بمسقط رأسها بمقبرة سيدي بوجمعة بالعين الصفراء ولاية النعامة. كما تم تأسيس جمعية باسمها أصبحت ملجأ للطبقة المثقفة وذكرى رحيلها تاريخ لدراسة واقع ودور الشعر وموعد لالتقاء الأساتذة الجامعيين لدراسة ومناقشة واقع الشعر الحديث خاصة بالجهة الغربية والجنوب الغربي، حيث نظمت الجمعية عدة ملتقيات وطنية حول حياة هذه الشخصية، تطرق من خلالها المختصون إلى الشعر النسائي، الشعر كخطاب انساني، دور الشعر كوسيلة للاتصال الانساني….الخ، ومن بين الشخصيات الأدبية التي تطرقت لحياة هذه الكاتبة خاصة أبناء مدينتها سواء من خلال مقالات صحفية أو دراسة أعمالها، نجد كل من ضيف الله عبد القادر، بوداود عمير، خيري بلخير، خليفي بشير والإعلامي هنين براهيم.
سعيدي محمد أمين