وصف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الجمعة، تصريحات الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، الذي شكك في تاريخ وجود الأمة الجزائرية قبل الاستعمار الفرنسي بالخطيرة، واستبعد عودة العلاقات بين البلدين إلى وضعها الطبيعي في وقت الوقت القريب.
وأكد الرئيس تبون، خلال مقابلة أجراها مع أسبوعية (دير شبيغل) الألمانية، أن ما صرح به الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خطير جدا، وقال (لا نقبل المساس بتاريخ شعب ولن نسمح بأن يهان الجزائريون). واعتبر تبون، أن ماكرون تسبب بتصريحاته التي قالها في لقاء جمعه بأحفاد وأبناء الحركي والأقدام السوداء، خلال اجتماعه مع مجموعة من الشباب بالتواطؤ مع صحيفة (لوموند) بضرر كبير في العلاقات بين البلدين، كما أنه تعمد الإساءة للجزائر، مشيرا إلى أن المرحلة التي وصلت إليها العلاقة بين الجزائر وفرنسا تعتبر الأخطر منذ 15 عاما. وقال الرئيس تبون رداً على سؤال حول عودة العلاقات بين البلدين على المدى القصير بـ”لا”، ما يشير إلى عدم وجود استعداد في الوقت الحالي بالنسبة للجزائر لإعادة الاتصالات السياسية مع باريس، وإعادة سفيرها الذي تم استدعاؤه للتشاور، منذ الثاني من أكتوبر المنصرم. وبعد أن ذكر أن العلاقات الحالية بين البلدين باردة شدد الرئيس تبون أنه لن يكون أول من يتخذ الخطوة للصلح وأنه يتعين على باريس أن تقوم بذلك إذا رغبت في تطبيع العلاقات مجدداً، وإلا كما قال (سأخسر كل الجزائريين)، مذكرا أنها (مشكلة وطنية وليست مشكلة رئيس الجمهورية ولن يقبل أي جزائري أن أعود إلى التواصل مع من أهانوا الشعب). وقال في هذا الصدد (الجزائر لن تبادر بإجراء أي اتصالات سياسية مع باريس، ولن تقدم في الوقت الحالي على أي تطبيع للعلاقات معها). ولم تشفع للرئيس تبون الدعوات التي كان وجهها الرئيس الفرنسي لتهدئة الأزمة مع الجزائر، وتجاوز الخلافات بين البلدين، على غرار حضوره الرمزي لإحياء ذكرى مجازر 17 أكتوبر1961، التي نفذتها الشرطة الفرنسية بحق العمال الجزائريين في باريس. وجدّد الرئيس تبون مطالبته باريس بالاعتراف الكامل بجرائم الاستعمار في الجزائر، وقال: (الجزائريون ليسوا بحاجة إلى اعتذار من ماكرون، ولكنهم يطالبون فرنسا بالاعتراف الكامل بجرائمها، لقد شردوا سكان القرى بالجزائر، وأحرقوهم بالحطب والنار). وتعقدت الأزمة أكثر بعد تصريحات الرئيس ماكرون المثيرة للجدل إزاء الجزائر، والتي ردّت عليها الرئاسة الجزائرية بحدة، باستدعاء سفيرها من باريس وإغلاق الأجواء أمام الطيران العسكري الفرنسي المتوجه إلى إفريقيا والساحل.
م.ع










