حرمت القاذورات المنتشرة بشكل ملفت على مستوى شاطئ كوكو بلاج التابع لبرج البحري الواقعة شرق العاصمة المصطافين من فرصة التمتع بالإمكانيات السياحية التي يحظى بها المكان الذي كان فيما مضى قبلة
الباحثين عن الجمال المقرون بالهدوء، قبل أن يتحول إلى مكان تجمّع للنفايات تلقى به شتى أنواع القاذورات وتصرف به مياه الصرف الصحي، كما تمتد إليه مياه الواد المحاذي القذرة.
يشكو شاطئ كوكو بلاج من عدة مشاكل حالت دون إمكانية استقطابه للمصطافين الذين أعلنوا قطيعتهم له بسبب الوضعية التي يتواجد عليها على خلفية الاهمال الكبير المنتهج ضده من قبل مصالح البلدية، حيث أصبح شبه مفرغة عمومية تجتمع به كل أنواع القاذورات بعدما غابت النظافة، وأكثر ما أثار حفيظة السكان والكثير من المدافعين عن البيئة والمواقع السياحية هو وجود مصب لقنوات الصرف الصحي قادمة من الوادي المجاور له الفاصل بين شاطئ كوكو بلاج التابع لبلدية برج البحري وشاطئ الدوم التابع لبلدية برج الكيفان، حيث يصرف الفضلات والمياه القذرة في البحر مباشرة، مما بات ينذر بكارثة حقيقية. وما زاد من حجم الوضع انبعاث الروائح الكريهة التي لا تحتمل، موضحين أن هذا الوضع ناتج عن إهمال السلطات المحلية له رغم أن المشكل طال أمده وساهم كثيرا في نفور المصطافين.
واستغربوا للأسباب أو المبررات التي يمكن أن يستند إليها المسؤولون إزاء هذا الإهمال، إذا لم يحركوا ساكنا أمام الوضع، ولم يبادروا بتنظيفه، رغم الشكاوى التي أودعها السكان على مستوى بلديتهم.
يذكر أن شواطئ كثيرة ما تزال تعاني من مشكل النفايات رغم القدر الكبير من الجمال الذي تتمتع به خاصة في شرق العاصمة التي يمتزج فيها الاخضرار بزرقة البحر وتتخللهما رمال ذهبية، كانت فيما مضى ملجأ الكثيرين من محبي البحر
والاستجمام على السواحل قبل أن تفقد رونقها وتتحول إلى بؤرة للأمراض، وتنسف بتعليمات والي العاصمة ووزيرة البيئة التي أعلنت الحرب على كل ما يشوه الجمال الطبيعي للموارد السياحية الطبيعية ويطال البيئة التي أضحت مهددة بفعل السلوكات غير المسؤولة من المواطنين، موازاة مع رفع السلطات المحلية يدها عن مسؤولية الوقوف على حمايتها باعتبارها تصنف هذا القطاع في آخر أولوياتها بالنظر إلى الاحتياجات الأساسية الملحة التي تصدرت كل انشغالاتها من سكن
وتشغيل وتهيئة محلية.