دعت المديرية العامة للأمن الوطني، إلى تجنيد كافة الطاقات والجهود لبناء دولة جزائرية قوية، حديثة ومحصنة، قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والمخاطر الخارجية التي “لا تنتظر”، في ظل عالم مضطرب تتعاظم فيه التهديدات وتتعدد فيه رهانات الاستقرار والسيادة.
وفي افتتاحية مجلة الشرطة، الموسومة بعنوان: “ستبقى الجزائر شامخة إلى أبد الآبدين”، شددت المؤسسة الأمنية على أن الانتصارات التي يحققها وطن قوي ومهاب الجانب هي ثمرة سواعد أبنائه الأوفياء، رجالا ونساء، في مختلف أسلاك الأمن، وفي مقدمتهم الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، الذين يقفون بثبات ويقظة لحماية الثغور، كـ”قوة نار ماحقة” في وجه المتربصين والعابثين بأمن الوطن واستقراره. وأضافت الافتتاحية، أن الجزائر التي تسير بخطى ثابتة في مسار الجمهورية الجديدة، تشهد تراكم إنجازات متتالية، صنعها أبناؤها عبر مختلف المواقع، مشيرة إلى أن الانتصار بمفهومه العميق لا يختزل في الميدان الأمني فقط، بل يبنى على دعائم متكاملة تشمل تطوير العلم والمعرفة، وترسيخ الوعي الوطني، وتشجيع التخصص والاحترافية، إلى جانب تعزيز قيم التكافل والتعاون بين أبناء الوطن الواحد. وأكدت مجلة الشرطة، أن بناء أمن شامل لا يقبل التجزئة، يقتضي تفعيل منظومة أمنية مترابطة تشمل كافة المجالات، يكون فيها الشعب شريكاً أساسياً، وركنا راسخا بثقته وولائه، وهو ما يجسده “العزم الجماعي على تجديد عهد الوفاء لكي نحيا ويحيا الوطن”. وتوقفت المجلة، عند أبرز محطات سنة 2024 الأمنية، مستعرضة حصيلة العمليات التي نفذتها مصالح الأمن الوطني، والتي عكست حسبها، “إصرار العناصر العملياتية على حماية الوطن من أخطر الآفات، وفي مقدمتها المخدرات”، إذ خاضت فرق الشرطة حربا لا هوادة فيها ضد شبكات التهريب والترويج، بالتنسيق مع مختلف الشركاء الأمنيين. كما أظهرت المجلة، أن تلك العمليات النوعية شكلت “برهانا واضحا على جاهزية وحدات الأمن الوطني واستعدادها الدائم للتصدي للهجمات الشرسة التي تستهدف المجتمع عبر نشر السموم المدمرة”، رغم تنوع مصادر هذه المخدرات واختلاف وسائل تمويلها. افتتاحية المجلة حملت أيضا، رسائل سياسية واضحة، حين أكدت أن “القوة تثير فزع المتربصين وأصحاب الضغينة”، معتبرة أن المعادلة الأمنية في الجزائر قائمة على الردع، لكنها أيضا تراهن على التلاحم الوطني، والولاء لعهد الشهداء، والبناء المؤسساتي لدولة ترفض التبعية، وتسعى للحفاظ على سيادتها وكرامتها في محيط إقليمي ودولي متقلب.
محمد بوسلامة
