الغش في المبيدات يكبد زارعي العنب بالعاصمة الكثير من الخسائر

الغش في المبيدات يكبد زارعي العنب بالعاصمة الكثير من الخسائر

لا يزال داء الميلديو الذي يصيب كروم العنب على طول حقول متيجة على غرار العاصمة، بومرداس والبليدة وغيرها يفتك بهذه الفاكهة المحببة لدى الجزائريين في فصل الصيف، ولا يزال هذا المشكل الذي ينال من المحاصيل المتواجدة ضمن مناخ معتدل ويمتاز بنسبة رطوبة معينة يقضي على النبتة من جذورها وسط غياب السلطات التي تجاهلت الخسائر الكثيرة التي تكبدها الفلاحون على مدار ثلاث سنوات كانت وخيمة جدا عليهم سيما منها السنة الأولى، بحيث أزيلت الكروم عن بكرة أبيها، ليصطدموا بجشع البعض ممن يبيع مبيدات مغشوشة عمقت جرحهم نظرا لصعوبة اكتشاف التحايل إلا بعد فوات الأوان بالنظر إلى أن إلزامية رش المحصول به تكون في فترة الإزهار أو قبلها و لا تظهر النتائج إلا عند تكوّن الثمار، فلا تبلغ النضج أبدا لأنها سرعان ما تتعفن وإذا اشتد الداء الفطري أكثر تموت الشجرة وتسقط على الأرض، وما زاد الطين بلة هو أن داء الميلديو يستهدف أنواع العنب الأوروبية الأصل التي يقبل عليها الجزائريون كـ _الكاردينال_ و _راد غلوب_ و _موسكا_ و _سيبيرور سيدلاس_ وغيرها.

دق الفلاحون ناقوس الخطر إزاء الكوارث التي تطال محاصيلهم من العنب بسبب غياب السلطات عن المشهد العام، فلا هي عمدت إلى حملات توعوية بشأن هذا الداء الفطري الفتاك وعرفت بأخطاره وطرق الوقاية منه، ولا هي وقفت في وجه مافيا المبيدات التي لم تجد أي صعوبة في تسويق خلطات غريبة لا علاقة لها بالتركيبة الأصلية لمجابهة داء الميلديو المعروف بصعوبة القضاء عليه نظرا لخصائص معينة فيه تجعل الكائن الفطري حيا ملتصقا بالأغصان ينتظر دورة الفصول حتى ينشط مجددا ويكمل ما بدأه خلال المواسم الماضية حتى يقضي تماما على النبتة، حيث يبدأ نموه في الربيع عند تفتح البراعم ثم يبدأ العفن بالانتشار خلال فصلي الربيع والصيف، حيث يتوفر المناخ المناسب لنموه من حيث الرطوبة ودرجة الحرارة، وفي نهاية الموسم، ينتج الميلديو المعروف باسم عفن البياض الدقيقي شكلا آخرا منه، مقاوم لانخفاض درجات الحرارة في الشتاء، حيث يبقى كامناً وملتصقا إما في شقوق جذع الشجرة، أو في براعم القصبات، أو على بقايا الأوراق المتساقطة على التربة، ومع قدوم فصل الربيع، ينشط الفطر من جديد، وتتكرر دورة حياته مرة أخرى، ولذلك لا يعني سقوط الأوراق في الخريف وقدوم الشتاء، أن الفطر قد ذهب ولن يعود، ورغم القفزة التي حققها فلاحو هذه الشعبة من حيث الجودة والوفرة وافتكاك المراتب الأولى في المسابقات الدولية، إلا أن الإهمال لا يزال يطال أصحابها الذين يقاومون المشكل لوحدهم .

وناشد الفلاحون تدخل السلطات لإنقاذ محاصيلهم أو وضع حد للمتلاعبين بأرزاقهم سيما وأنهم تكبدوا العامين الماضيين خسائر فادحة وسبّب ذلك ارتفاعا في الأسعار، باعتبار أن العنب القادم من الجنوب لم يحقق الوفرة المطلوبة، ضف إليها ندرة أنواع العنب الأوروبي الذي يحتاج رشات متعددة من الكبريت الوقائي أو المبيدات الفطرية الأخرى.

إسراء. أ