حذر المندوب الجزائري الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، من كارثة إنسانية وشيكة في قطاع غزة، مطالبا بوقف فوري للعدوان الصهيوني ورفع الحصار المفروض على القطاع.
وجاء ذلك في كلمة ألقاها بن جامع أمام مجلس الأمن الدولي خلال جلسة حول الوضع في فلسطين، حيث أكد أن استمرار العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 200 يوم يجعل الحديث عن توفير الاحتياجات الأساسية كالغذاء والماء والصحة والتعليم ضرباً من الترف. وأشار بن جامع، إلى فشل المجتمع الدولي في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2728 الذي يطالب بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بالرغم من مرور أكثر من أربعة أشهر على صدوره، وأكد أن نجاح مهمة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة سيغريد كاغ يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي، خاصة الدول التي تتمتع بنفوذ على القوة القائمة بالاحتلال. وحدد بن جامع، خمسة شروط لنجاح إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وصول المساعدات دون عوائق، دور الأونروا الذي لا غنى عنه إلى جانب استئناف النشاط التجاري، وعدم شن هجوم بري على رفح. وأكد بن جامع، أن توفير المساعدات في ظل استمرار العدوان أمر مستحيل، وأن العاملين في المجال الإنساني يقدمون المساعدات وهم يضعون حياتهم على المحك كما شدد على ضرورة فتح جميع المعابر واستخدامها بكامل طاقتها، مشيرة إلى أن 40 بالمائة فقط من الاحتياجات الأساسية دخلت إلى غزة منذ 7 أكتوبر. كما أكد بن جامع، على ضرورة تمكين الأونروا من العمل بحرية في جميع أنحاء قطاع غزة، في ظل عدم وجود بديل لهذه الوكالة، وأشار إلى أهمية استئناف النشاط التجاري في غزة، مشددة على ضرورة رفع الحصار وتنفيذ برنامج تحويلات نقدية لدعم السوق المحلي، وحذر بن جامع من عواقب وخيمة لأي هجوم بري على مدينة رفح التي أصبحت المركز الإنساني لغزة، مؤكدة أن ذلك سيدفع السكان إلى النزوح نحو مصر ويخلق كارثة إنسانية جديدة. وختم بن جامع كلمته، بالتأكيد على أن الوضع الكارثي في غزة يمثل خيانة للإنسانية واختبارا للنظام الدولي، وأكد أن المجتمع الدولي عليه واجب ضمان تنفيذ قرارات مجلس الأمن وأوامر محكمة العدل الدولية، مشددا على أن الفشل ليس خيارا وأن الكيان الصهيوني لا يمكن أن يفرض قواعده.
محمد.د
