ما تزال اتصالات الجزائر تتكبّد خسائر معتبرة بسبب مافيا الكوابل التي اتخذت من حي بن عمر بالقبة بالعاصمة وجهتها مستغلة غياب الأمن في أوقات معينة من اليوم لتستهدف أسلاكها المصنوعة بمادة النحاس، حارمة
بذلك السكان من حقهم في الاستفادة من خدمات الهاتف الثابت والأنترنت الذين دعوا إلى ضرورة العمل على وضع حد لمثل هذه المظاهر التي تنعكس عليهم سلبا، وتفرض عليهم العزلة واللجوء إلى طرق أخرى ووسائل ظرفية لتحصيل الخدمتين اللتين أضحيتا في السنوات الأخيرة أولى الأولويات.
أشار سكان حي بن عمر بالقبة إلى مشكل عويص أضحى يلقي بظلاله عليهم في ظل غياب الأمن في فترات معينة يختارها اللصوص للانقضاض على أسلاك وكوابل الهاتف الثابت المصنوعة من مادة النحاس الباهضة الثمن، حيث يجمعونها ليبيعوها بكميات مجزّأة قبل أن تتخذ لها طريقا إلى خارج الوطن عبر التهريب، وهي عملية تدر عليهم بالأموال ويقوم بها في غالب الأحيان شباب ومراهقون، وتنتشر الظاهرة في عدة مناطق من الوطن، فرضت على الأجهزة الأمنية تشديد الرقابة على المواقع التي تعودت المافيا النشاط بها على غرار المنطقة الصناعية بالرغاية، خاصة وأنها تكبد اتصالات الجزائر خسائر كبيرة.
وفي هذا السياق، رافع سكان بن عمر لأجل ملاحقة المتسببين في سرقة الكوابل بحيهم والعمل على الحد من الجريمة قبل استفحالها وتزايد عدد مرتكبيها، موضحين أن سرقة الكوابل الخاصة بالهاتف الثابت تتوالى مرارا وتكرارا، الأمر الذي دفعهم إلى رفع عدة شكاوى لدى الوكالة التجارية التابعة لاتصالات الجزائر، لاسيما أنها باتت تتكبد خسائر فادحة لتعويض تلك الكوابل المسروقة، خاصة أن ثمنها جدّ مكلف سيما أن سرقة الكوابل قد مست شبكة الهاتف الثابت أكثر من خمس مرات، كما أبرز المشتكون أن المديرية الوصية كثيرا ما تتدخل لإصلاح الأعطاب، لكن سرعان ما يعود المشكل، بالنظر إلى تعرض الكوابل للسرقة من جديد، وهو الأمر الذي أثار حفيظة السكان الذين لم يستطيعوا مد يد العون للجهات الوصية عن طريق كشف الجهات التي تقف وراء عملية سرقة الكوابل، مؤكدين في ذات السياق أنهم في حاجة ماسة إلى خدمات شبكة الأنترنت، شأنهم شأن المؤسسات الموجودة بالمنطقة.
ويطالب السكان بتدخل الجهات الوصية في أقرب الآجال لاحتواء المشكلة التي نغصت عليهم حياتهم، داعين إلى تعزيز المنطقة بالأمن وتكثيف الدوريات الأمنية تفاديا لأي احتمالات جديدة هم في غنى عنها.