تطرق رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في لقاء دوري مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية بثه التلفزيون العمومي سهرة أمس، إلى مختلف القضايا الراهنة المطروحة على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي.
رفع قيمة منحة البطالة والتكفل بالشباب لكي لا يتم توظيفهم سياسويا
وأعلن الرئيس تبون عن رفع قيمة منحة البطالة لفائدة الشباب، وقال “اتخذنا قرار سنعلن عنه في مجلس الوزراء المقبل، يقضي بالرفع من قيمة منحة البطالة”، معتبرا أن القرار يهدف إلى “صون كرامة الشاب الجزائري ومنع أي طرف من أن يستعمله سياسيا”.
وعن دوافع هذا القرار، قال الرئيس أن التنمية الحقيقية تقتضي أن يبادر القطاع الخاص بالاستثمار مع الاستفادة من مرافقة الدولة والخزينة العمومية، غير أنه في انتظار انطلاق هذه المبادرات في بعض النواحي، يجب اتخاذ قرارات للتكفل بالشباب “لكي لا يتم توظيفهم سياساويا”، مضيفا أن “فرص الاستثمار في الجنوب قليلة وأغلبها أنجزت من طرف الدولة”.
وقال الرئيس تبون أن “الشباب يعرفون أننا مجندون لأقصى درجة من أجلهم”، وأنه “لا يوجد علامات فقر في الجزائر مثلما هو موجود في محيطنا الإفريقي”.
وأضاف الرئيس تبون أن لديه “التزام وبرامج لامتصاص البطالة” مذكرا أنه “ترشح” للانتخابات الرئاسية باسم الشعب الجزائري ووضع الطبقة الوسطى والشباب من ضمن أولى اهتماماته.
ودعا الرئيس تبون الشباب إلى الحذر وإلى عدم الانسياق وراء بعض الأطراف التي تسعى إلى تجنيدهم.
كما دعا الرئيس تبون فئة الشباب إلى عدم الانسياق وراء محاولات استغلالهم سياسويا، مؤكدًا أن الدولة تتكفل بانشغالات كافة المواطنين لاسيما الشباب.
ولدى تطرقه إلى بعض احتجاجات شباب الجنوب، قال الرئيس تبون أنه “لن نترك استغلال الشباب سياسويا”، مضيفا بالقول “حذار حذار حذار، الدولة موجودة للتكفل بانشغالات كل المواطنين خاصة المواطن الشاب لأن الجزائر بلد الشباب”.
وذكر الرئيس تبون أنه “ليست هناك مؤشرات فقر كما هي موجودة في محيطنا الاقليمي”، مشيرًا إلى أن ثمة احتجاجات “ظاهرها اجتماعي لكن ورائها أشخاص”.
محاولات المساس بالجيش هدفها رفع الحماية عن الجزائريين
وحذر الرئيس من “الإملاءات التي تمارس من وراء الستار”، خاصة مع بروز ما يسمى حروب الجيل الرابع التي تطيح بالدول و الشعوب.
وشدد الرئيس تبون على أن محاولات المساس بالجيش الوطني الشعبي ترمي إلى “رفع الحماية عن الجزائريين”.
وتوقف الرئيس تبون عند محاولات بعض الأطراف المساس بالجيش الوطني الشعبي، حيث أكد أن هدف هؤلاء هو “رفع الحماية عن الجزائريين”، لكون هذا الجيش “حامي اللحمة الوطنية”.
وذكر الرئيس تبون بأن الجيش الوطني الشعبي هو “العمود الفقري للدولة الجزائرية” وهو أمر “ليس وليد اليوم، بل راجع للتاريخ الثوري للبلاد، حيث يعتبر سليل جيش التحرير”، فضلا عن كونه “الضامن الدستوري” لوحدة و سيادة البلاد، استنادا إلى بيان أول نوفمبر.
وأضاف الرئيس تبون أن الأطراف التي تقود هذه المحاولات “لا تفقه طبيعة الجيش الوطني الشعبي الذي يعتبر، كما تدل عليه تسميته، شعبيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى”، قائلا “جيشنا ليس جيش أسر مثلما هو عليه الحال في بعض الدول، لأنه يمثل كل جهات الوطن وكافة فئات الشعب”، فضلا عن كونه جيشا يتلقى تكوينا عاليا، “تأقلم مع الوضع و يقوم بالتضحيات” لحماية الوطن.
