كيف بدأت حكايته؟

الشريط الوردي والمرأة.. رمزية نضال ونظرة أمل

الشريط الوردي والمرأة.. رمزية نضال ونظرة أمل

تم اعتماد شعار “الشريط الوردي” للتعبير عن سرطان الثدي في بداية تسعينيات القرن، حيث بدأت بعض المؤسسات تزود أعضاءها بهذا الشعار لاستعماله في هذا الشهر، فيما باعت مؤسسات أخرى منتجات تحمل هذا الشعار وذلك لجمع المال لدعم النساء المصابات بالمرض. هذا على المستوى الرسمي، أما الفكرة فقد كانت لامرأة أمريكية تدعى شارلوت هالي، وهي حفيدة وابنة وأخت لسيدات عانين من سرطان الثدي، حيث بدأت في صنع شرائط يدوية باللون الوردي المائل إلى البرتقالي ووزعت آلاف من تلك الشرائط مع بطاقة مكتوب عليها “الميزانية السنوية للمعهد الوطني للسرطان 1.8 مليار دولار، 5% فقط منها يذهب للوقاية من السرطان. ساعدونا في إيقاظ المشرعين وأمريكا من خلال ارتداء هذا الشريط للتضامن معنا”.

كما انطلقت وبمساعدة السيدة الأولى السابقة وناجية سرطان الثدي، بيتي فورد، مبادرة التوعية بسرطان الثدي التي استمرت أسبوعا كاملا من شهر أكتوبر بعد أن تم تشخيص إصابة بيتي فورد بسرطان الثدي بينما كان زوجها جيرالد فورد رئيسا للولايات المتحدة آنذاك، لذلك تمكنت بيتي من لفت المزيد من الانتباه إلى المرض.

 

خطوة رمزية قادت الشريط إلى العالمية

بعد اتخاذ هالي هذه الخطوة انتشرت الحملة ورمزية الشريط الوردي، حتى أن الشركات والمنافذ الإعلامية والصحف والمجلات الكبرى طلبت من السيدة الأمريكية الأولى الإذن لها بعرض شريطها ورسالتها، لكن شارلوت هالي رفضت تحويل الحملة التوعوية لحملة تجارية واعتبرت أن ذلك سيُفسد هدف الحملة الحقيقي.

وفيما انصاعت مؤسسات لرفض هالي، وعلى عكسهم أصرت مجلة “سيلف” على تداول الحملة وإطلاق عددها السنوي تحت مظلة التوعية بسرطان الثدي واستهداف السيدات من متابعيها، فقررت تغيير لون الشريط التضامني مع مرض سرطان الثدي لتتمكن من استخدام الرمز بحرية، ومن هنا وُلد الشريط الزهري الوردي بشكله الذي نعرفه اليوم.

 

لكل نوع لونه

يعتبر الشريط الوردي الأكثر انتشارا بلونه الزاهي الأكثر انتشارا، لكن ما لا يعرفه الغالبية هو وجود عدة ألوان حسب نوع السرطان، بالإضافة إلى اللون الوردي الباستيل الزاهي، هناك الشريط الوردي الداكن لسرطان الثدي الالتهابي، والوردي مع الأزرق المخضر لكل من السرطانات الوراثية والنسائية، والوردي والأزرق لسرطان الثدي عند الذكور، والأزرق المخضر والوردي والأخضر لسرطان الثدي النقيلي الذي ينتقل عبر الغدد الليمفاوية القريبة.

 

وللربح المادي نصيبه

رغم أن الفكرة كانت بدافع إنساني إلا أن الترويج لها فيما بعد تعرض لانتقادات واسعة بعد استغلال البعض للحملة بهدف تحقيق مكاسب مادية، حيث وجدنا في بعض المواقع التجارية صفحات تخصص شهر أكتوبر لبيع كل ما هو وردي أو مزين بشريط وردي كالجوارب والحقائب وغيرها من الأغراض النسائية خاصة وما يرمز له اللون من أنوثة، جعلت بعض التجار يغتنمون الفرصة لتحقيق المكاسب. وينتقد البعض التبرع بالقليل جدا، أو عدم التبرع إطلاقا، بأرباح هذه المنتجات لأبحاث سرطان الثدي أو القضايا ذات الصلة بشكل مؤثر، وسط مطالبات بالعمل بشكل أكبر على مكافحة المرض والتوعية بأعراضه وتخصيص الميزانيات في مجال البحث العلمي للحد من معدلات الإصابة.

كما توجد اتهامات متزايدة تقول إن “الترويج المضلل المحتمل” والرسائل حول التصوير الشعاعي للثدي كحل للوقاية من سرطان الثدي ما هي إلا مساعٍ وحملات ربحية في المقام الأول، حيث يجري التركيز على تشجيع النساء على الخضوع للتصوير الشعاعي للثدي، وضمان أن تظل برامج الفحص تدر أرباحا كافية للشركات التي توفر تقنيات التصوير الشعاعي للثدي، بدلا من إجراء مناقشات هادفة وفعالة حول أسباب سرطان الثدي والوقاية منه وعلاجه فعلا.

 

ق. م