أعلن عن خطط تعليمية لمكافحة الهجمات السيبرانية

العميد بلغول يؤكد على أهمية تعزيز السيادة الرقمية

العميد بلغول يؤكد على أهمية تعزيز السيادة الرقمية

أعلنت الجزائر عن إطلاق الاستراتيجية الوطنية لأمن الأنظمة المعلوماتية 2025-2029، التي تهدف إلى مواجهة التهديدات المتزايدة التي تهدد الأمن الرقمي للبلاد ما يعتبر خطوة استراتيجية هامة نحو حماية الفضاء السيبراني.

في ذات السياق، أكد المدير العام لوكالة أمن الأنظمة المعلوماتية، العميد بلغول عبد السلام، أن الجزائر قد أقرّت الاستراتيجية الوطنية لأمن الأنظمة المعلوماتية، والتي تهدف إلى تعزيز حماية الفضاء السيبراني وحماية البيانات الوطنية من الهجمات المتزايدة التي تهدد الأمن القومي. وخلال الدورة الأولى للمجلس الوطني لوكالة أمن الأنظمة المعلوماتية، التي ترأسها الوزير الأول، أشار العميد بلغول إلى أن الاستراتيجية قد حصلت على موافقة الرئيس، ما يعكس أهمية هذا المجال الحيوي بالنسبة للأمن الوطني، مشددا على ضرورة ترسيخ ثقافة الأمن السيبراني في المجتمع الجزائري، خاصة فئة المتمدرسين، لتمكينهم من استخدام التكنولوجيا بشكل آمن ومسؤول.

 

تحديات السيادة الرقمية في ظل التحول الرقمي

ورغم التحول الرقمي السريع الذي تشهده الجزائر، وما يقدّمه الفضاء السيبراني من مزايا في تسهيل المعاملات وتقريب المسافات وتحسين جودة الخدمات، فإن العميد بلغول لفت إلى أن هذا التحول يصاحبه العديد من التحديات الكبيرة، في مقدمتها مسألة السيادة الرقمية. وأضاف قائلا: “السيادة الرقمية تعني قدرة الدولة على التحكم بشكل مستقل في بياناتها وبرمجياتها وأجهزتها وشبكاتها”، مشيرا إلى أن الدولة تعمل حاليا مع مختلف القطاعات الحيوية لتعزيز هذه السيادة وحمايتها من أي تهديدات خارجية أو داخلية.

 

التهديدات السيبرانية وأثرها على الاقتصاد والتعليم

كما تطرق العميد إلى التهديدات السيبرانية التي باتت تشكل قلقا عالميا مشيرا إلى الأرقام المقلقة التي تسجلها يومياً الهجمات السيبرانية. حيث يتم اكتشاف ثغرات أمنية مستمرة في البرمجيات المستخدمة، مما يجعلها عرضة للهجمات التي تستهدف الأنظمة والمؤسسات الحيوية. وأوضح أن الخسائر المالية الناتجة عن الهجمات السيبرانية منذ عام 2014 قد تجاوزت 4000 مليار دولار، مما يعكس حجم الضرر الكبير الذي تسببه هذه الهجمات. وفي هذا السياق، قدم العميد أمثلة ملموسة على تأثير هذه الهجمات، حيث تسببت إحدى الهجمات في عام 2024 في تعطيل التعليم لأكثر من 16 ألف طالب من خلال استهداف المؤسسات التربوية. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، أغلقت الهجمات أكثر من 29 مؤسسة مدرسية، مما أدى إلى تعطيل تعليم أكثر من 17 ألف تلميذ. هذه الأمثلة تؤكد أن جميع القطاعات أصبحت هدفًا رئيسياً للهجمات السيبرانية، بما في ذلك قطاع التعليم، الذي يشهد هجمات على نطاق واسع.

 

استراتيجية وطنية لمكافحة الهجمات السيبرانية

وفي إطار الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني 2025-2029، أعلن العميد بلغول عن تحضير مواد بيداغوجية وأدوات تعليمية موجهة إلى المتدربين والعاملين في القطاع لتعزيز وعيهم بمخاطر الهجمات السيبرانية وأهمية الوقاية منها.

وأكد العميد أن نجاح هذه الاستراتيجية يتطلب تفاعلا وثيقا وتعاونً مستمرا بين كافة الأطراف المعنية من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى زيادة التنسيق بين الأجهزة الأمنية والمؤسسات التعليمية والصناعية. وأضاف بلغول، أن الهجمات السيبرانية تتنوع بين الهجمات المباشرة على الأنظمة، والجرائم السيبرانية مثل سرقة البيانات الشخصية، والتخريب الإلكتروني، واستخدام التطبيقات والبرمجيات بشكل خبيث. ولفت إلى أن هذه التهديدات، تتطلب خططا استراتيجية موحدة لمواجهتها والتصدي لها بشكل فعال.

 

التوجه نحو مستقبل سيبراني آمن

إن الجزائر، من خلال هذه الاستراتيجية الوطنية لأمن الأنظمة المعلوماتية، تؤكد التزامها بالحفاظ على سيادتها الرقمية وحماية مواطنيها من المخاطر التي تهدد أمنها السيبراني. كما أن المبادرات التعليمية والتوعوية التي سيتم تنفيذها ستكون حجر الزاوية في بناء مجتمع رقمي واع يمكنه التعامل مع التحديات الرقمية بشكل آمن ومسؤول.

إيمان عبروس