وفند الرئيس تبون فكرة استيلاء الضباط السامين على المناصب التي يتمسك بها البعض و يروجون لها، مشيرا إلى أن هؤلاء الضباط “يتولون التأطير في الجيش الوطني الشعبي”.
الشعارات المناوئة للجيش هي التي استغلتها حركات انقلابية لكسر دول عربية
وعاد رئيس الجمهورية للحديث عن بعض الشعارات المناوئة للمؤسسة العسكرية، وقال أن هذه الشعارات يقف وراءها أشخاص “تلقوا صفعة من الجيش الوطني الشعبي عندما أرادوا الاستيلاء على الحكم بالقوة”.
كما لفت أيضا إلى أن هذه الشعارات التي كانت قد برزت خلال سنوات التسعينات، لتعود للظهور مؤخرا “هي نفسها التي تكررت من طرف حركات انقلابية أخرى تبنتها لكسر الوحدة الوطنية في بلدان أخرى، منها دول عربية”.
وخلص رئيس الجمهورية إلى التأكيد على أن هذه الشعارات “جوفاء”، حيث يبقى ”أغلبية الجزائريين مع الجيش قلبا وقالبا، في حين تمثل الأقلية المتبقية أطرافا لم تجد ضالتها لأنه واقف لها بالمرصاد”، ليؤكد أن استهداف الجيش الوطني الشعبي هو أمر “مقصود”، لكونه “جيشا قويا يحمي الحدود الشاسعة للجزائر”.
جددنا الثقة في الوزراء الذين شرعوا في تجسيد المشاريع التي تهم الصالح العام
وقال الرئيس تبون أن “ما يقارب نصف تركيبة الحكومة جاء بناء على اقتراحات من الاحزاب السياسية”، معتبرًا بأن هناك “توازن” في هذه التركيبة.
وأضاف “نحن اخترنا من بين اقتراحات الأحزاب وأعتقد أن هناك توازن في تركيبة الحكومة الحالية وأتمنى أن تكون هناك نتائج قبل كل شيء” لأن التغيير هو “جزء من الممارسة السياسية والمناصب ليست دائمة”.
وقال الرئيس تبون “لا نقوم بالتغيير من أجل التغيير بل عندما تقتضي الضرورة ذلك”، لافتا إلى أن “الأمر الايجابي في الاستمرارية يكمن في تجديد الثقة في بعض الوزراء الذين كانوا قد شرعوا في تجسيد بعض المشاريع التي تهم الصالح العام”.
وأكد الرئيس أنه “لم يرد أن “يمضي وزراء ويأتي آخرون ينطلقون في العمل من الصفر خاصة عندما يتعلق الأمر بقطاعات حساسة كالصحة والتعليم العالي لأن المشكل الاساسي بالنسبة لبلادنا منذ أجيال هو أن كل من يعين جديدًا يعيد العداد إلى الصفر”.
بن عبد الرحمان لديه دراية كبيرة بملفات المالية
وبالنسبة للوزراء الذين احتفظوا بحقائبهم، أكد رئيس الجمهورية بأن هؤلاء “كانت وتيرة عملهم مقبولة” و أنه لاحظ بـ “أنهم قادرون على تسيير قطاعاتهم عكس الذين تم تغييرهم”.
وفي رده على السبب من وراء احتفاظ الوزير الأول بمنصب وزير للمالية، قال رئيس الجمهورية بأن أيمن بن عبد الرحمان تسلسل في المناصب ولديه دراية كبيرة بملفات المالية للبلاد وسبق له أن تقلد مناصب عليا في قطاع المالية منها محافظ بنك الجزائر.
مراجعة أجور الجيش الأبيض لقطع الطريق أمام المحرضين
وأكد الرئيس تبون التزامه بـ”إعادة النظر في القوانين الأساسية للممرضين والأطباء وقانون الخدمة المدنية”، وعزمه على مراجعة أجور”الجيش الأبيض بالتشاور مع نقابات القطاع” بهدف “قطع الطريق أمام المحرضين وتفعيل المجهودات و التضحيات التي برهنوا عليها”.
و نوه الرئيس تبون بالهبة التضامنية للشعب الجزائري و”مؤازرة ” الجالية الجزائرية بالخارج التي برهنت على أن “الشعب الجزائري واحد موحد”، معتبرا أن الدولة “صرفت لحد الان مبلغ 3 ملايير دولار” لاقتناء عتاد الوقاية واللقاحات وغيرها من المستلزمات الضرورية.
