انتشرت ثقافة السياحة الجبلية في الجزائر، وزاد عدد روادها الذين يُشكّلون أفواجا، خاصة أنهم في الغالب أصدقاء يتفقون على التنقل وإعداد العدة من الخيم والطعام الذي يتقدمه معدات الشواء بإقامة ولائم في الهواء الطلق مع أجواء من المرح والاستمتاع بمختلف النشاطات الرياضية كالتزحلق والصيد واستكشاف المناطق الجبلية الخلابة.
إعكوران.. حيث الهدوء والانتعاش
تعرف منطقة إعكوران إقبالا متميزا للزوار باعتبارها نقطة عبور ومفترق طرق للعديد من الولايات الأخرى كبجاية، سطيف وغيرها، وهذا بشهادة الجميع، سواء تعلق الأمر بالزوار أو بسكان المنطقة في حد ذاتهم، ديكور سياحي تصنعه المنابع المائية والتحف الفخارية، يتمتع القاصد لهذا المكان بسحر المناظر الخلابة للغابات المحاذية للطريق الوطني رقم 12 الرابط بين تيزي وزو وبجاية، الذي يعد هو الآخر سبيلا تسلكه العائلات القادمة من الولايات الداخلية لتتوقف للراحة من عناء السفر، والانتعاش بمياه الينابيع الطبيعية المتواجدة بالمنطقة والتي ذاع صيتها خارج الولاية، بسبب ما تحتويه من أملاح معدنية تفيد صحة الجسم، بالإضافة إلى برودتها الطبيعية التي توحي للوهلة الأولى أنك أمام ماء تم تبريده اصطناعيا ويعد المنبع المنعش أو “لافونتان فراش” كما يحلو للكثيرين تسميته، هو المنبع الطبيعي لهذه المياه المتدفقة من باطن الأرض الذي أصبح يشهد توافد الكثير من الزوار وحتى المغتربين القادمين من مناطق نائية جدا طلبا لهذه المياه. ولا يفوت قاصد المكان أن يرى الدلاء، القوارير البلاستيكية تصطف لساعات طوال على طول الرصيف المحاذي للمنبع، التي ينتظر أصحابها حلول الدور الخاص بكل واحد للاستفادة من هذه الثروة المعدنية، وشغلت هذه الظاهرة بال السلطات المحلية لبلدية إعكوران التي قامت بتهيئة المنبع وبنائه وتقسيمه إلى ثلاثة منابع فرعية، وإلى جانب المنابع المائية التي تزخر بها المنطقة، تصنع معارض الأواني الفخارية ومستلزمات الزينة المنزلية مشهدا فنيا وسياحيا يسجل هو الآخر حضوره بقوة مع دخول فصل الصيف، حيث يتفنن أصحاب المعارض في عرض مختلف الأواني والجرار والحلي والأدوات الفخارية والتذكارات المعبرة عن عادات وتقاليد منطقة القبائل لتلبية أذواق الزبائن الذين يعج المكان بهم طلبا للحصول على تحفة فخارية من المنطقة.
تيكجدة.. حين تخاطبك الطبيعة بتفاصيلها
تعتبر منطقة تيكجدة التي تقع في حضن جبال الأطلسي أشهر مناطق الجزائر السياحية، حيث مناظر الطبيعة الخضراء.
وتم تصنيفها عام 1983 ضمن “الحظائر الوطنية” لحمايتها من الاندثار، ويقصدها السياح من مختلف بلاد العالم لممارسة رياضة القفز بالمظلات، إلى جانب عدة رياضات أخرى كالتزحلق على الثلج في مسلك “اعكوكر” المرتفع ألفي متر عن سطح البحر.
وبزيارة تيكجدة، لا تفوتك زيارة منطقة “آسول”، للتمتع بمغاراتها العميقة، مثل ”فوهة النمر” التي يصل عمقها إلى 1007 أمتار، وهي أعمق هوة في إفريقيا، وبالقرب منها “مغارة الجليد” التي تحتفظ بكميات كبيرة من الثلوج حتى في أشد أيام الصيف حرارة.
وعند النزول ستواجه مسلكا بريا حذرا، تزاحمك فيه الأبقار البرية، فضلا عن حيوانات أخرى كالقردة التي تقفز فوق أغصان أشجار الأرز، أو تلك المنتشرة على الطريق في انتظار الطعام الذي يجود به الزوار.
كما يمكن اختيار أحد المسالك الجبلية الاثني عشر التي تحويها لممارسة رياضة المشي بين الجبال “الهايكنغ”.
ويمكنك التوجه إلى بحيرة “أغولميم”، حيث فرصتك لممارسة رياضة التزلج على الجليد على مساحة قدرها ثلاثة هكتارات، وهي البحيرة المصنفة من قبل منظمة اليونيسكو كأعلى بحيرة في إفريقيا، حيث تقع على ارتفاع 1745 مترا أعلى جبال جرجرة.
غابة ذراع الناقة.. الاستشفاء في حضن الطبيعة
تقع في جبال المريج على ارتفاع تسعمئة متر، وهي من أجمل المحميات الطبيعية في قسنطينة، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الطبيعة، فهي منتجع طبيعي للاستشفاء.
