حذر، الأربعاء، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، خلال زيارة عمل لقيادة الدرك الوطني، من الانسياق الأعمى وراء الإثارة والتهويل الإعلامي، لتهييج الرأي العام الوطني وتأجيج النعرات، وتجذير التناقضات بين مكونات المجتمع الواحد، داعيا الجميع كل من موقعه لتوعية الشباب، ومحاربة هذه الظواهر والعمل بتضامن وتكاتف على وأدها في المهد، لكي لا ينتشر لهيبها وتعم الفتنة البلاد.
وأفاد بيان لوزارة الدفاع الوطني، أنه مواصلة للزيارات التفتيشية والتفقدية إلى مختلف القوات والنواحي العسكرية، خلال شهر رمضان الفضيل، قام السيد الفريق السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، هذا الأربعاء 20 أفريل 2022، بزيارة عمل وتفتيش إلى قيادة الدرك الوطني. في البداية، وبعد مراسم الاستقبال، ورفقة العميد يحي علي والحاج، قائد الدرك الوطني، وقف السيد الفريق السعيد شنقريحة بمدخل مقر القيادة، وقفة ترحم على روح الشهيد البطل، العربي بن مهيدي، الذي يحمل مقر قيادة الدرك الوطني اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد له، وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأبرار، إثر ذلك، عقد السيد الفريق لقاء توجيهيا مع الإطارات والمستخدمين، حيث ألقى كلمة توجيهية، بُثت إلى كافة وحدات هذه القيادة عن طريق تقنية التحاضر المرئي عن بعد، حذر خلالها من ظاهرة الانسياق وراء الإثارة والتهويل الإعلامي، الذي يصاحب بعض الظواهر الاجتماعية السلبية، وما ينجر عنها، من جدل عقيم وقد يزيد من تجذير التناقضات بين مكونات المجتمع الواحد، وقال في هذا السياق “قد أشرت في مناسبات سابقة إلى أن معركة اليوم هي معركة وعي بامتياز، وفي هذا السياق تحديدا، أود التطرق اليوم إلى قضية أخذت في الآونة الأخيرة أبعادا مقلقة، ألا وهي ظاهرة الانسياق الأعمى وراء الإثارة والتهويل الإعلامي، على مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي والإعلام المرئي، الذي يصاحب بعض الظواهر الاجتماعية السلبية، أو الأحداث المعزولة، وما ينجر عنها، من جدل عقيم، ومزايدات من شأنها تهييج الرأي العام الوطني وتأجيج النعرات، وتجذير التناقضات بين مكونات المجتمع الواحد.
وهو ما نعتبره أمرا خطيرا يهدد السلم الاجتماعي والنظام العام، ويندرج دون أدنى شك في سياق المؤامرات، التي تحاك ضد بلادنا، من أجل زرع بذور الفرقة وإدامة مسببات التخلف، وإشغال فئات المجتمع بعضها ببعض، وتفتيت مكوناته، بل وتفجيره من الداخل، ليسهل التغلغل فيه وتزداد قابليته للتهجين والاحتواء”، مبرزا في نفس الإطار، أن ما يزيد من تعقيد الوضع هو استعمال التكنولوجيا لتوجيه الرأي العام والتلاعب به، عبر نشر كل ما يفرق ويخلق بلبلة بين مختلف مكونات الشعوب، مما يتطلب تضافر جهود الجميع من أجل وأد الفتنة في المهد، علاوة على ذلك -يضيف السيد الفريق- يجزم معظم الخبراء في الفضاء السيبراني بوجود تطبيقات وبرمجيات من الذكاء الاصطناعي، تم تصميمها على أساس دراسات نفسية جد متقدمة، لذهنية وعقلية الشعوب المستهدفة، غايتها توجيه رأيها العام والتلاعب به، عبر نشر كل ما يفرق ويخلق بلبلة بين مختلف مكوناتها، من جهة، ومن جهة أخرى، التعتيم المقصود على كل ما هو إيجابي ويحقق توافقا ويوحد هذه المجتمعات. كما دعا الفريق، الجميع من أعوان الدولة، وأعضاء المجتمع المدني، والأعيان وقادة الرأي والنخب، والأئمة ورجال الدين، استنهاض الهمم وتوعية الشباب، وأخذ مثل هذه الظواهر، على محمل الجد، والعمل بتضامن وتكاتف، على وأدها في المهد، لكي لا ينتشر لهيبها وتعم الفتنة البلاد، كما حث أبناء الجزائر من أجل التحلي بالمزيد من الوعي واليقظة، وأن يحرصوا على الابتعاد عن كافة أشكال ومظاهر التهويل والإثارة، وتحكيم العقل بدل العاطفة، وقال في هذا السياق “أهيب بأبناء وطننا أن يتحلوا بالمزيد من الوعي واليقظة والتبصر، ويحرصوا على الابتعاد عن كافة أشكال ومظاهر التهويل والإثارة، وتحكيم العقل بدل العاطفة، ونبذ التصرفات غير المسؤولة التي تهدم ولا تبني، ولا تخدم سوى مصالح أعداء الشعوب، هؤلاء المتربصين الذين يحاولون تحويل أهم عوامل التلاحم والانسجام، بين جميع مكونات شعبنا، إلى أسباب للتناحر والفرقة والقطيعة، فكما يقال الشعوب التي تفقد إيمانها بدورها الحضاري، تفقد بالضرورة إرادتها في الدفاع عن كيانها، فما بالك بالنصر. في ختام اللقاء، أسدى السيد الفريق لإطارات ومستخدمي قيادة الدرك الوطني، جملة من التوجيهات والتعليمات المتعلقة أساسا بضرورة التحلي بأقصى درجات الإنضباط والسلوك السوي والقويم، والمساهمة في ضمان أمن وسلامة المواطنين خصوصا خلال هذا الشهر الفضيل.
محمد.د




















