في محاضرة مليئة بالعبر والدروس، استضاف جامع الجزائر الأعظم، الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، الذي حل ضيفا على الجزائر في ذكرى الإسراء والمعراج. وفي هذه المناسبة العظيمة، نقل الشيخ صبري تحيات إخوانه في القدس الشريف موجها رسالته إلى الأمة الإسلامية حول أهمية المسجد الأقصى وفلسطين في الدين والتاريخ.
وخلال محاضرته، استعرض الشيخ عكرمة صبري معجزة الإسراء والمعراج التي انطلقت من مكة المكرمة وصولا إلى المسجد الأقصى، مشيرا إلى المكانة الرفيعة للقدس في الإسلام، كونها الأرض التي شهدت أكبر المعجزات ومنها رحلة الإسراء التي توّجت بالمعراج، الذي جاب فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم السماوات. وأضاف أن القدس هي بوابة السماء، ورمز وحدة الأمة الإسلامية التي هي حريصة على حماية هذا الموقع المقدس. كما أكد الشيخ صبري على أن الإسراء والمعراج لم تكن مجرد معجزة بل إعلانا لمكانة الأقصى في ديننا، وهو ما يوجب على كل مسلم الحفاظ عليه وعلى مقدساته. مشيرا إلى أن قضية فلسطين ليست قضية فلسطين وحدها، بل هي قضية كل مسلم في الأرض. وتطرق الشيخ، إلى الدور الهام للفتح الإسلامي لفلسطين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث دخل القدس في أبهى مشهد من العدالة والتواضع، معبرا عن مدى عظمة هذا الفتح الذي تحقق بفضل جهود الصحابة وعزيمتهم في سبيل الله. كما أكد الشيخ صبري على أن القضية الفلسطينية هي قضية مستمرة، وأن الأمة الإسلامية يجب أن تظل متحدة في دعم الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يواجه الاحتلال والصعوبات يوما بعد يوم. وفي هذا السياق، أشار إلى المحاولات المستمرة من الاحتلال لمنع الأذان في المسجد الأقصى، مؤكدا أن أذان بلال بن رباح رضي الله عنه سيبقى يصدح في سماء القدس ولن يستطيع الاحتلال إيقافه. وختاما، دعا الشيخ عكرمة صبري إلى وحدة الأمة الإسلامية تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأن تبقى قضية الأقصى حية في قلوب المسلمين ليظل هذا المسجد المبارك رمزا للوحدة والعزة في العالم الإسلامي. كما لم يفوت الشيخ الفرصة وشكر المجلس الإسلامي الأعلى على الدعوة الكريمة التي وجهت له بمناسبة إحياء ليلة الإسراء والمعراج بجامع الجزائر، مؤكدا على حبه للجزائر وأهلها وتمنى للحاضرين أن يتشرفوا بالصلاة في المسجد الأقصى بعد تحريره، وقال “كما التقينا في جامع الجزائر سنلتقي في المسجد الأقصى”.
تغطية – محمد بوسلامة