يقول المختصون في شؤون التربية إنه وعلى الرغم من أن الطفل قد يبدو أكثر طاعة عند الصراخ عليه، إلا أن هذا يعد مؤقتًا ولن يُحسّن سلوك طفلك، فقد يعتمد الأطفال بشكل كبير على والديهم في التعلم، فإذا كان الغضب والعدوان المصاحب له، مثل الصراخ، جزءًا مما يعتبره الطفل “طبيعيًا” في أسرته، فإن سلوكه المستقبلي سينعكس على ذلك.
رفض الاستماع لوالديهم
إذا كنت تعتقدين أن الصراخ يجعل الأطفال أكثر طاعة واستعدادًا للاستماع لوالديهم، فيعد هذا افتراضًا خاطئًا تمامًا فعند الصراخ، يُنشّط الوالدان في الواقع جزءًا من دماغ الطفل المسؤول عن الدفاع والمقاومة فعندها، سيشعر الطفل بالخوف، أو سيقاوم، أو حتى يهرب وقد يؤثر هذا على نموه وبدلًا من توبيخه بنبرة قاسية، حاولي مناقشته عندما يرتكب خطأً ما.
الشعور بانعدام القيمة
قد يشعر الوالدان أن الصراخ على أطفالهم يزيد من احترامهم لك، ففي الواقع، يشعر الأطفال الذين يُصرخ عليهم كثيرًا بعدم قيمتهم كبشر، علما أن الأطفال يرغبون بطبيعتهم في أن يكونوا محبوبين ومُقدّرين، وخاصةً من أقرب الناس إليهم، وخاصةً والديهم.
لذلك، فإن خطر الصراخ المُفرط قد يُعيق نمو طفلك الصغير وتطوره وقد تكون العواقب المحتملة على الأطفال الذين يتعرضون للصراخ بشكل متكرر مماثلة لآثار التنمر.
توتر العلاقة بين الوالدين والطفل
من المخاطر الأخرى للصراخ على الأطفال بكثرة أنه قد يُوتر العلاقة بينهما، فنتيجةً لذلك، قد يشعر الأطفال بالحزن والإحراج وعدم الحب، فليس من المستغرب أن الأطفال لا يرغبون في التقرب من والديهم بعد الآن بسبب تعرضهم للتوبيخ أو الصراخ عليهم كثيرًا، فقد يضعف الصراخ المتكرر الرابطة بين الوالدين والأبناء؛ لأنه قد يشعرهم بسوء الفهم، من قِبل والديهم وقد يؤثر هذا الضعف في الرابطة بشكل كبير على علاقات الأطفال الاجتماعية في مراحل لاحقة من حياتهم.
الإصابة بالاكتئاب
في دراسةٍ تتبعت زيادة المشاكل السلوكية لدى الأطفال في سن الثالثة عشرة الذين تعرضوا للصراخ بشكل متكرر، وجد الباحثون أيضًا زيادةً في أعراض الاكتئاب.
علاوةً على ذلك، أظهرت دراساتٌ أخرى عديدة وجود صلة بين الإساءة العاطفية والاكتئاب والقلق. يمكن أن تُفاقم هذه الأعراض السلوك، بل وتتطور إلى إيذاء النفس.
عدم احترام الوالدين
غالبًا ما يكون الشعور بعدم التقدير وعدم الحب نتيجةً لصراخ وتوبيخ والديهم المتكرر، كما يمكن أن تنشأ مخاطر الصراخ على الأطفال من عدم احترام الوالدين لأطفالهم.
بناء سلوك عدواني
يمكن أن يكون لمخاطر الصراخ على الأطفال آثارٌ طويلة المدى على شخصياتهم، فإن الأطفال الذين يتعرضون للصراخ المتكرر من والديهم قد يقلدون هذه السلوكيات في مرحلة البلوغ وعندما يكبرون يصبحون أكثر عدوانيةً جسديًا ولفظيًا.
انخفاض ثقة الطفل بنفسه
من المخاطر الأخرى للصراخ على الطفل، والتي يجب الانتباه إليها، أنه قد يُفقده ثقته بنفسه وقد يحدث هذا إذا تبع الصراخ كلمات جارحة أو مهينة نتيجةً لذلك، يعيش الطفل في قلق وريبة، وعلى الوالدين بذل جهودٍ مُتعددة لاستعادة ثقة طفلهم بنفسه في هذه الحالة، وإذا اشتد الأمر فإن الأطفال الذين تعرضوا للصراخ المتكرر من قِبل والديهم في طفولتهم يكونون عُرضةً لخطر الإصابة باضطرابات سلوكية واكتئاب نتيجةً لصدمات الطفولة.
انطواء الأطفال
قد يُشعر الصراخ على الطفل بإصابته بأعراض الاكتئاب وانعدام الأمان، مما قد يُؤدي إلى إصابته بأعراض الانطواء ويُصعّب عليه التواصل.
في النهاية، قد يُصبح الطفل أكثر حذرًا وترددًا في التحدث عن مشاكله أو مشاعره خوفًا من رد فعلٍ مُماثل في المُستقبل.