* بادر بسياسة الدفاع عن دول العالم الثالث واستكمال الحركات التحررية
* له الفضل في إدخال القضية الفلسطينية إلى مبنى الأمم المتحدة
ترك الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، الذي حكم الجزائر لمدة 20 سنة بصمات كبيرة في مساره بالكفاح الوطني الذي بدأ في صفوف الثورة التحريرية والتحق بها في سن الـ19 ثم وزيرا للخارجية في عهد الرئيس هواري بومدين، حيث يعود له الفضل في إدخال القضية الفلسطينية إلى مبنى الأمم المتحدة ثم رئيسا للجمهورية في سنة 1999 إلى أن قدم استقالته بضغط من الحراك الشعبي الذي رفض العهدة الخامسة في مارس 2019.
وتولى الرئيس بوتفليقة المدعو “عبد القادر المالي” وهو من مواليد 2 مارس 1937 بوجدة، سدة الحكم بالجزائر سنة 1999، خلفا للرئيس ليامين زروال، ثم أعيد انتخابه لثلاث عهدات متتالية في 2004 ثم في 2009 إثر التعديل الدستوري الذي فتح العهدات الدستورية ثم في 2014 على الرغم من وضع صحي صعب، إثر تعرضه لجلطة دماغية تعرض لها سنة 2013. وبدأ الراحل بوتفليقة في سن مبكر النضال من أجل القضية الوطنية، حيث أنهى دراسته الثانوية عندما التحق بجيش التحرير الوطني في 1956 وكلف بمهمة مزدوجة كمراقب عام للولاية الخامسة في 1957 و1958 وفي سنة 1960 أوفد الرائد عبد العزيز بوتفليقة إلى الحدود الجنوبية للبلاد لقيادة جبهة المالي التي جاء إنشاؤها لإحباط مساعي النظام الاستعماري الذي كان يهدف لتقسيم البلاد ولتنظيم نقل الأسلحة نحو أماكن تموقع جيش التحرير الوطني انطلاقا من الجنوب ومن ثمة أصبح يعرف باسم “عبد القادر المالي وفي 1962، أصبح عبد العزيز بوتفليقة نائبا بالمجلس التأسيسي وأصبح وهو في سن الـ25 سنة من عمره وزيرا للرياضة والشباب والسياحة لأول حكومة جزائرية مستقلة وهو بذلك يعد أصغر وزير في حكومات الجزائر المستقلة، وفي نفس السنة، عين وزيرا للشؤون الخارجية وقد تم تعيينه مجددا كوزير للشؤون الخارجية، إذ نشط الراحل إلى غاية 1979 العمل الدبلوماسي للجزائر، بقيادة الرئيس الأسبق الراحل هواري بومدين الذي بادر بسياسة الدفاع عن دول العالم الثالث واستكمال الحركات التحررية. وقاد بوتفليقة المشهود له بالدبلوماسية والحنكة لأكثر من عقد، السياسة الخارجية التي منحت الجزائر شهرة على المستوى الدولي وبعد أن انتخب عبد العزيز بوتفليقة بالإجماع رئيسا للدورة التاسعة والعشرين لجمعية الأمم المتحدة سنة 1974 نجح خلال عهدته في إقصاء جنوب إفريقيا بسبب سياسة التمييز العنصري التي كان ينتهجها النظام آنذاك ومكن رغم مختلف المعارضات الفقيد ياسر عرفات زعيم حركة التحرير الفلسطينية من إلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومع وفاة الرئيس هواري بومدين عام 1978 أجبر على النفي ليعود إلى الجزائر من جديد سنة 1987 ليكون أحد الأعضاء الموقعين على “وثيقة الـ18” التي أعقبت أحداث 5 أكتوبر 1988 وفي ديسمبر 1998 أعلن قراره الترشح كمرشح مستقل للانتخابات الرئاسية المبكرة في أفريل 1999 على إثر استقالة الرئيس السابق اليامين زروال وانتخب رئيسا للجمهورية في 15 أفريل 1999.
من الوئام للمصالحة إلى استعادة صوت الجزائر في المحافل الدولية
وعند توليه منصبه عمل بوتفليقة على استعادة السلم والاستقرار في البلاد بدأ بعملية الوئام المدني المكرسة في 16 سبتمبر 1999 عبر استفتاء حصل على أكثر من 98 من الأصوات المؤيدة وشكّل الوئام المدني نقطة انطلاق لسياسة عرفت بالمصالحة الوطنية التي أدت في سبتمبر 2005 وفقا لوعده الانتخابي إلى اعتماد ميثاق للمصالحة الوطنية من خلال استفتاء شعبي زكاه 80 بالمائة من الجزائريين. وبعد ترشحه لأربع عهدات متتالية اضطر الراحل بوتفليقة إلى الاستقالة بعد حراك شعبي رفض عهدة خامسة لا سيما في ظل تدهور صحته واستغلال محيطه يتقدمهم شقيقه السعيد بوتفليقة ورجال الأعمال الوضع لخدمة مصالحهم الشخصية على حساب المصالح العليا للدولة والشعب الجزائري، الأمر الذي أدى إلى اتساع دائرة الفساد على مستوى كافة المستويات. وقد تفاعل الجزائريون مع وفاة الرئيس السابق بوتفليقة، حيث أطلقوا دعوات الرحمة والغفران لروحه عبر صفحات التواصل الاجتماعي بما في ذلك من كان معارضا شرسا لسياسته.
محمد.د









