أجرى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لقاءً مع ممثلي الصحافة الوطنية، بثه سهرة أمس التلفزيون العمومي، حيث تطرق إلى قضايا الساعة على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي.
لا تسامح مع من يريد المساس بالاقتصاد
وعلى الصعيد الاجتماعي، قال الرئيس تبون أن الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن من إلتزماته، وأن مؤسسات الدولة هي من ستتكفل بإستراد المواد الأساسية، مرجعا سبب إرتفاع العجائن إلى إستراد الحبوب بشكل مباشر من طرف منتجي العجائن، الامر الذي رفع أسعاراها، وقال أنه تم معالجة هذا المشكل الأمر الذي أدى بإنخفاظ العجائن في الأسواق.
وفي سياق دعم القدرة الشرائية وتخفيض أسعار المواد، تحدث الرئيس تبون عن قراره تجميد الضرائب والرسوم على بعض المواد الإستهلاكية، وأوضح الرئيس أن الضرائب والرسوم تم فرضها على المواد الإستهلاكية قدرت بـ 5 بالمائة في قانون المالية لسنة 2022 تم تأجيلها لأنه ليس وقتها الان.
وعن مشكل ندرة بعض المواد في الأسواق، قال الرئيس أنه لا تسامح مع من يريد المساس بالاقتصاد، مضيفا أن التحقيقات حول ندرة الزيت مستمرة وبعض المتورطين بيد مصالح الأمن وتنتظرهم العدالة.
ولدى تطرقه إلى قضية الخبازين، قال الرئيس تبون أنه سيتم رفع الضريبة على رقم أعمال الخبازين، بداية من نهاية مارس المقبل، وبهذا سيدفع الخبازون الضريبة على الفوائد فقط،، وهذا من أجل الإبقاء على سعر الخبز المدعم كما هو ودون الزيادة في ثمنه للمواطن ولتمكين الخبازين من التوازن ماليا.
منحة البطالين ورفع أجور عمال الشبكة الاجتماعية بداية من مارس
وقال الرئيس تبون أنه سيتم تطبيق العمل بمنحة البطالة بدء من مارس المقبل، موضحا أن منحة البطالة تكون عبارة عن شبه مرتب إلى غاية الاستفادة من منصب عمل، فيما يستفيد من منحة البطالة الشباب المسجل على قاعدة بيانات الهيئة المكلفة بتسجيل البطالين.
وأضاف أن المستفيدون من منحة البطالة يستفيدون أيضا من خدمات بطاقة الشفاء مثلهم مثل الموظفين العاديين، مشيرا إلى أن بعض عمال الشبكة الاجتماعية في البلديات سترتفع أجورهم ريثما يدمجون، وضمان ذلك يكون في عقود عمل غير محددة المدة.
وفي سياق حديثه عن إجراءات جديدة ستدخل حيز التنفيذ بداية من شهر مارس المقبل، ومنها الرفع من قيمة النقطة الإستدلالية، قال الرئيس تبون أن “رفع الأجور من جديد بنسبة 14 و15بالمائة، يظهر بأننا بالمرصاد للتضخم الذي وصل في بعض البلدان 80 و 50 بالمائة.
رفع الحواجز عن 907 مؤسسة وخلق 52 ألف منصب شغل
وتحدث الرئيس تبون عن رفع الحواجز البيروقراطية عن 907 مؤسسة صغيرة ومتوسطة وكبيرة، وخلق 52 آلف منصب شغل، وقال أنه لحد اليوم 400 مؤسسة انطلقت في العمل، منها 15 مؤسسة إنطلقت في العمل مباشرة بعد إستلامها الرخص، مضيفا وأن هذه المؤسسات منها من بدأ بالتوظيف، في حين البعض الاخر يشرع في عملية الانتقاء وأيضا اللمسات الاخيرة للدخول إلى مرحلة الانتاج، معتبرا أن هناك حركية وهذا هو الأهم من خلال إعطاء الامل في توفير مناصب شغل للشباب.
44 مليار دولار احتياطي الصرف
من جهة أخرى، أعلن الرئيس تبون أن إحتياطي الصرف هو في حدود 44 مليار دولار، وقال أن مداخيل الجزائر من المحروقات يسمح ببناء إقتصاد وطني والإيتعاد عن الإستذانة من الخارج، مؤكدا أن الإستذانة هي من أجل بناء مشاريع تنموية كبيرة لها أثر إيجابي للبلاد، منها مثلا مشاريع بناء السدود.
