دعت الفصائل الفلسطينية بالجزائر، إلى ضرورة تشكيل إطار قيادي من خلال تفعيل دور منظمة تحرير فلسطين ودمج كافة الأطياف السياسية الفلسطينة، لترقى بذلك إلى مستوى تضحيات شعبنا الفلسطيني، واعتبرت ذات الفصائل أن معركة طوفان الأقصى قد أعادت إحياء الأمل في نفوس الشعب الفلسطيني المقاوم لمواصلة مسعى الكفاح من أجل تحرير القدس من النهر إلى البحر.
وأجمعت الفصائل الفلسطينية خلال الندوة التضامنية التي عقدها حزب التحالف الوطني الجمهوري، بمشاركة ممثلي الفصائل الفلسطينية بالجزائر، على ضرورة رص الصفوف ونبذ الفرقة والشقاق، من أجل فلسطين الحبيبة، لتلحق بالعدو الصهيوني الغاشم المزيد من الخسائر والفشل بعد أن أرته ما لم يكن في حسبانه خلال معركة طوفان الأقصى المباركة.
تضحيات شعبنا تلزمنا بضرورة توحيد الكلمة
وكشف محمد الحمامي، ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن تضحيات شعبنا الفلسطيني الجسام، ووحدته في الميدان وفي قطاع غزة العزة والشموخ وفي الضفة الفلسطينية وفي القلب من مدينة القدس، يوجب ضرورة وحدة الفصائل الفلسطينية، عبر تشكيل إطار قيادي موحد لكل الفصائل الفلسطينية يرقى بمستوى تضحيات شعبنا الفلسطيني، من أجل مخاطبة هذا العالم بصوت فلسطين. واعتبر الحمامي، أن عدم بقاء الانقسامات والتشتت الموقف السياسي الفلسطيني بات ضروريا، مجددا ضرورة تشكيل قيادة وطنية موحدة تضم كل الفصائل الفلسطينية. وأكد المتحدث، أن مضي 50 يوما من الإجرام والقتل والتدمير على شعبنا في قطاع غزة وفي مدن الضفة الفلسطينية لم يثني عزيمة الشعب الفلسطيني، معتبرا أن العدوان النازي البربري الوحشي الهمجي الذي تشارك به الولايات المتحدة الأمريكية منذ اليوم الأول عبر إرسال الأساطيل والبوارج لن تخيف الشعب الفلسطيني. وواصل محدثنا قائلا: “الآلاف من المستوطنين تركوا الأراضي الفلسطينية بعد طوفان الأقصى الذي جاء ليقول إن زمن الاستجداب وزمن التذلل وزمن الاستعطاف للولايات المتحدة الأمريكية وللعالم الغربي الحقير من دولة الاحتلال قد ولّى وأن المقاومة ومسارها وأن المقاومة وحدها هي من سوف تطهر أرضنا من دنس هذا الاحتلال، فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”.
صمود المقاومة لحد الساعة أكبر انتصار
وبالحديث عن ما حققته المقاومة منذ انطلاق طوفان الأقصى، أشار الحمامي، أن صمود المقاومة لحد الساعة وعدم تمكن المحتل من إضعافها يعد أكبر انتصار لها، مضيفا أن طوفان الأقصى قد لقن العدوان الصهيوني درسا في الصمود والدفاع عن الأرض.
وواصل الحمامي قائلا: “أنه ورغم مضي 50 يوما لم يستطع العدو استعادة أسير واحد، أما الدول العربية فقد خذلت الشعب الفلسطيني، ولم تستخدم ورقة المصالح وحضر طائرات الكيان الصهيوني فوق نطاقها”. وأوضح محدثنا، أن الاحتلال قد انصاع لشروط المقاومة وقام بالتوقيع على هدنة إنسانية بعد تلقيه هزيمة عسكرية من المرابطين في جناح المقاومة، مشددا على ضرورة إلغاء اتفاقية أوسلو وكل اتفاقيات التطبيع. وجدد ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في الوقت نفسه، التحية للشعب اليمني والعراقي اللذان وقفا وقفة بطولية سيخلدها التاريخ لهم، مبرزا أن الشعب الفلسطيني والجزائري شعب واحد، مبديا امتنانه لرئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون، على موقفه الشجاع مما يحدث في فلسطين المحتلة.
