مع أسماء الله الحسنى

السلام

السلام

وأما اسم الله السلام فمعناه: أنه هو الذي سلم مما لا يليق به من الأنداد والنقائص والآفات والعيوب، في ذاته، وصفاته، وأفعاله، وأقواله، وقضائه، وقدره، وشرعه، بل شرعه كله حكمة، ورحمة، ومصلحة وعدل، فله سبحانه الكمال المطلق من جميع الوجوه في ذاته وأسمائه وصفاته، وهو الذي سلم في صفاته بكمالها وعلو شأنها، وسلم أيضاً في أفعاله بإطلاق قدرته وإنقاذ مشيئته، وكمال عدله وبالغ حكمته، وهو سبحانه الذي يدعو عباده إلى السلامة وإفشاء السلام فأثنى على عباده في قوله: ” وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ” الفرقان: 63، وهو الذي يدعو إلى سبل السلام بإتباع منهج الإسلام كما قال: ” يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ ” المائدة: 16، وهو سبحانه الذي يدعو عباده إلى دار السلام ويبلغ من استجاب منهم إليها فقال: ” وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ” يونس: 25، فكل سلامة منشأها منه وتمامها عليه ونسبتها إليه. ومعنى اسم الله السلام أيضاً أنه هو المسلم على عباده في الجنة فهو جل شأنه السلام ومنه السلام، روى مسلم من حديث ثوبان رضي اله عنه مرفوعاً: ” اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام ” رواه مسلم.، وهو الذي سلم أهل الجنة من كل ما ينغص عيشهم أو يكدر صفوهم، وجعل السلام أيضاً من قوله لهم، قال تعالى: ” لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” الأنعام: 127، وقال تعالى: ” إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ” يس: 55 – 58.