تحيي الصحافة الجزائرية، اليوم، اليوم العالمي لحرية التعبير وهي تقوم بالتصدي للهجوم الاعلامي الشرس الذي يستهدف الجزائر، من مختلف الجهات، خاصة الجارة الغربية التي يشن نظامها حملات شرسة ضد الجزائر، فتقوم الصحافة الجزائرية بصدها بكل مصداقية فتقف وقفة الرجل الواحد ضد كل من يحاول المساس بالجزائر وضربها في مقوماتها وهويتها.
ارتفاع سقف الطموح
لم يعد الحديث في الجزائر عن حرية الصحافة يثير النقاش، وهي الحقيقة التي يعكسها الواقع أمام كل مراقب يرى بعين الموضوعية، بل أصبح الحديث في الجزائر الجديدة عن صحافة أكثر تمكنا وتمرسا.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد الصحفيين في الجزائر يقارب تسعة آلاف صحفي، في حين يتجاوز عدد الصحف 180 جريدة إضافة إلى أكثر من عشرين قناة تلفزيونية، بل صارت الساحة الاعلامية تعج بالمواقع الإخبارية الإلكترونية التي يصل عددها حسب وزارة الاتصال إلى 150 موقعا إلكترونيا، منها 84 موقعا مسجلا لدى الوزارة.
حرص من أعلى السلطات على تأطير الصحافة الإلكترونية
بدأ تأطير مجال الصحافة الإلكترونية منذ 2012 ضمن القانون العضوي للإعلام الصادر في تلك السنة، إلا أن تدابير وشروط ممارسة هذا النوع من الصحافة لم تحدد إلا سنة 2020 بصدور المرسوم رقم 20 -332 المحدد لكيفيات ممارسة نشاط الاعلام عبر الأنترنت.
وكان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون قد أمر بتنظيم قطاع الاعلام من خلال سن قانونين منفصلين، يتعلق الأول بالصحافة المكتوبة والإلكترونية والثاني بالسمعي البصري.
وهو ما يعكس إرادة رئيس الجمهورية في مجابهة السرعة الحادة لتطور الإعلام خاصة في ظل التطور التكنولوجي الرهيب، إلا أن مواكبة التقنية والتنظيم القانوني لمهنة الاعلام يجب ألا يغفل أهم عنصر في الفعل الاعلامي وهو “الصحفي”، لذلك أمر رئيس الجمهورية بضرورة “تعريف دقيق للصحفي” لغلق المجال أمام التطفل والانتحال، وهو ما من شأنه أن يسهم في ارساء القطيعة مع مقاييس المشهد الاعلامي السابق.
الصحافة الوطنية… جدار الصد
قدم رئيس الجمهورية خلال اجتماع الحكومة في وقت سابق رقما استوقف المتتبعين نظرا لما يعكسه من حجم الخطر، حيث قال الرئيس: “إن 97 موقعا إلكترونيا موجها لزعزعة استقرار الجزائر من طرف دول مجاورة باستخدام الأخبار الكاذبة والشائعات”.
هجوم شرس يقابله تصدي صلب ذو مصداقية
هذا التصريح الرسمي تجلى بشكل أوضح في الحملات الاعلامية الشرسة قادها ويقودها باستمرار نظام المخزن وبمساعدة الكيان الصهيوني.
وهي الحملات التي تتصدى لها الصحافة الوطنية بكل ما تتمتع بمصداقية وموضوعية في مواجهة الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة الآتية من الجارة الغربية.
ولذلك يكون أي متتبع للواقع موضوعيا إذا ما قال إن الصحافة في الجزائر وهي التي قدمت قوافل من شهداء المهنة من أجل الحرية، تجاوزت النقاش حول الحرية وهي تحاول الاضطلاع بمسؤوليتها بالصوت والصورة والقلم.
الأمم المتحدة توجه رسالتها بالمناسبة
وجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، رسالة عبر الفيديو بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يحتفى به اليوم، أكد خلالها أن وجود صحافة حرة أمرٌ أساسي لتحقيق السلام والعدالة وإعمال حقوق الإنسان للجميع.
وأضاف “غوتيريش”، الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته، أنه لا غنى عن الصحافة الحرة إذا تواجدت إرادة لبناءُ مجتمعات ديمقراطية تتسم بالشفافية، وإبقاءُ مَنْ يتولون مقاليد السلطة خاضعين للمساءلة، كما أن وجودها حيوي بالنسبة للتنمية المستدامة.
وأشار إلى أن الصحفيين والمشتغلين بوسائط الإعلام يسلّطون الضوء على التحديات المحلية والعالمية، ويقدمون الأخبار التي ينبغي أن يُسترعى الانتباه إليها، مضيفًا “هم يقدمون للجمهور خدمةً لا تقدر بثمن، ولذلك ينبغي سن القوانين التي تحمي الصحافةَ المستقلة وحرية التعبير والحقَ في المعلومات، وإعمال تلك القوانين وإنفاذها، ولابد من تقديم مرتكبي الجرائم بحق الصحفيين للمحاكمة”.
ودعا الحكوماتِ إلى تعزيز حرية الصحافة وتوفير الحماية للصحفيين، مؤكدًا أن تشجيع الصحافة الحرة هو دفاع عن حقِنا في معرفة الحقيقة.
يوم للإحتفاء بمبادئ حرية التعبير
يُعدّ الـ 3 من شهر ماي، من كل سنة، مناسبة للاحتفال بالمبادئ الأساسيّة لحرية الصّحافة؛ بهدف تقييمها في جميع أنحاء العالم،
وكذلك، للدفاع عن وسائل الإعلام من كل ما من شأنه أن يحد من استقلاليتها، وفرصة لا تفوت، لتكريم الصّحفيين الذين فقدوا حياتهم أثناء تأديتهم لواجبهم الصّحفيّ.
واعتمدت، الجمعية العامة للأمم المتحدة، في عام 1993 وبموجب توصية الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر العام لليونيسكو، عام 1991، يوم الثالث من الشهر الخامس، يوماً عالميّاً لحرية الرأي والتعبير، للتذكير بالإنتهاكات المتخذة في العديد من البلدان، كفرَضُ الرّقابة على المنشورات، ومعاقبة المؤسسات الإعلامية، بفرض الغرامات المالية عليها، إلى درجة توقيفها عن العمل، وإن اقتضى الأمر تُغلَق.
ل.ب