مسار تحرير فلسطين انطلق ومخاوف الاحتلال تزيد
بدوره، أكد يوسف عابد، ممثل حركة فتح بالجزائر، أن مسار تحرير فلسطين قد انطلق مع بداية 7 من أكتوبر وسط تكلفة باهضة يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني بنهر من الدماء، مشيرا إلى أن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة قد أزعجت قادة الاحتلال وأرعبتهم ليباشر جنوده حرب إبادة أمام أعين المجتمع الدولي، الذي قرر الإكتفاء بمشاهدة مجازر الاحتلال دون أن يحرك ساكنا. وأفاد يوسف عابد، أن الاعتراف العالمي بفلسطين قد أزعج حكومة بني صهيون، في ظل التفاف العالم الحر حول حق الشعب الفلسطيني المشروع في تقرير مصيره. واستنكر ممثل فتح بالجزائر، محاولة حكومة الاحتلال الصهيوني الوظيفية إفشال الشرعية الدولية، بدعم غربي بقيادة أمريكا لمواصلة حرب ابادتها للشعب الفلسطيني، عبر تجهيز ثلاث أساطيل عسكرية لتهجير الشعب الفلسطيني الأعزل.
لا نستغرب مما تقوم به حكومة الاحتلال
ولم يبدي محدثنا استغرابه، مما تقوم به حكومة الاحتلال في الضفة الغربية والقدس بغض النظر عما قامت به في قطاع غزه لذلك، متوقعا المزيد من العدوان طالما هناك دعم عنصري أمريكي، مبرزا أن الكيان الصهيوني الجبان لا يمكنه أن يستمر في عدوانه ورفضه القرارات الشرعية لولا دعم الغرب له. وتابع محدثنا قائلا: “يجب توحد الموقف الفلسطيني وانطلاق مفاوضات جادة توصل إلى تحقيق حل الدولتين، خاصة وأن الشعب الفلسطيني قد اختار قيادته المتمثلة في منظمة تحرير فلسطين وهي تتسع للجميع وسنكون سعداء، حينما ينضم لها الجميع الشعب الفلسطيني لتلقى دعما دوليا في إطار إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الأبديه”. وختم بالقول: “كل التحية لكل أحرار العالم فـ لنبقى صامدون على العهد في مواجهة الطغيان عاشت فلسطين حرة عربية مستقلة وعاصمتها القدس، عاشت منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني”.
نقدم تحية إكبار وإجلال لقيادة وشعب الجزائر
بدوره قدم علاء الشبلي، تحيه إكبار واحترام لقيادة وشعب الجزائر لوقوفهم الدائم مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يعيش ظروفا عصيبة في قطاع غزة والضفة الغربية بعد اقدام المحتل على عملية إبادة وتطهير عرقي متجاوزا كل الخطوط الحمراء والقوانين والأعراف الدولية وحقوق الإنسان.
