الجزائر- وضع الاتحاد الجزائري لكرة القدم شروطا جديدة من أجل استدعاء لاعبين مزدوجي الجنسية إلى المنتخب الوطني مستقبلا، في قرار يبرز إصرار رئيس الفاف خير الدين زطشي، على تطبيق سياسته القاضية
بالاعتماد على اللاعبين المحليين والاستغناء تدريجيا عن اللاعبين مزدوجي الجنسية، وأكدت الفاف أن استدعاء اللاعبين المحترفين مستقبلا سيخضع لشرطين أساسيين، هو الالتزام غير المشروط مع الجزائر والتعلق بها كخيار أول لا مفروض، فضلا عن تفوقهم الفني الواضح على اللاعبين المحليين، ما يؤكد بأن زطشي غير مستعد للتخلي عن الفلسفة التي جاء بها إلى رأس الفاف والمعادية لسياسة الرئيس السابق محمد روراوة، الذي كان يعتمد بشكل كبير على اللاعبين المحترفين وفتح الباب أمامهم حتى بدون الخضوع للمعايير الفنية في الكثير من الأحيان.
وجاء قرار الفاف خلال اجتماع المكتب الفيدرالي الذي عقد، الأربعاء، بمركز تحضير المنتخبات الوطنية في سيدي موسى، الذي رسم الفكرة التي كانت تختمر في ذهن رئيس نادي بارادو السابق قبل رئاسته للاتحاد الجزائري لكرة القدم، على اعتبار أنه كان من أشد المعارضين لسياسة الفاف السابقة المعتمدة بشكل مفرط على اللاعبين المكونين ما وراء البحار، واشترط المكتب الفيدرالي شرطين رئيسين قبل توجيه الدعوة للاعبين مزدوجي الجنسية مستقبلا، الأول يتعلق بشكل مباشر بالتزام هؤلاء اللاعبين باللعب مع “الخضر” كخيار أول لا انتهازي ولا مفروض، كما حدث في عدة تجارب سابقة، ما يبرز أيضا عدم استعداد الفاف للدخول في مفاوضات ماراطونية مع اللاعبين مزدوجي الجنسية، والوصول إلى مرحلة استرضائهم للقبول بعرض تمثيل المنتخب الجزائري، وهو الموقع الذي لا يريد زطشي التواجد فيه بعد أن كانت الفاف وقعت فيه عدة مرات من أجل إقناع لاعبين كانوا يحلمون مثلا باللعب مع المنتخب الفرنسي، واختاروا الجزائر في آخر لحظة كخيار مفروض، على غرار ما حدث مع بن عربية ومغني ويبدة مثلا، كما اشترطت الفاف أيضا أن يكون اللاعبون المستدعون مستقبلا أفضل من اللاعبين المحليين، وهو ما يعد تشكيكا في مستويات بعض اللاعبين مزدوجي الجنسية المتواجدين في المنتخب الوطني حاليا، خاصة الذين كانوا يلعبون في أندية مغمورة قبل أن يجدوا أنفسهم مع “الخضر” بقدرة قادر.
ويعد هذا الإجراء بمثابة تشكيك واضح في سياسة الفاف السابقة، والتي كانت تعتمد على اللاعبين المحترفين دون قواعد وضوابط واضحة، إلى درجة أنها كانت تخضع في الكثير من الأحيان لعامل الأهواء والمصالح الشخصية أكثر من أي شيء آخر، بدليل أن بعض اللاعبين سبق لهم اللعب مع “الخضر” وهم الذين لم يكونوا يحلمون بذلك، على غرار ما حدث مع المدافع بلعيد سنة 2010 وتاهرات في عهد المدرب السابق كريستيان غوركوف، في حين رضخت الفاف لضغط بعض اللاعبين الذين ترددوا لفترة طويلة قبل الاستجابة لدعوة المنتخب الوطني، وهي الأمور التي لا تريد هيئة زطشي تكرارها مستقبلا، وهو ما يفسر وضعها لشروط جديدة قد تنهي سطوة اللاعبين مزدوجي الجنسية على المنتخب الوطني.