وتتربع الغابة على مساحة قدرها ثلاثين هكتارا مخصصة للتنزه من بين 202 هكتار من أراضي الغابات.
الوصول إليها يكون عبر السيارة مرورا بقرية المريج، وللتوغل لاكتشاف الطبيعة البكر لوادي الدفلى، يجب عليك المشي على الأقدام مسافة ثمانية كيلومترات لتستمتع بتفاصيلها.
شلالات تامدة بولاية ميلة.. مركز سياحي ورياضي
بخلاف الشلالات يحتوي الموقع كثيرا من المواقع الأثرية، أهمها مدينة رومانية تقع في السفح الشمالي لجبل بلعيد، إضافة إلى عدد من المعالم الأثرية غير الواضحة لمذبح منحوت في الصخر، يُقال إنه خاص بالإله “سيلفانوس” إله الغابات والحقول والقطعان وحارس الوطن لدى الحضارة الرومانية.
سد إيراقن.. مناظر بانورامية ساحرة
تبعد عن ولاية “جيجل” بستين كيلومترا، وتتميز بسدها الأخطبوطي الأزرق، حيث تواجهك مناظر بانورامية ساحرة، لتمر بقرية “بيدا” ومنازلها التقليدية ومنبع غبالة والآثار الرومانية، دخولا إلى ضفة السد بجزره المترامية في الوسط.
وفيما تجلس على الشاطئ ستقابلك جبال تبابورت، وستتمكن من ممارسة هواية صيد السمك، بعدها يمكنك شواؤه وتناوله على ضفة مياه السد العذبة لتي تمتزج بها الزرقة مع خضرة الأشجار المحاذية للمكان.
وبعد تناول الغداء، استمتع باستئجار “فلوكة” للقيام برحلة تجوب فيها كامل أرجاء المكان.
جبال تيمزقيدة.. جنة بين أشجار الزان
تقع على ارتفاع 1626 مترا في مسلك رائع بين أشجار الزان، مرورا ببحيرة غدير أم لحناش المتجمدة، أعلى بحيرة في الشرق الجزائري على علو 1200 متر، فيما يتجاوز سمك الثلوج 120 سنتمترا، وعند وصولك للقمة ستقابلك شرقا سلسلة جبال بني عافر، وشمالا سلسلة جبال قروش، وغربا سد إيراقن، وجبال تبابورت، وسرج الغول، وجنوبا جبال سطيف، وكلها أماكن مناسبة للرياضات الجبلية.
تالا غيلاف في تيزي وزو.. كنز الأشجار الطبية
تعتبر تالا غيلاف في تيزي وزو من المناطق المهمة لممارسة التزلج والتخييم والتسلق للمغامرين، كما تحتوي على نحو 350 نوعا من الأشجار، تسعون منها معترف بقيمتها الطبية.
غابة سرايدي.. أفضل مكان للرياضة الجبلية بعنابة
وتسمى أيضا جبال إيدوغ، وتعتبر أفضل مكان للرياضات الجبلية في عنابة، وتحتوي على تنوع بيئي كبير ومما يزيدها جمالا إطلالتها على البحر، ويمكنك ركوب “التليفريك” للتنزه بين أرجاء المكان، متجنبا الطبيعة الجبلية الوعرة.
الحديقة الوطنية ثنية الحد أو جنة الأرز
تحمل أيضا اسم جنة الأرز، وهي أول منطقة محمية في الجزائر، وتوجد بولاية تيسمسيلت، وهي مصنفة في المرتبة الثالثة عالميا للمناطق الغنية بأشجار الأرز، وتمتد على مساحة إجمالية تقدر بـ 3425 هكتارا، إضافة للصنوبر الحلبي والبلوط الأخضر والبلوط الفليني والطحالب والنباتات الجبلية.
هناك يمكنك التمتع بمشاهدة الحيوانات المحمية مثل الحرباء وحرباء الحائط والحية غير السامة والسلاحف، بالإضافة إلى البرمائيات كالضفادع، والثدييات مثل الأرنب البري، والخنزير الذي يمرح بين مسالكها، إضافة إلى حيوانات أخرى، حيث تزخر الحديقة بنحو 72 نوعا من الحيوانات المحمية.
شلالات القلتة الزرقاء.. من أجمل ما تراه عيناك
تقع في حمام النبايل وتبعد نحو 32 كيلومترا عن مدينة قالمة، ومن الصعب الوصول لتضاريسها الوعرة، لكن الأمر يستحق العناء. درجة برودة مياهها لا تحتمل، فعلى من يريد السباحة أن يأخذ احتياطاته.
غابة جبل الوحش.. أشجار عملاقة ونادرة
من أروع الغابات في الجزائر من حيث التنوع البيئي، حيث تتميز بوجود العديد من أنواع الأشجار العملاقة، ومنها ما يتجاوز ارتفاعه أربعين مترا، كأشجار الأرز الأطلسي وأشجار الزان والتنوب النوميدي الذي لا يوجد إلا في جبال بابور سطيف، وشجرة السيكويا التي تعد من أضخم الأشجار في العالم ولا تواجد إلا في كاليفورنيا بأمريكا.
لمياء. ب