وقال الشبلي، أن الجرائم القتل والاعتقال بحق أبناء الشعب الفلسطيني ليس وليدة الساعة وليست وليدة 7 أكتوبر فقط، وإنما هي استمرار لآلة الحرب والقتل والابادة الجماعية منذ احتلال الكيان الصهيوني لارضنا الطاهرة. ولم يخفي المتحدث، مدى ضعف وهشاشة جيش الاحتلال رغم كل الإسناد الذي يتلقاه وامتلاكه لأحدث أنواع الأسلحة والتكنولوجيا، ليسقط هذا الجيش أمام إرادة المقاومة التي مبدأها تحرير القدس بأيدي الشعب وشباب المقاومة الفلسطينية التي تصنع هذا الإنجاز العظيم. وتابع قائلا: “العدو الصهيوني الذي احتل أرضنا وقهر شعبنا وشرد أهلنا ذاق يوم 7 أكتوبر هزيمة شنعاء هزت صورته أمام العالم عسكريا واستخباراتيا، ليشرع في الانتقام من شعبنا بقصفه المتواصل ليلا ونهارا محاولة منه لحفظ ماء وجه أمام شعبه وإعادة الأسرى والقضاء على المقاومة وكل محاولاته فشلت إلى أن وصل إلى هدنة تم خلالها اتفاق تبادل الأسرى وادخال المساعدات إلى أهلنا في قطاع غزة بعد أيام طويلة من القصف والدمار والقتل والتشريد لأبناء شعبنا”. ودعا الشبلي، إلى ضرورة توحيد الصف العربي والوقوف وقفة رجل واحد وبصف واحد من أجل تحرير أرض فلسطين الطاهرة وحماية شعبنا، مشددا على ضرورة تقديم قيادات المحتل الصهيوني أمام المحاكم الدولية ليتـ يحاسبوا على جرائمهم بحق أبناءنا. وذكر محدثنا بما يحدث من منع المدنيين من العودة إلى منازلهم ووأراضيهم بحجة أن الحرب لم تنتهي، مشيرا إلى أن العدو قد أرسل تنبيهات إلى أهالي وسط وشمال غزة بأن يغادروا إلى الجنوب. كما ثمّن المتحدث موقف الجزائر بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون، من دعم لفلسطين وجعلها قضية مركزية، معتبرا أن هذا الموقف الرجولي والبطل سيكتبه التاريخ بأحرف من ذهب عما تفعلها الجزائر للقضية الفلسطينية.
يجب تجديد الهدنة والعودة إلى التسوية السياسية
ودعا ممثل الاتحاد العام للحقوقيين الفلسطينين، محمود سلي، كل الأطراف لتجديد وتثبيت الهدنة وتحرير الأسرى، والعودة إلى مسار التسوية السياسية بالرغم أن الكيان الصهيوني لا ينوي ذلك.
كما أكد محمود سليم، ممثل للاتحاد العام للحقوقيين الفلسطينين، عن مواصلة صمود الشعب الفلسطيني، مشيرا أن كل أطياف الشعب الفلسطيني مستعدة للاستشهاد أو النصر. وأبدى محمود، تأمله في أن تعمل الدول المحيطة على تقديم يد المساعدة والوقوف وقفة عز ورجولة خاصة ونحن نحارب بالنيابة عن الأمة العربية. وتابع قائلا: “القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة كلها تتفق عن معنى الإجرام ونعلم جيدا أن الكيان الصهيوني لديه أذرع قوية ومدعوم من أمريكا والغرب، الذي حدث بشكل غير طبيعي معقول عندما تم تحرير بعض المستوطنات المحيطة بغلاف غزة ولأول مرة، حدث عنه إرسال حاملات طائرات وغواصات من طرف كل الدول الغربية، وحج قادة الغرب لمواساة اسرائيل وبعد هذه العملية الحربية”.
نشكر مبادرة الرئيس عبد المجيد تبون
فيما شكر ممثل الاتحاد العام للحقوقيين الفلسطينين، الرئيس عبد المجيد تبون، على مبادرته والسعي في رفع دعاوى قضائية من أجل محاكمة شرذمة الكيان الصهيوني، ما دفع عدة دول لتبني هذا الموقف على غرار ماليزيا وكولومبيا والكويت وبلجيكا.
وواصل قائلا: “المجازر معروفة أنها جرائم حرب في القانون الدولي وكلنا يعلم أن هذه المحكمة تحت قبضة الغرب، مثلا في أوكرانيا بعد حربها مع روسيا أصدرت مذكرة اعتقال دولية في حق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا ما جاء لأي دولة من الدول التي تم تحديدها، كما أنه وخلال تأسيس المحكمة الجنائيه الدولية أمريكا وإسرائيل شاركوا في تأسيسها ولم يوقعوا لحد الساعة على عضويتهما”.
عبد الله بن مهل
