* توقيف 22 مشتبه بهم في جريمة حرق الغابات
* استئجار طائرتين إسبانيتين وأخرى سويسرية لمواصلة عملية الإخماد
حذّر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مساء الخميس، من محاولات استغلال المنظمات الإرهابية، في إشارة إلى حركتي رشاد والماك، مقتل الشاب جمال إسماعيل بالأربعاء ناث إيراثن، للمساس بالوحدة الوطنية، مؤكدا أن أزمة حرائق الغابات تقف وراءها أيادٍ إجرامية. وكشف الرئيس عن إلقاء القبض على 22 مشتبه بهم، منهم 11 شخصا بتيزي وزو.
وقال رئيس الجمهورية، في خطاب وجهه للأمة، إن الجزائر تمر بظروف صعبة وأليمة في نفس الوقت، بسبب حرائق مهولة مست ما يقارب 17 ولاية، تمركز أكثرها بولاية تيزي وزو، متوعدا بالتصدي لهذه الحرائق التي تسبب فيها، إلى جانب – كما قال – الطقس المرتفع درجات الحرارةجدا بالبحر الأبيض المتوسط بصفة عامة، لكن أغلبها تسببت فيها أياد إجرامية، مشيرا إلى أنه وفور وقوع هذه الحرائق، طلب تزويده بالمعلومات الكافية للوقوف على انتشارها، ليتبين أن الصور كانت مهولة، حيث امتدت الحرائق، وفي نفس الوقت، من البليدة إلى عنابة، مرورا بتيزي وزو التي تعد المنطقة الأكثر تضررا. وقد تطلب التصدي لهذه الحرائق التي لم يعرفها الوطن منذ عشرات السنين بهذا الحجم، تجنيد كل الإمكانيات البشرية والمادية ووسائل النقل والإطفاء عبر أغلب الولايات. وأشار الرئيس تبون إلى أن حجم هذه الحرائق التي مست تقريبا 14 ولاية في نفس الوقت، لسنا متعودين عليه. وأكد أنه قام، في أول يوم من اندلاع هذه الحرائق، بإسداء تعليماته للوزير الأول وحتى على مستوى الرئاسة للاتصال بكل الدول الأوروبية الصديقة من أجل اقتناء طائرات إخماد الحرائق، حيث كنا نعلم بأن التضاريس لا تسمح بإطفاء النيران بوسائل تقليدية، غير أنه مع الأسف، ولا دولة استجابت لطلبنا لأن كل الطائرات الأوروبية من هذا النوع كانت آنذاك متمركزة في اليونان وتركيا اللتين عرفتا أيضا اندلاع حرائق مهولة.
وبعد أن ذكّر بوصول طائرتين فرنسيتين، كشف رئيس الجمهورية عن استئجار طائرتين إسبانيتين وأخرى سويسرية ستصل إلى الجزائر في غضون الثلاثة أيام المقبلة، وهو ما سيمكن من السيطرة على هذه الحرائق، مثلما قال.
وأوضح الرئيس في ذات الصدد أن الجيش الوطني الشعبي سخر ما يقارب ست مروحيات لإطفاء النيران، فضلا عن إسدائه تعليماته للجيش بالشروع في اتصالات لاقتناء طائرات إخماد الحرائق. وجدد رئيس الجمهورية تأكيده على أن “الدولة وقفت بإمكانياتها البشرية والمادية من خلال تعبئة ما يقارب 3000 عون حماية مدنية وإطارات محافظات الغابات وأفراد الجيش وكذا المواطنين المتطوعين، لا سيما بولاية تيزي وزو”. وقال في هذا الصدد: “سبق وأن قلت إن الأماكن التي اشتعلت فيها النيران صعبة التضاريس وآهلة بالسكان”، حيث كان الأهم هو إنقاذ الأرواح. كما توقف بالمناسبة عند التضامن الذي أظهره الجزائريون في هذه المحنة، قائلا إن الشيء الوحيد الذي يواسينا ويلهمنا الصبر في هذا المصاب الجلل هو الهبة التضامنية التي أبان عنها كل المواطنين الذين كانت قلوبهم مع سكان تيزي وزو وبجاية، وهي الهبة التي يجب أن نحافظ عليها كما نحافظ على الوحدة الوطنية، داعيا إلى التصدي إلى كل الذين يريدون إثارة التفرقة بين الجزائريين وبين منطقة وأخرى، وهي المحاولات التي تعد إجراما في حد ذاته.
وحذّر رئيس الجمهورية من الأطراف التي تغتنم الفرصة للتفرقة ليؤكد أن الدولة الجزائرية دولة واحدة موحدة والشعب واحد موحد من تيزي وزو إلى تمنراست ومن تبسة إلى تلمسان، وهذه المسائل مفصول فيها وسنتصدى بكل الوسائل المتاحة لكسر هؤلاء الناس الذين يحاولون المساس بالوحدة الوطنية. أما بالنسبة لمن يغتنمون الظروف الأليمة لتسميم الأوضاع ومحاولة التفرقة بين الجيش والشعب وبين الشعب والدولة فقد أكد أن “المواطنين الشرفاء هم الذين ساعدوا مصالح الأمن في إلقاء القبض على بعض المشبوهين الذين وصل عددهم لحد اليوم إلى 22 مشبوها تم توقيفهم بفضل مساعدة المواطنين الشرفاء والأحرار. وشدد الرئيس تبون على أن من يحاول المساس بالوحدة الوطنية سيدفع الثمن غاليا، “فالوحدة الوطنية هي أمر مقدس سقط من أجلها مليون ونصف مليون شهيد”.
وبخصوص مقتل شاب بالأربعاء ناث إيراثن عقب شكوك بخصوص تورطه في حرائق الغابات التي ضربت المنطقة، شدد رئيس الجمهورية على أن العدالة هي وحدها المخول لها إظهار الحقيقة، منبها إلى أنه لا يجب استغلال الموقف والوقوع في فخ “المنظمتين الإرهابيتين اللتين تحاولان الدخول من هذا الباب للمساس بالوحدة الوطنية”. وخلص في الأخير إلى القول “نوصي بعضنا البعض بالوحدة الوطنية”.
محمد د.










