وعد والي عنابة جمال الدين بريمي خلال اجتماعه الأخير مع المنتخبين ورؤساء الدوائر والأميار الجدد، بإنجاح كل المشاريع التنموية المقدمة التي سيتم استلامها مع بداية سنة 2022، أغلبها تخص الإطار المعيشي للمواطن البسيط. ومن بين المشاريع التي كثر الحديث عنها، توفير مناصب شغل واعدة والقضاء على مشكل البطالة بالولاية.
استحداث مساحات لتوطين مشاريع البطالين
تعمل مصالح ولاية عنابة منذ شهرين على الانتهاء من بعث مشروع تنموي يدخل ضمن نمط التعامل مع برامج التنمية المقدمة قبل توزيعها على الفاعلين في قطاع الاستثمار بالمنطقة، تدخل هذه المبادرة في إطار مواجهة مشكل نقص الوعاء العقاري الذي تسبب في أكثر من مرة في تأخر إنجاز مشاريع الاستثمارات الصغيرة التي لا تحتاج كثيرا لمساحات عقارية كبيرة، وعليه بعد الانتهاء من تجسيد هذا المشروع، سيتم بعدها مباشرة بعث مناطق جديدة للنشاط لتوطين الاستثمارات الصغيرة على مستوى البلديات الساحلية على غرار سرايدي، شطايبي وعنابة، أين سيتم بعث نشاطات حرفية مختلفة تتماشى وخصوصية كل منطقة وأخرى خدماتية مرتبطة بالصيد البحري، كما ستستفيد البلديات النائية ذات الطابع الفلاحي والريفي من هذه النشاطات مع مرافقة حاملي الشهادات الجامعية وخريجي التكوين المهني لبعث النشاطات المنتجة، وعليه سيتم توفير مناصب عمل متنوعة للبطالين.
في سياق آخر، سجلت ولاية عنابة في إطار تفعيل الاستثمار ومعالجة العقبات والعراقيل التي تواجه المشاريع المقدمة، بعد أن استرجعت المصالح الولائية بعنابة ما يقارب 60 هكتارا من المساحات التي وزعت على الشباب لإنجاز مشاريع جديدة. العملية تمت منذ الشهر الماضي وهذا لتدارك المناطق غير المستغلة، وعليه من المنتظر أن توزع المساحات المسترجعة التابعة للمناطق الصناعية بعنابة لفائدة استثمارات جديدة وفق دفتر أعباء يحدد آجال الشروع في تجسيد المشاريع. وقد سجلت لجنة الإصغاء للمستثمرين التي يترأسها الوالي جمال الدين بريمي دراسة ومراجعة 420 مشروعا استثماريا معطلا بسبب البيروقراطية والعراقيل الإدارية.
تخصيص 4 آلاف مليار سنتيم للقضاء على تذبذب المياه وتمويل مختلف عمليات التوزيع بعنابة
من بين المشاريع التي ستعود بالفائدة على أكثر من نصف سكان عنابة، توسيع عملية التزود بالماء الشروب الذي يعتبر أكبر مشكل عانت منه هذه الولاية تقريبا لأكثر من 20 سنة، ليتم مع حلول السنة الجديدة تخصيص غلاف مالي معتبر قدره 4 آلاف مليار سنتيم للقضاء على التذبذب المسجل في توزيع المياه، وقد أعطى مؤخرا والي عنابة جمال الدين بريمي اشارة انطلاق إنجاز مشروع نظام توزيع مياه الشرب بمنطقة رفاس زهوان ببلدية عنابة والذي سيغطي احتياجات وطلبات القاطنين بالمنطقة.
وفي سياق متصل، أبدى بريمي كل اهتمامه بقطاع الموارد المائية خاصة في الشق المتعلق بتوفير كميات معتبرة من المياه الشروب لتغطية احتياجات المواطنين وإنهاء مشكل جفاف الحنفيات الذي ما تزال تعاني منه منطقة عنابة، وعليه تم رصد مبلغ مالي ضخم لقطاع الموارد المائية والمقدر بـ 4 آلاف مليار سنتيم ستوجه لتمويل مختلف عمليات توزيع المياه للقضاء نهائيا حسب الوالي على أزمة المياه وتزويد السكان بهذه المادة بصفة منتظمة.
وخلال معاينته للمشاريع التنموية التابعة لقطاع الموارد المائية، أكد بريمي على أن الحل الأنجع لمواجهة العجز الموجود في توفير المياه هو بعث مشروع محطة تحلية مياه البحر الذي سيتم انجازه بمنطقة الدراوش بولاية الطارف، مضيفا أن هذا المشروع سيضمن حاجيات سكان عنابة من المياه خاصة أن الاستهلاك اليومي لهذه المادة يقدر بـ 150 ألف لتر مكعب لليوم الواحد، وسيتم رفع معدل التزود وتغطية الحاجيات إلى 300 ألف لتر مكعب مع تجسيد مشروع محطة تحلية مياه البحر.
وحسب الوالي، فإن دراسة المشروع في طور الإنجاز، وتم اختيار الأراضي التي ستنجز عليها الخزانات الكبرى والتي تدخل في نظام محطات التحلية، وقد حددت آجال تسليم هذه المحطة سنة 2025.
وفيما يخص مشروع سد بوحديد الذي برمج منذ السنوات الماضية لحماية منطقة السهل الغربي من الفيضانات في فصل الشتاء بطاقة استيعاب 830 ألف متر مكعب، فقد خصص له مبلغ مالي يقدر بـ 600 مليار سنتيم. وفي هذا الشأن، قال الوالي إنه تم تدارك كل العراقيل التي كانت تواجه المشروع، كما أنه سيتم تعويض العائلات التي يمر على أراضيها هذا السد وخصص للعملية نحو 21 مليون دينار في انتظار تسليم المشروع في جوان 2023.