أثنى العديد من النقابيين ورفقاء الشهيد، عبد الحق بن حمودة، خلال اليوم الدراسي الذي أقيم بالمدرسة العليا للضمان الاجتماعي ببن عكنون، السبت، بمناسبة الذكرى الـ27 لاغتياله، على الجهود التي بذلها الرجل من أجل الدفاع عن الطبقة العمالية، حيث استطاع توحيدها رغم الظروف الصعبة التي كانت تعيشها بلادنا في فترة التسعينات، سوءا كانت اقتصادية أو أمنية، أضف لها المتغيرات الدولية بسقوط الاتحاد السوفياتي، وبذلك أصبح من رموز النقابات في الوطن العربي، وكان من رجال الوطن المخلصين، مؤكدين بأن العبرة في كل هذا، هو كيف نتواصل ونعطي المشعل للشباب، ليساهموا في بناء الوطن.
تاقجوت: مهما اختلفت النقابات فإنها تجتمع على خدمة البلاد
وأوضح الأمين العام لاتحاد العام للعمال الجزائريين، عمار تاقجوت، أثناء تدخله، باليوم الدراسي الذي جرى بحضور العديد من الأحزاب السياسية والنقابات وكذا فعاليات المجتمع المدني، أن الشهيد عبد الحق بن حمودة، كان معلم ومناضل في نفس الوقت، حيث كانت المحاولة الأولى لاغتياله سنة 1992 الفاشلة، ليقتل بعدها رفيق دربه بلعيد مزيان في 1994، ورغم ذلك لم يعتزل فكان منافس شرس في العمل النقابي. وأضاف عمار تاقجوت، أن عبد الحق بن حمودة، كان ممثل لصوت العمال، وترك بصمة في العمل النقابي، حيث إنتخب أمين عام للاتحاد العام للعمال الجزائريبن، في فترة صعبة كانت البلاد تنزف، ليصبح بعدها من رموز النقابات في الوطن العربي، وبالتالي فكان من رجال الوطن المخلصين، لتمتد إليه أيادي الغدر سنة 1997، وتقتله بمقر الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وذلك بعد مشوار كبير حافل بالعطاء. مشيرا في السياق ذاته، لوجود قاسم مشترك بين المناضلين، المتمثل في التراب والجمهوية والباقي يبقى اجتهاد، فمهما إختلفت النقابات في المنهج، فإنها تجتمع على خدمة البلاد، ونفس الشيئ بالنسبة للأحزاب السياسية، التي تختلف ولكن في النهاية تتفق حول القضايا الوطنية.
أستاذ التاريخ مصطفى عبيد: بن حمودة ورث خصال حب الوطن من أبيه
وأوضح الأستاذ في التاريخ الحديث، بجامعة المسيلة، مصطفى عبيد، أثناء تدخله، أنه حين نتكلم عن الرجال والنساء الذين قدموا الكثير لوطنهم، فإننا سنتكلم عن الأمير عبد القادر وهواري بومدين، وكذا فاطمة نسومر، جميلة بوباشة وعبد الحق بن حمودة، وغيرهم كثيرين، فهذا الأخير ورث خصال حب الوطن من أبيه، فكان معيل للعائلة وممولا لحركة الجهاد والثورة. وأضاف مصطفى عبيد، أن الشهيد عبد الحق بن حمودة، لم يكن يرى الاتحاد مجرد نقابة بل كيف سيتم من خلاله إيصال رسالة الشهداء الى الجيل الجديد، ليكسب بذلك قلب كل الطبقة العمالية بالجزائر، مشيرا إلى أنه في سنة 1990، كانت هناك عدة متغيرات إنفتاح سياسي وسقوط الإتحاد السوفياتي، وبالتالي علم أن الوضع الدولي يتطلب العمل أكثر من قبل، ما جعله يسارع إلى تمين الجبهة الداخلية، أين ساهم في تأسيس المنظمة العربية للشعل لجمع كلمة عمال الوطن العربي.
الأستاذ بوشموخة مختار.. نضال بن حمودة خلق نوع من التوازن بين مصالح العمال والوطن
وأوضح الأستاذ بوشموخة مختار، صديق المرحوم عبد الحق بن حمودة، إلى أن الراحل عايش أخطر المراحل التي مرت بها بلادنا، والمتمثلة في الإرهاب الذي كان يحصد الارواح، ومن جهة أخرى كانت الجزائر تعيش عجز مادي، واستطاع في هذه المرحلة أن يكون نبارسا يضيئ المرحلة، ويوحد الصفوف ويقف ضد التخريب، حيث في نضاله خلق نوع من التوازن بين مصالح العمال والوطن. وأشار بوشموخة مختار، أن العبرة من هذا اليوم هو كيف نتواصل ونعطي المشعل للشباب، ليكافح من أجل الوطن، فالجزائر اليوم متواجدة في الطريق الصحيح، ما يفرض الوقوف ورص الصفوف وتوحيد الكلمة. وبدوره أضاف، البروفيسور محمد الطاهر ديلمي، أنه خلال السنوات السابقة، كان يتم وضع باقة الورود ولا يتم الحديث عن خصال هذا الرجل الفذ، الذي جاء بقاعدة نقابية من قسنطينة، فكانوا يدعون إلى التجديد واعطاء نفس جديد للاتحاد. موضحا في السياق ذاته، أن بن حمودة يتميز بجرأة وشخصية وكارزمة، برفض للإملاءات، وبذلك اعطى بعدا جديدا للعمل النقابي، ومواقفه تبقى خالدة في الدفاع عن الجزائر، وبالمقابل فقد عرضت عليه الوزارة ولكنه رفض ذلك، فكان من الاوئل الذين حاولوا اغتيالهم، خلال تلك المرحلة الصعبة التي عاشتها بلادنا. ليتم بعدها في الأخير، عرض فيلم وثائقي حول مسار الرجل، وتكريم عائلته.
نادية حدار










