وسط تنامي التحذيرات من خطر التغلغل الصهيوني، حذر مناهضو التطبيع في المغرب من بوادر “استيطان ناعم” يهدد السيادة الوطنية، مؤكدين أن مقاومة التطبيع أصبحت ضرورة وطنية لمواجهة مشروع اختراق يتجاوز فلسطين إلى الداخل المغربي.
أكد مناهضو التطبيع بالمغرب, أن مقاومة التطبيع لم تعد مجرد تضامن مع فلسطين فقط بل لحماية البلاد من نكبة “الاستيطان” الصهيوني, مشددين على أن هذا الكيان المجرم يهدف إلى تحويل البلاد إلى ملحقة. وفي هذا الإطار, أوضح منسق الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة عبد الصمد فتحي في تصريحات صحفية, أن “المغرب الذي كان مطروحا مثل فلسطين, في مشاريع الاستيطان الصهيوني منذ مطلع القرن العشرين يشهد اليوم بوادر عودة هذا التهديد من جديد في سياق اتفاقية التطبيع, لا عبر الجيوش بل من خلال آليات قانونية واقتصادية وإدارية, تهيئ الارض المغربية لاستيطان صهيوني ناعم وصامت”. وقال في هذا الصدد: “يبدو أن الأطماع الصهيونية لم تعد تكتفي باحتلال فلسطين والتنكيل بأهلها وتشريدهم. ففي المغرب, اطلقت اتفاقية التطبيع موجات عودة ليهود من أصل مغربي يطالبون باسترجاع الممتلكات التي تركها أهلهم وراءهم في المغرب عندما هاجروا إلى فلسطين المحتلة”. واستدل في السياق, بتزايد حالات شراء الأراضي من طرف جهات صهيونية أو مرتبطة بها, وبتعديل بعض القوانين العقارية والإدارية “لتسهيل هذا النوع من التملك والاختراق”. والأخطر من ذلك -كما قال- ما يسجل من حالات انتزاع لملكيات خاصة من اصحابها المغاربة, وتسليمها لاشخاص يحملون جنسية الكيان الصهيوني او يهود من ا صل مغربي, تحت ذرائع “الاسترجاع”. والمقلق أيضا – يضيف – أن “في المغرب عوامل اجتماعية وتاريخية قد يستغل بعضها لتيسير هذا التوغل, ومنه وجود إرث تاريخي لحضور اليهود في المغرب يتم الاستثمار فيه لتبرير امتدادات لا علاقة لها بالتعايش بل بإعادة تدوير مشروع الاحتلال بأساليب جديدة”. وحذر في هذا الإطار قائلا: “نعم, نحن أمام استيطان صامت يبدا بالممتلكات, ويمتد عبر القوانين والعلاقات, من هنا, فإن مقاومة التطبيع بالنسبة للمغاربة لم تعد مجرد تضامن مع فلسطين, بل دفاعا عن الوطن, وصونا للسيادة, ووقاية من اختراق قد يعيد إنتاج النكبة من الداخل”. وأضاف أن “ما يحدث أمر مفزع ولا يبعث على الاطمئنان, ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأطماع الصهيونية لم تعد نظرية بل تتحرك على الأرض, وبوسائل ناعمة ولكن خطيرة”, منبها إلى أن “التطبيع ليس اتفاقا دبلوماسيا عابرا بل هو باب مفتوح أمام مشروع اختراق شامل, يستغل الأرض والقانون والإدارة, ويلبس الأطماع الاستيطانية لباس الحقوق والاستثمارات”. وشدد المتحدث، على أن “الشعب المغربي لا يرفض التطبيع لأنه خيانة فقط للقضية الفلسطينية بل لأنه يشكل أيضا خطرا داهما على السيادة الوطنية المغربية, وعلى نسيجه الاجتماعي, وأمنه الثقافي والاقتصادي.. بل وحتى الديمغرافي”, مردفا: “الصهيونية ليست مجرد حركة سياسية داعمة لكيان محتل بل هي رمز للفساد وعقلية استعمارية توسعية بطبيعتها, واستيطانية في جوهرها, لا تخفي أطماعها ولا تحد من تمددها”.
أ.ر