الفصل في ملف استيراد السيارات قريبا
وعن ملف استيراد السيارات، أشار الرئيس تبون إلى وجود “امكانية” الاستيراد بشرط أن “يفهم الوكلاء أن التصرفات السابقة لم تعد ممكنة” ومنها مثلا عدم ضمان “شركة أوروبية كبيرة” كانت تبيع سياراتها في الجزائر لقطع غيار سياراتها.
و أكد أن ضمان خدمة ما بعد البيع ستكون “إجبارية في دفتر الشروط” الجديد الذي سيمنع الاستيراد لمن لا يملك عقودا و محلات لضمان هذه الخدمة.
وقال الرئيس تبون إن تجربة الجزائر في تركيب السيارات كانت فاشلة لأن نسبة الإدماج كان ضعيفة، معتبرا أن عهد استيراد السيارات من دون خدمة ما بعد البيع قد انتهى، وقال أن أحد مركبي السيارات السابقين استهلك ما يفوق 3 مليار دولار من دون نتيجة، فيما أشار إلى أن ملف
استيراد السيارات سيفصل فيه قبل نهاية الثلاثي الأول لـ2022.
احتلال الشارع بدون رخصة أمر خطير
وعن مسألة المسيرات وحق المعارضة وحرية التعبير، قال الرئيس تبون أن من يمس بالأمن العمومي أويمارس البلبلة والشتم والتجريح لا يمارس حرية تعبير، مضيفا أن حرية التخريب ليست حرية التعبير، ومن يمس بالجيش الوطني الشعبي ينتمي للطابور الخامس، معتبرا أن احتلال الشارع بدون رخصة أمر خطير والدولة لن تسمح بذلك، لكن حق التظاهر مكفول تحت سلطة القانون.
وقال الرئيس تبون أنه يحذّر من سقوط البعض في فخ التعامل مع هيئات أجنبية والذي سيكون له عواقب قانونية وخيمة، مشيرا إلى أن هناك مؤسسات إعلامية تنشط بدون رخصة ولكن لم يتم يوما التعرض لها أو غلقها، فيما أكد أن هناك صحف تنشر أرقاما وإحصائيات لا سند لها والهدف منها هو التهويل، مشيرا إلى وجود مدعي صفة محامي اجتمع مع الناتو في بلجيكا ويتحجج بممارسة حرية التعبير.
المغرب يسخر الدعاية ضد الجزائر بدعم من الكيان الصهيوني
وعن الأزمة بين الجزائر والمغرب وقطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، قال الرئيس تبون أن “شيئا لم يتغير، بل على العكس زادت الأمور تأزما، واليوم يعتمد المغرب على البروباغندا والأخبار الكاذبة، وهذا بدعم من الكيان”، مضيفا أن المواطن الجزائري يدرك أن “كل ما يمس الوحدة الوطنية و يحاول ضرب الجيش في الصميم، وكل ما يسعى الى خلق مشاكل بين الرئيس والجيش وغير ذلك يندرج في إطار جهاز البروباغندا المسخر من قبل الجار ضد الجزائر، وتدعمه إسرائيل في ذلك”.
القادة العرب مرتاحون لانعقاد القمة المقبلة بالجزائر
وأكد الرئيس تبون بأنه لاتوجد أي خلافات بين القادة العرب حول موعد عقد القمة المقبلة، وجميع القادة العرب أبدوا إرتياحهم لإنعقاد القمة العربية بالجزائر، وقال أن “القادة العرب يدركون بأن الجزائر تقف مسافة واحدة بين الفرقاء وتسعى للم الشمل العربي.”.
وعن موعد عقد القمة، قال الرئيس تبون “انه سيتم خلال اجتماع رسمي لوزراء خارجية الدول العربية المقرر في مارس المقبل بالقاهرة, الترسيم النهائي لتاريخ انعقاد القمة الذي سيكون في الثلاثي الاخير من السنة الجارية والذي قد يرتبط بيوم تاريخي بالنسبة للجزائر”, مؤكدا انه “لا يجب استباق الاحداث لأن اجتماع الاشقاء في مارس هو من سيحدد تاريخ القمة”.
العلاقات مع فرنسا تعرف انفراجا والجزائر بلد لا يمكن تجاهله بإفريقيا
و عن العلاقات الحالية مع فرنسا بعد تلقيه مؤخرا لمكالمة هاتفيه من نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، قال الرئيس تبون إنّ العلاقات بين البلدين بدأت تعرف “انفراجا” والجزائر “بلد لا يمكن أبدا تجاهله في إفريقيا”.









