تمارس كتابة الشعر منذ 30 سنة، حيث لها العديد من القصائد الشعرية التي صدرت في دواوين ونشرت في عدة جرائد ومجلات إلى جانب عدة جوائز نالتها عن مشاركتها في مهرجانات أدبية داخل وخارج الوطن، إنها ابنة أم البواقي الشاعرة عائشة جلاب التي ستشارك في الفترة من 3 إلى 5 جويلية المقبل في الملتقى الأدبي العربي الثالث “شعراء في رحاب وطننا” الذي تنظمه دار الثقافة لأم البواقي بالتنسيق مع بيت الشعر الجزائري مكتب أم البواقي، وهذا بمناسبة إحياء الذكرى المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب، حيث يحمل هذا الملتقى عنوان “القصيدة الجزائرية بين ثنائية الاستقلال والشباب” وتحت شعار “أم البواقي مدرسة الوطنية ومنارة المبدعين”.
فعن مشاركتها في هذا الملتقى وأمور أخرى متعلقة بمسارها الأدبي، تحدثت الشاعرة المبدعة عائشة جلاب لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار.
ماذا تقولين عن مشاركتك في الملتقى الأدبي العربي الثالث، وماذا حضرت لهذه المشاركة؟
هو ملتقى يتميز بثرائه بتواجد شعراء من عدة أقطار عربية، تنبع إبداعاتهم من منبع الجمال لتصب في مصب واحد وهو الإبداع وتزويد المتلقي بمختلف الثقافات. صراحة أنا أتميز بثراء الموهبة وبالزخم الكبير في انبثاق الملكة الشعرية، خاصة في هذا العمر، فربما حان وقت العاصفة بعد الصمت الطويل وعندي الكثير لأقوله ولأنشره.
هل هي المرة الأولى التي تحضرين فيها هذا الملتقى؟
لا، حضرت ملتقى قبله، شاركت فيه عدة دول عربية وألقيت قصيدة لحسن الحظ شاركت بها في مسابقة الشعر العمودي بتونس وفازت بالمركز الثالث دوليا.
حضور الوفد العربي لهذه الملتقيات الأدبية التي تقام في الجزائر، ماذا يضيف للمجال وللمشاركين؟
هو انفتاح على الآخر، حيث تبادل الثقافات وتقارب الأهداف والمصبات، لأن مصيرنا واحد كما كان تاريخنا تقريبا واحدا.
وما رأيك في مستوى الأعمال الأدبية العربية مقارنة بنظيرتها الجزائرية؟
إذا اعتبرنا أن المسابقات محك للجودة، فالجزائر تعتبر ذات صدارة ومكانة تحسد عليها فالكتاب الجزائري يتصدر الرفوف الأولى في معظم المناسبات.
كلمينا عن مشوارك الأدبي وما هي أبرز مؤلفاتك؟
مشواري في الكتابة طويل جدا، أكتب منذ ثلاثين سنة، صدر خلالها ثلاث مجموعات شعرية وخمس مجموعات مشتركة ونلت جوائز بتونس والعراق ومصر مؤخرا فقط وما زال في جعبتي الكثير.
ما رأيك في الجوائز الأدبية التي يتوج بها المبدع في مختلف المجالات؟
الجوائز محفز كبير على المواصلة والتنافس، بغض النظر عن قيمتها المادية.
ماذا يعني لك التتويج بالجوائز عن عملك الأدبي الفائز، وماذا يضيف لك التتويج؟
الجائزة تضيف إلى مساري الأدبي الكثير وتعرّف القارئ على إبداعي وتختصر على المبدع سنوات من الانتظار.
ما هي القصيدة التي كتبتها لحد الآن ولفتت انتباه الجمهور؟
جمهوري هم قرائي على الفايسبوك لأني قليلة التنقل للملتقيات.
وما رأيك فيما يكتب حاليا من قصائد خاصة من طرف الجيل الجديد؟
بحكم ظروفي الصعبة، الجيل الجديد فيه الغث والسمين ومعظمه تائه بين أمواج الحداثة التي لم يعرف السباحة بها.