سيتم اقتناء 10 مصانع للأكسجين ومصنع بطيوة سيبدأ الإنتاج الأسبوع المقبل
وفيما يخص تذبذب وفرة الأوكسجين، أوضح الرئيس بأن “المشكل تنظيمي وليس مسألة إمكانيات بسبب ارتفاع حالات الإصابات بكورونا التي تطلبت التأقلم مع الوضع”، مبرزا أنه “تم اقتناء مصنعين لإنتاج الّاوكسجين، وسيتم اقتناء 8 أو 10 أخرين لوضعها تحت تصرف مستشفيات بعيدة كأدرار واليزي وتمنراست”.
وكشف الرئيس بأن أن مصنع بطيوة بوهران الذي “ينتج ثلث الانتاج الوطني بمعدل 110 ألف لتر يوميا هو قيد التجارب، وسيدخل حيز الانتاج الأسبوع القادم لتلبية احتياجات مناطق غرب البلاد”.
وذكر الرئيس تبون بأنه تم “استيراد 100 ألف لتر” و “طلبنا استيراد مليون لتر” أخر.
وقال الرئيس أن الجزائر “تنتج 64 بالمائة من احتياجاتها من الأدوية والبعض منها يصدر”، مضيفا أن “هناك هدف لبلوغ انتاج 80 بالمائة” من الادوية واللقاحات الإفريقية.
إنتاج اللقاح الصيني في سبتمبر واللقاح الروسي في نهاية السنة
وأعلن الرئيس تبون أن الجزائر ستشرع في انتاج اللقاح الصيني المضاد لكورونا “شهر سبتمبر القادم” على أن يشرع في انتاج اللقاح الروسي +سبوتنيك+ نهاية السنة الجارية”.
و دعا الرئيس تبون المواطنين الى ضرورة “الاقبال على التلقيح من أجل بلوغ مناعة جماعية “، محذرا من الحملات الداعية إلى مقاطعته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر أن القائمين على هذه الحملات “يريدون احداث كارثة صحية” في البلاد.
تم تلقيح 20 بالمائة من المواطنين لحد الآن ونسعى لتلقيح 65 بالمائة من المواطنين
وأشار الى أنه تم “لحد الان تلقيح 20 بالمائة من المواطنين على المستوى الوطني”، مذكرا بأن المناعة الجماعية تتطلب “تلقيح 65 بالمائة” من ساكنة البلاد.
ولاحظ الرئيس بأنه تم في الأيام الاخيرة تسجيل “اقبال على التلقيح بسبب الشعور بالخطر الذي تغلب، حسب اعتقاده، على الاشاعات”.
حل أزمة الماء الشروب بداية من الصيف المقبل بمحطات جديدة لتحلية مياه البحر
وبخصوص أزمة المياه، طمأن الرئيس تبون أن الصيف المقبل سيشهد بداية حل أزمة التموين بالمياه الشروب مع دخول حيز الخدمة لعدة مشاريع جديدة لتحلية مياه البحر.
وأوضح الرئيس تبونأنه تم اتخاذ قرار تموين ولاية الجزائر بنسبة 70 بالمائة من مياه البحر المحلاة، وهذا بإنجاز العديد من محطات الجديدة للتحلية بشرق وغرب العاصمة من أجل خفض الاعتماد على السدود إلى 20 بالمائة فقط.
وأشار الرئيس إلى أن المشاريع الجديدة قادرة على تلبية جميع حاجيات سكان العاصمة والذين سيتراوح عددهم في السنوات المقبلة ستة ملايين نسمة، مضيفا بأن ولاية وهران ومدن أخرى ستعرف إطلاق مشاريع مماثلة.
وأكد الرئيس أن تجسيد هذا القرار يتطلب من المواطنين “البعض من الصبر” ريثما يتم الانتهاء من انجاز هذه المحطات الذي يتطلب عدة أشهر.
وتحدث الرئيس تبون عن ظاهرة تبذير المياه، وقال أنه “من غير المعقول ان يستهلك 5ر4 مليون نسمة من سكان العاصمة 25ر1 مليون متر مكعب من المياه يوميا”، إذ يفترض ألا يتجاوز استهلاك هذا العدد من السكان 650 الف متر مكعب بحسب معايير المنظمة الصحة العالمية.
وبخصوص توزيع المياه، شدد الرئيسعلى أهمية احترام مواقيت توزيع المياه للمواطن، مشيرا إلى “ضرورة التطبيق الحرفي لمواقيت التوزيع التي تبلغ للمواطنين من قبل شركات التوزيع”.