هل عائلتك ضد خوضك للمجال؟
بالعكس عائلتي وخاصة أبي رحمه الله كان أول مشجع لي وأول جائزة نلتها في مرحلة الثانوية كان معي.
من غير الشعر، هل تكتبين في جنس أدبي آخر؟
منذ مدة خضت تجربة الرواية ولي مخطوطان لم يكتملا بعد، لأن الرواية الأقرب للقارئ مقارنة بالشعر وفيها مساحة أكبر من حرية الكتابة.
لماذا تكتبين؟
أشعر أن الكتابة هي قدري، هي الهواء الذي أتنفسه، القلم رئتي والحبر دمي، أكتب لأجمّل البشاعة المحيطة بنا من كذب ونفاق، لأصنع عالما جميلا خاصا بي.
ما هي المواضيع التي تفضلين الكتابة فيها؟
أكتب في المواضيع الذاتية والصوفية المتعلقة بالولوج في حب الله والتجرد من المادية.
كيف هي علاقتك بالوسط الأدبي الجزائري والعربي؟
علاقة عادية، علاقة كاتب وقارئ.
ومَن مِن الشعراء تأثرت بكتاباتهم؟
الكثير، وخاصة الشاعر المصري أحمد بخيت، وطبعا قبله نزار قباني ودرويش وأدونيس والقائمة طويلة.
أين هي القصائد الشعرية من شعراء العصر في ظل ما يحدث في الجزائر من حراك شعبي؟
الشعر يؤرخ للأحداث، ويواكب ما يمر منها، ليكون رزنامة للعصر ولقد تمخض الحراك، عن أعمال ستواكبه أيضا.
أين يكمن دور الفنان والمثقف في ظل الظروف التي تمر بها الجزائر؟
الفنان مرآة تعكس كل ما يحدث في عصره، وهو اسفنجة تمتص ما يحدث لتنسجه في ثوب إبداعي محكم الجمال والصنعة.
هل حقا دور النشر حاليا تروج للرداءة ولا تخدم الأدب بمختلف أجناسه؟
نعم، وأنا أعي ما أقول، لأنها أولا وأخيرا تجارة، يعني من يدفع يطبع والأدهى لا يوجد حتى مصحح لغوي لمعظم دور النشر. فأحيانا نجد أخطاء كارثية في بعض الكتب، والكتاب موروث ثقافي وقيمة تدوم لقرون، أي أنه أمانة يجب أن تكون في أحسن صورة.
وما الحل للخروج من هذه الأزمة؟
الحل أن تكون هناك رقابة على هذه الدور تمحص الجيد من الرديئ.
وهل قامت الوزارة الوصية بدورها في محاربة الرداءة؟
لا أظنها فعلت لأنها كانت أيضا قطاعا نائما أو بالأحرى فاسدا، فليت هذا الحراك يحرك حتى هذا القطاع الحساس جدا لتعتدل الموازين.
هناك عدة احتجاجات موازية للحراك الشعبي قادها فنانون ومثقفون للتنديد بالوضع المزري الذي يتخبط فيه القطاع؟
نعم، للفنان مطالبه ليحوز المكانة التي يستحقها لأنه مهمش فلا يكاد يلحق لقمة العيش مقارنة بالدول الأخرى، ونحن نأمل خيرا في هذا الحراك كي يخلصنا من جاهلية دامت سنين طويلة.
وهل نظمت قصائد شعرية عن الحراك؟
هناك محاولات بسيطة لم أنقحها بعد، هي رذاذ يسبق الطوفان ربما.
ماذا تنتظرين من رئيس الجزائر المستقبلي؟
نتمنى أن يكون حسب تطلعات الشعب والشعب إذا أراد فعل.
ختاما لهذا الحوار ماذا تقولين؟
فقط أتمنى الاهتمام بالإبداع والمبدعين وفتح آفاق لهم لنشر الوعي والثقافة وإدراجها ضمن أولويات الفرد.
حاورتها: حورية/ ق