المغرب لم يتجاوب معنا والجزائر مستعدة لاحتضان لقاء بين الجمهورية الصحراوية والمغرب
وبخصوص دعوة العاهل المغربي، محمد السادس، الجزائر إلى فتح الحدود مع المغرب، قال الرئيس تبون أن “دبلوماسي مغربي صرح بأمور خطيرة، فاستدعينا على أساسها سفيرنا بالرباط للتشاور، وقلنا إننا سنمضي إلى أبعد من ذلك، لكن لم يكن هناك أي تجاوب من قبل المغرب”.
وفيما يتعلق بالقضية الصحراوية، شدد الرئيس تبون على أن القضية موجودة بين أيدي الأمم المتحدة، وفي لجنة تصفية الاستعمار، معربا عن استعداد الجزائر لاحتضان أي لقاء بين الجمهورية الصحراوية والمغرب، ووضع الإمكانيات الضرورية تحت تصرفهما.
وأكد الرئيس على أن الجزائر كعضو ملاحظ، لن تفرض أي قرار على الصحراويين.
متفائلون بنجاح مبادرة الجزائر بشأن سد النهضة
وأعرب الرئيس تبون عن “تفاؤله “بنجاح المبادرة الجزائرية بخصوص ملف سد النهضة الإثيوبي, مؤكدا ضرورة تجاوب كبير جدا من أطراف الأزمة مع هذه المبادرة.
وأضاف الرئيس أن المبادرة “جزائرية ولم تملى علينا”, داعيا الدول الثلاث المعنية إلى” التحلي بالحكمة والمنطق من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة، و “التجاوب ” مع المبادرة الجزائرية, الداعية إلى عقد لقاء مباشر بين مصر والسودان وإثيوبيا للتوصل إلى حل لخلافاتها حول الملف.
الدبلوماسية الجزائرية رجعت إلى مكانتها الطبيعية وتتولى الملفات المهمة
وفيما يخص الدبلوماسية الجزائرية, قال الرئيس أنها رجعت إلى مكانها الطبيعي, وأن “كلمتها كانت مسموعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة” مذكرا أنه “في عام 1994 , استخصلت الدراسات الاستراتيجية للولايات المتحدة, أن القارة الإفريقية تمتلك ثلاث دول محورية و مؤثرة, وهي الجزائر, جنوب إفريقيا, ونيجيريا, حيث كانت هذه الدول على مستوى منظمة الوحدة الافريقية آنذك هي الرائدة والفاعلة”.
وأضاف الرئيس أن ” الجزائر اليوم رجعت إلى مكانتها الحقيقة”, مشيرا إلى أنه عند ذهابه إلى أديس أبابا كل الرؤساء و الأصدقاء طالبوه بعودة الجزائر إلى دورها الرائد في المنطقة، و حتى وإن كان بعض الجزائريين لا يؤمنون بقوة تأثير الجزائر, فإن الأجانب معترفين بنفوذها” .
وأكد الرئيس تبون أن الجزائر رجعت إلى الملفات الحقيقية التي من الضروري التكفل بها , منها الملف الليبي , ملف الصحراء الغربية, الملف الفلسطيني, ملف الاتحاد الإفريقي.
تسيير ملعب الدويرة يعود لفريق مولودية الجزائر
وقال رئيس الجمهورية “قررت منح تسيير ملعب الدويرة تحت تصرف إدارة نادي مولودية الجزائر حتى لا يبقى الفريق من دون ملعب رسمي خاص به”.
وأضاف أن “ملكية ملعب الدويرة تبقى للدولة، لكن التسيير الكامل للمنشأة والاستفادة منها سيكون من طرف نادي مولودية الجزائر, الذي يستحق هذا المرفق الرياضي كهدية بمناسبة الاحتفال بمئويته”.
وأشاد الرئيس بتاريخ المولودية العاصمية، قائلا”الجزائريون يقدرون قيمة المولودية .. لأنه ناد مرتبط بالثورة وبتاريخ المقاومة وقدم قوافل من الشهداء”، مذكرا بتأسيسها في 7 أوت 1921 من طرف المرحوم عبد الرحمان عوف، ومسيرتها النضالية وتوقفها قبل وإبان الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي.
وختم الرئيس حديثه بالقول “المولودية أول فريق إسلامي جزائري، كما ارتبطت تسميته بالمولد النبوي الشريف، وتمت نشأته لمقاومة الفرق الأخرى التي كانت أغلبها تابعة للمستعمر الفرنسي. مبروك المئوية ومزيد من الانتصارات إن شاء الله”.









